يضرب المنتخب القطري الاولمبي لكرة القدم موعدا تاريخيا مع بطولة آسيا تحت 23 عاما عندما يواجه مساء غد الثلاثاء على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد نظيره الكوري الجنوبي في مباراة الدور قبل النهائي للبطولة المؤهلة لأولمبياد ريو بالبرازيل 2016.
وتكتسي هذه المباراة أهمية بالغة ليس لأنها مؤهلة للمباراة النهائية فحسب وإنما لأنها أيضا تضمن للفائز بنتيجتها الظفر ببطاقة التأهل لدورة ريو دي جانيرو للألعاب الأولمبية الصيف المقبل.
ويحمل لقاء الغد آمال واحلام كتابة تاريخ جديد للكرة القطرية، حيث إن الفوز في المباراة يصل بالعنابي للأولمبياد للمرة الثالثة والأولى في القرن الجديد، حيث إنه وصل مرتين من قبل في أولمبياد لوس انجلوس عام 1984 ثم برشلونة عام 1992 ويسعى وبكل قوة أن تكون الثالثة في الألفية الجديدة من ملاعبه ووسط جماهيره، خاصة وأنه يحظى بدعم جماهيري كبير امتلأت بهم المدرجات في كل المباريات السابقة له في البطولة.
وبتأهله للدور قبل النهائي فإن العنابي سيخوض المواجهة وبحوزته فرصتان من أجل قطع تذكرة العبور للأولمبياد، حيث إن الفوز سيكون كفيلا بأن يكون حاضرا في المحفل العالمي، وفي صورة عدم تحقيقه للفوز فإنه سيحصل على فرصة جديدة عندما يخوض المباراة الترتيبية على المركزين الثالث والرابع وعندها فإن الفوز وحده يضمن بطاقة الأولمبياد والميدالية البرونزية.
ومن الناحية الفنية نجد أن الكفة شبه متساوية بين المنتخبين ومن الصعب ترجيح كفة على حساب الآخر حيث إنهما وصلا الى هذا الدور بجدارة .. العنابي تخطى الصين وايران وسوريا في الدور الأول ثم كوريا الشمالية بعد وقت اضافي في الدور ربع النهائي.. اما منتخب كوريا الجنوبية فقد تخطى أوزبكستان واليمن وتعادل مع العراق وتصدر المجموعة الثالثة ثم تخطى الأردن وصعد للدور نصف النهائي ويمتلك طموح الوصول للنهائي وبالتالي الوصول للأولمبياد.
ويمتلك المنتخبان مجموعة متميزة من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق، حيث تضم تشكيلة قطر اثنين يتربعان على صدارة هدافي البطولة وهما عبدالكريم حسن وأحمد علاء ولكل منهما 4 أهداف، وكذلك منتخب كوريا الجنوبية لديه اثنان من الهدافين في البطولة وهما كون تشانج ومون تشانج ولكل منهما 3 أهداف وبالتالي، فالمنتخبان لديهما قوة هجومية كبيرة سوف تكون المنافسة بينهما كبيرة من أجل تحقيق الانتصار والذهاب إلى ريو دي جانيرو.
ويخوض العنابي المواجهة مع أفضلية نسبية تتمثل في عاملي الأرض والجمهور، فيما تمتلك كوريا افضلية الخبرات عند لاعبيها ولكن في مثل هذه المباريات الاقصائية يكون للأرض والجمهور دور مؤثر، خاصة إذا كان المنتخب صاحب الارض يمتلك قدرات عالية ومنتخب قطر يعتبر من افضل منتخبات البطولة، واقنع الجميع بمستواه الفني العالي جدا في البطولة وهو قادر على الحصول على بطاقة التأهل للأولمبياد.
ويتوقع ان تكون المواجهة مثيرة بين المنتخبين بين مهارة الغرب الآسيوي وسرعة الشرق الآسيوي وهو الصراع التقليدي باستمرار بين القوتين في القارة الآسيوية.
واستكمل العنابي الأولمبي تدريباته استعدادا للمباراة المصيرية من حيث نتيجتها ومن المقرر أن يكون المدرب قد استقر على التشكيلة الأساسية التي ستمثل الفريق.
ويعتبر المران الرئيسي المرآة التي تعكس مستوى الأداء المرتقب للاعبين والتي تعكس ايضا الحالة المعنوية للاعبين قبل اطلاق صافرة البداية.. والاخبار القادمة من معسكر العنابي تبين ان الاجواء تسير بشكل جيد والتدريبات أظهرت حماسة اللاعبين، وهو ما يفيد بأن الأجواء في المعسكر ايجابية وتساعد على تقديم عرض قوي امام المنتخب الكوري الذي قدم للبطولة مرشحا مثله مثل المنتخب الياباني للفوز بالكأس والتأهل لدورة ريو للألعاب الأولمبية.
وتشهد تشكيلة العنابي عودة عبدالكريم حسن بعد تماثله للشفاء من الاصابة التي لحقت به في المباراة السابقة امام المنتخب الكوري بالدور ربع النهائي، ويعتبر عبدالكريم حسن من أبرز لاعبي المنتخب في البطولة بإحرازه 4 أهداف ومن المؤكد أن عودته ستمنح زملاءه مزيدا من الثقة في تقديم أداء قوي، كما أن مشاركته ستمنح الفريق مزيدا من الصلابة في اللعب الدفاعي ومزيدا من الخطورة في اللعب الهجومي باعتبار انه هداف من هدافي البطولة.
وفي المقابل يغيب المهاجم محمد مونتاري عن التشكيلة بسبب حصوله على الإنذار الثاني في المباراة الأخيرة الماضية أمام كوريا الشمالية، وعلى الرغم من غياب مونتاري فإن الجهاز الفني لديه البدلاء القادرون على تعويض أي غياب في ظل الحماس الكبير الذي يتمتع به اللاعبون في الوقت الحالي.
ومن جهة أخرى اطمأن الجهاز الطبي على الحالة الصحية لمدافع المنتخب احمد ياسر بعد تعرضه للإصابة في الدقائق الاخيرة من المباراة الاخيرة، وكان ياسر قد تعرض لإصابة خفيفة، ومن حسن الحظ أنها لن تؤثر على مشاركته في اللقاء امام المنتخب الكوري الجنوبي.
وباتت كل اوراق المنتخبين مكشوفة بعد خوضهما مباريات الربع النهائي، الا ان ذلك لم يمنع الأجهزة الفنية من رصد مواطن القوة والضعف في اداء المنافس من خلال متابعة بعض اللقطات من المواجهات السابقة من أجل التعرف على أهم لاعبيه ووضع استراتيجية اللعب المناسبة، حيث لا يترك الجهاز الفني للعنابي أي شيء للصدفة.
كما أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الاسباني فيليكس سانشيز فتح ملف المنتخب الكوري الجنوبي مبكرا أول فرق المجموعة الثالثة، بعد وصوله إلى المربع على حساب المنتخب الأردني.. ويتشابه أداء المنتخب الكوري الجنوبي الى حد كبير مع أداء المنتخب الكوري الشمالي من حيث السرعة في الانجاز والتحول من اللعب الدفاعي الى اللعب الهجومي خاصة واستغلال المساحات الفارغة في المناورات الهجومية ويمكن القول إن مباراة العنابي مع كوريا الشمالية قد شكلت خبرة مفيدة للعنابي قبل هذه المباراة.
وأجمع العديد من المراقبين على أن كلا المنتخبين لم يقدما مستوى جيدا في مواجهتيهما في الدور ربع النهائي، لكن في الدور نصف النهائي ستتغير الصورة، وسوف يقدم المنتخبان كل ما لديهما والزج بكل الاوراق الممكنة التي من شأنها أن تحسم أمر التأهل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر