القاهرة - المغرب اليوم
اعتبر المدير الفنّي الجديد للمنتخب المصري لكرة القدم شوقي غريب الخميس غداة تعيينه في منصبه خلفاً للأميركي بوب برادلي أنّ "المهمّة صعبة في ظلّ الظروف الراهنة"، مشيراً إلى أنه كان "الأجدر" بتولّي المسؤولية خلفاً لمواطنه حسن شحاتة.
وقال غريب (54 عاماً) في تصريح لوكالة فرانس برس: "إنّ المهمّة صعبة في ظلّ الظرف السياسي والأمني الذي تمرّ به مصر حالياً وما خلّفه قرار توقّف النشاط الكروي لفترة تزيد على عامين تقريباً".
واعتبر غريب أنّ توقّف هذا النشاط "أثّر سلباً على الكرة المصرية خاصةً في المحافل الدولية وكانت نتيجته الإخفاق في التأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا لدورتين متتاليتين في غينيا الاستوائية والغابون (2012) وجنوب أفريقيا (2013) وأخيراً إلى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل".
وأعرب غريب عن سعادته بتوليه مهمّة تدريب المنتخب المصري، معتبراً "أنّ هذا القرار تأخّر لمدّة عامين وأنه كان الأجدر بتولّي المسؤولية خلفاً لحسن شحاتة المدير الفنّي الأسبق الذي كان مساعداً له وأحرزا معاً كأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية (2006 في القاهرة، و2008 في غانا، و2010 في أنغولا).
وأكّد غريب الذي يعتبر أنه عاد إلى بيته بتوليه مسؤولية المنتخب الأول، "أنّ المرحلة القادمة تحتاج إلى تضافر كل الجهود في منظومة كرة القدم المصرية بدايةً من الاتحاد مروراً بالأندية وانتهاءاً بالجهاز الفنّي واللاعبين لإعادة الكرة المصرية إلى مسارها الطبيعي كبطل للقارة الأفريقية يملك الرقم القياسي في عدد مرّات الفوز باللقب (7 مرات)".
وأعلن المدرب الجديد أنّ باب الانضمام إلى المنتخب "مفتوح أمام الجميع وأنّ معيار الاختيار لن يرتبط بعمر لاعب أو موهبته فقط، ولكن بقدرته على العطاء وإيمانه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كلاعب دولي".
وختم قائلاً: "التواجد في قائمة المنتخب شرف وحلم كبير لأي لاعب".
غريب "المنقذ"
وكان مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم أعلن الأربعاء تعيين الدولي السابق شوقي غريب لتولّي الإدارة الفنية للمنتخب حتّى نهائيات أمم أفريقيا في المغرب 2015.
ويرى المتابعون في التعاقد مع شوقي غريب، المدرب المحلّي، "محاولة للخروج من النفق المظلم" والسير على خطى مواطنه حسن شحاتة الذي قاد بمساعدة غريب مصر إلى 3 ألقاب أفريقية متتالية قبل أن يستقيل من منصبه بعد الإخفاق في التأهل إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وكانت تسمية شحاتة "محطة إنقاذ" للكرة المصرية لا يمكن تجاهلها، وربّما يأتي تعيين غريب في هذا السياق لوقف رحلة بحث لا تنتهي عن مدير فنّي أجنبي يحمل سيرة ذاتية جيّدة مع راتب شهري لا يقل عن 100 ألف دولار بالإضافة إلى مقدّم العقد والسكن والسيارة وتذاكر السفر، في وقت يعيش فيه الاتحاد المصري أزمة مالية خانقة نظراً لتوقّف النشاط الكروي لما يزيد عن عامين تقريباً.
وكنتيجة أولى ملموسة لهذه الخطوة، تمّ تحديد راتب غريب بنحو 120 ألف جنيه مصري شهرياً شاملة الضرائب، أي ما يوازي الخمس من راتب المدرب الأجنبي، وبانتظار النتائج الأخرى التي قد تترجمها النتائج في الفترة المقبلة.
وفى سابقة هي الأولى من نوعها، تمّ اسناد مهمّة تدريب المنتخب المصري إلى مدرب لم يكن لاعباً سابقاً في الأهلي أو الزمالك، قطبي الكرة المصرية، لكن غريب كان أحد أعضاء الجيل الذهبي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لنادي غزل المحلة أو "فرقة الفلاحين" الذي انتزع لقب بطولة الدوري المصري عام 1974 على فريق "الشياطين" في الأهلي ومدرسة "الفن والهندسة" في الزمالك.
وكان "الفلاح" غريب ضيفاً عزيزاً على قائمة المنتخبات الوطنية منذ مرحلة الشباب وحتّى المنتخب الأول الذي شارك معه في أولمبياد لوس أنجليس 1984، وحصل على كأس الأمم الأفريقية عام 1986 التي احتضنتها القاهرة.
اعتزل غريب اللعب الدولي عقب أمم أفريقيا 1988، واحترف في ظفار العماني ثمّ اعتزل نهائياً عام 1993 ليتّجه إلى التدريب في قطاع الناشئين بنادي غزل المحلة ثمّ الفريق الأول، كما أشرف على سموحة والإسماعيلي.
وبدأ غريب مشوراه التدريبي مع المنتخبات الوطنية حين عمل مساعداً للراحل محمد علي المدير الفنّي لمنتخب الناشئين الذى شارك في نهائيات كأس العالم 1997 التي استضافتها القاهرة، وعُيّن مديراً فنياً لمنتخب الشباب فقاده للحصول على الميدالية البرونزية في كأس العالم 2001 في الأرجنتين.
وأسندت إلى غريب بعد ذلك مهمّة تدريب المنتخب الأولمبي ولم يحالفه التوفيق وخسر 5 مباريات في تصفيات أولمبياد أثينا 2004 أمام السنغال ونيجيريا وتونس فأقيل من منصبه بعد الإخفاق في التأهل إلى نهائيات الأولمبياد.
ومع ضياع حلم التأهل إلى نهائيات مونديال 2006 في ألمانيا، أطيح بالمدرب الإيطالي ماركو تارديلي وتولّى حسن شحاتة المهمّة خلفاً له فقرّر الاستعانة بغريب كمدرب عام للمنتخب من 2004 إلى 2011، وقادا معاً الجيل الذهبي لمنتخب الفراعنة إلى الفوز بأمم أفريقيا 3 مرات متتالية بدءاً من القاهرة 2006 مروراً بغانا 2008 وانتهاءاً بأنغولا 2010.
وشهدت تلك الفترة إخفاق المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا فأقيل الثنائي شحاتة-غريب، ثم أخفق المنتخب المصري مرةً جديدةً في بلوغ نهائيات مونديال 2014 في البرازيل فلم يُجدّد عقد الأميركي بوب برادلي.
وقد يكون المسؤولون عن الكرة المصرية وجدوا ضالتهم في هذا "الفلاح الفصيح"، أحد العاملين المكافحين في الظلّ خلال فترة شحاتة الذي نال وحده الشهرة على الصعيد العالمي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر