دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى إنشاء "جيش أوروبي"، وسط مخاوف متزايدة من عدم مساعدة الولايات المتحدة للقارة.وقال زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، إن نائب الرئيس الأمريكي، جيمس ديفيد فانس، أوضح أن العلاقة القديمة بين أوروبا والولايات المتحدة "تنتهي" وأن القارة "بحاجة إلى التكيف مع ذلك".
وأضاف أن أوكرانيا "لن تقبل أبداً اتفاقيات تتم خلف ظهرها بدون مشاركتها"، بعد اتفاق دونالد ترامب وفلادمير بوتين على بدء محادثات سلام.
والسبت، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي "بناء على" مكالمة بين ترامب وبوتين الأربعاء 12 فبراير/شباط 2025.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن اتصال السبت جاء بناءً على "طلب الجانب الأمريكي". ولم يذكر بيان الخارجية الروسية تفاصيل أخرى بشأن أوكرانيا، لكنه قال إن الجانبين "أكدا التزامهما بالعودة ... للحوار" بين البلدين.
واتصال ترامب بالرئيس الروسي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، كسر قرابة 3 سنوات من الصمت بين واشنطن وموسكو.
وفي وقت سابق السبت، قال مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا، إنه سيجري التشاور مع أوروبا، لكنها لن تشارك في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، في حال حدثت.
وفي تصريحات ستثير على الأرجح القلق في أوكرانيا وبين الحلفاء الأوروبيين، قال كيث كيلوغ، إن المفاوضات السابقة فشلت بسبب مشاركة عدد كبير من الأطراف.
وأضاف في تصريحاته السبت، "قد يكون الأمر مثل لحظة استخدام الطباشير على اللوح، التي تسبب الإزعاج بسبب احتكاكها، لكنني أتحدث معكم بصدق تام".
وقال زيلينسكي إنه منع اتفاقاً، قاده ترامب، من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى كميات هائلة من الموارد الطبيعية الأوكرانية لأنه يفتقر إلى "ضمانات أمنية" لكييف و"لا يحمينا".
وضغط ترامب للوصول إلى معادن نادرة في أوكرانيا مقابل مساعدات، أو حتى كتعويض عن دعم قدمته الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، إن غزو روسيا لأوكرانيا كان بمثابة "إعادة ضبط المصنع" بالنسبة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما أشار إلى أن التحالف يحتاج إلى أن يكون "متيناً" و"قوياً" و"حقيقياً".
وقال زيلينسكي السبت، "دعونا نكون صادقين. الآن لا يمكننا استبعاد احتمال أن تقول الولايات المتحدة لا لأوروبا بشأن قضية تهددها".
وأضاف أن "العديد من القادة تحدثوا عن حاجة أوروبا إلى جيشها الخاص - جيش أوروبي".
واقترح بالفعل زعماء آخرون فكرة إنشاء جيش أوروبي، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعم منذ فترة طويلة تأسيس هذا الجيش لتقليل اعتماد الدول الأوروبية على الولايات المتحدة.
لكن سرعان ما رفضت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الفكرة.
وقال زيلينسكي "قبل أيام قليلة، أطلعني الرئيس ترامب على محادثته مع بوتين. ولم يذكر ولو مرة واحدة أن أمريكا بحاجة إلى أوروبا على الطاولة، وهذا يعني الكثير". مضيفاً "ولت الأيام القديمة عندما دعمت أمريكا، أوروبا، لمجرد أنها كانت تفعل ذلك دائماً".
ومع اقتراب غزو روسيا لأوكرانيا من الذكرى السنوية الثالثة، قال ترامب وهيغسيث إنه من غير المرجح أن تنضم أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، إن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 أمر غير واقعي.
لكن قال زيلينسكي إنه "لن يستبعد عضوية أوكرانيا في الناتو".
وأجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع بوتين، الأسبوع الماضي، إذ ناقشا محادثات السلام بشأن أوكرانيا، ما أدى على ما يبدو إلى تهميش حلفاء رئيسيين.
وقال زيلينسكي إنه، إضافة إلى أوكرانيا، ينبغي لأوروبا "أن يكون لها مقعد على الطاولة عندما اتخاذ قرارات بشأنها".
وقال الرئيس الأمريكي لاحقاً إنه وبوتين يعتزمان اللقاء في السعودية، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أنهما وجها دعوة لبعضهما البعض لزيارة عاصمتيهما.
ولم يُحدد موعد لزيارة ترامب إلى موسكو.
وفيما يتعلق بمشاركة أوكرانيا في المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي، إن كييف "بالطبع ستشارك بطريقة أو بأخرى في المفاوضات".
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إن بلاده لن تدعم أبداً سلاماً مفروضاً.
وصرح رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، بأن أوروبا بحاجة إلى خطة خاصة بها بشأن أوكرانيا، وإلا فإن "لاعبين عالميين آخرين سيقررون مستقبلنا".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر