الرباط-رشيدة لملاحي
وجه الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية المغربي، سعد الدين العثماني، رسائل سياسية مباشرة بعد انتخابه على رأس الأمانة العامة لحزب "المصباح" إلى حلفائه في الحكومة وبعض القيادات من صفوف الشباب المعارضين له بقوة لإنتخابه رئيسًا لهم؛ مشددا على فوزه برئاسة الحزب هو دعم للحكومة التي يترأسها ووفاء للأغلبية الحكومية.
وكشف العثماني في حديث إلى "المغرب اليوم" أنه سيعمل على مواصلة الإصلاح وأن فوزه برئاسة الحزب ستجعله يشتغل بأريحية سياسية أكثر وبقوة لتحقيق أهداف البرنامج الحكومي".
وفِي رده على سؤال بشأن موقفه وخطة عمله لمواجهة عدد من أعضاء الحزب الذين صوتوا ضده وكذلك مداخلتهم المثيرة للجدل والتي وصلت إلى حد الصراخ والانتفاضة ضد ما أسموه بتقديمه تنازلات تمس الوعد الذي قدمه الحزب للمواطنين الذين منحوه أصواتهم مقابل الوقوف ضد الفساد ، كشف العثماني أنه كانت هناك اختلافات في وجهات النظر، لكن في النهاية أثبت أنه حزب ديمقراطي وليس ستالينيا ".
وتابع العثماني، بأنه سيكون أمينا عاما للجميع سواء لمن صوت على إدريس الأزمي أو من صوت عليه، وعلاقتهم لن تتضرر بهم، وأنه ليس هناك خلاف حاد، مشيرا أنه تقرر فتح حوار داخلي سيستمر لشهور بمشاركة كل الأعضاء والمتعاطفين سيحدد التوجه السياسي للحزب في المرحلة المقبلة، على اعتبار أن حزبه مدرسة في الديمقراطية يحرص على وحدة الحزب.
وجدد الأمين العام الجديد لحزب المصباح بأنهم سيظلون داخل الحزب أوفياء للثوابت الوطنية، ومرجعيته الإسلامية ، ومصلحة الوطن والوحدة الترابية، وأيضا الملكية الدستورية القائمة على إمارة المؤمنين. وكان الملك محمد السادس، قد هنأ سعد الدين العثماني بمناسبة انتخابه أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية من قبل المؤتمر الوطني الثامن للحزب، معربًا، بمناسبة انتخاب العثماني أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية، "عن خالص تهانئنا على الثقة التي حظيت بها من قبل المؤتمر الوطني الثامن للحزب، والتي تجسد مدى تقدير أعضاء هيئتك السياسية، لالتزامك الحزبي، ولمسارك السياسي، فضلًا على ما تتحلى به من خصال إنسانية".
وأضاف العاهل المغربي "ومما لا شك فيه، فإنه بفضل ما عهدناه فيك من تشبث مكين بمقدسات الأمة وثوابتها، وما هو مشهود لك به من غيرة وطنية صادقة، ومن روح المسؤولية العالية، ستسلك الطريق القويم من أجل تعزيز موقع حزبك، في إطار مشهد سياسي تعددي، ليواصل إسهامه الهادف، إلى جانب الهيئات السياسية الجادة، في تكريس مصداقية الممارسة السياسية، القائمة على جعل خدمة الصالح العام فوق أي اعتبار".
وأشاد الملك محمد السادس بدور الأمين العام لحزب "المصباح" السابق عبد الاله بن كيران، “إذ نشيد بسلفك الأستاذ عبد الإله ابن كيران، لما أسداه لوطنه ولملكه ولهيئته السياسية، من خدمات جليلة، فإننا نطلب منك إبلاغ كافة أعضاء حزب العدالة والتنمية، قيادة وقواعد، عبارات موصول تقديرنا السامي".
وكان العثماني، فاز برئاسة حزب العدالة والتنمية المغربي، حيث حصد 1006أصوات، في حين حصل منافسه إدريس الأزمي الإدريسي على 912، وعرفت عملية التصويت منافسة قوية بين كل من رئيس الحكومة ورئيس الفريق البرلماني، على منصب الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي لخلافة بن كيران .
واختار أعضاء المجلس الوطني للحزب ثمانية مرشحين، لمنصب الأمين العام ، اعتذر أغلب المرشحين الذين تجاوزوا عتبة 10 بالمئة من الأصوات، ليبقى في مسار التنافس على مهمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كل من العثماني والإدريسي، ووفقًا لقانون الحزب الذي يتيح للمرشحين الاعتذار إن لم تكن لهم رغبة في قيادة الحزب، اعتذر كل من جامع المعتصم، المصطفى الرميد، سليمان العمراني، عزيز رباح، عبدالعزيز أفتاتي، وعبدالعزيز عماري.
وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، قد حسمت أزمة جديدة داخل الحزب عقب تصويت المجلس الوطني ضد ترشح عبد الإله ابن كيران للأمانة العامة للحزب، مشددة على أنّ رئيسهم الحالي استنفد الولايتين المقررتين في النظام الأساسي، وأضافت أنه "بتوجيه من زعيم الحزب ابن كيران ورئاسة نائبه الأستاذ سليمان العمراني، عقد اجتماع من أجل مناقشة الموضوع المتعلق بالمادة 105 من النظام الأساسي للحزب وتبني تفسير لها، بناء على الحق في تفسير النظام الأساسي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر