برلين - المغرب اليوم
لم يتوقع أي من عشاق الساحرة المستديرة سنة 2008 أن يحصل جوسيب غوارديولا في ظرف 4 سنوات على رأس الإدارة الفنية لفريق برشلونة على ألقاب تعادل تلك التي أحرزها لما كان لاعباً طوال 11 سنة مع برشلونة، ولو تكهن أحد في ذلك الحين بحصيلة مماثلة لاعتُبر كلامه مبالغاً فيه. رغم ذلك سارت الرياح بما يشتهيه الكتالوني، وكان التألق والنجاح حليفه لاعباً ومدرباً.
وكان موسم برشلونة الأول مع هذا المدرب الداهية رائعاً، حيث قدم الفريق مردوداً طيباً ونال في الوقت ذاته الكثير من الألقاب. وكانت هناك شوكة عالقة في حلق عشاق البلاوجرانا لما حطوا الرحال في أبو ظبي من أجل المشاركة في كأس العالم للأندية FIFA 2009، وهو الفوز بهذا اللقب الوحيد الغائب عن خزانة النادي. ولم تكن مهمة غوارديولا وأبنائه سهلة أمام كتيبة أتلانتي المكسيكية، حيث وقف رجال المدرب خوسيه جوادالوبي كروز ندا للند أمام أبطال أوروبا، وأحرجوهم لما أفلحوا في افتتاح باب التسجيل في الدقيقة الخامسة. وقد استحضر أنصار برشلونة حينها سيناريو نسخة اليابان 2006، وتخوفوا من تكراره وعودتهم إلى الديار بخفي حنين.
وشاءت الصدف والأقدار أن يلتقي المدربان غوارديولا وكروز من جديد أربع سنوات بعد تلك الواقعة، وربما يتقابل فريقاهما الجديدان بمناسبة أم بطولات الأندية مرة أخرى. وقد حاور موقع FIFA.com مدرب مونتيري المكسيكي في غمرة استعداداته لنهائيات المغرب 2013، وتحدث معه عن هذا الخصم القديم وعن طموحه في هذه الدورة.
بين الماضي والحاضر
وبدأ المدير الفني المكسيكي المقابلة بالثناء على غريمه جوارديولا، وقال في حقه "لقد أحدث ثورة في عالم كرة القدم في ظرف وجيز. إنه واحد من الخصوم الذين يؤثرون على المرء، لا داخل الملعب فحسب، بل في الحياة برمتها، أضف إلى أنني شخصياً معجب كثيراً بغوارديولا."
ولا شك أن ما ذكره كروز واحد من مزايا هذه التظاهرة العالمية، حيث تكون مناسبة للقاء وتواجه أفضل اللاعبين والمدربين في العالم، لذلك استرسل مدرب مونتيري قائلاً "التقينا حينها أفضل فريق في العالم في تلك المناسبة، وقد زاد ذلك من حماسنا وقوى عزيمتنا، كما جعلنا ننظر إلى كرة القدم بطريقة مختلفة."
وستخوض كتيبة رايادوس كأس العالم للأندية FIFA للمرة الثالثة، وسيواجه في أول المباريات نادي الرجاء البيضاوي المغربي يوم 14 ديسمبر/كانون الأول. وبدا المدير الفني الأزتيكي واثقاً من حظوظ فريقه، حيث صرح: "أشعر بالحماس والتفاؤل أكثر من المرة السابقة. لقد زادت أهمية أم بطولات الأندية، ونحن على وعي بهذا الأمر، وصار الجميع يريد اللقب. ويتعلق الأمر شخصياً برهان وتحدي مهم أخوضه مع فريق جديد. حماسنا كبير، ونعي أننا لا نمثل أنصار مونتيري فقط، بل نمثل منطقة CONCACAF والمكسيك."
ولا يستبعد كروز احتمال ملاقاة المدرب الكتالوني في محطة جديدة من محطات حياتهما، وتحدث عن فريقه الجديد مقراً "يمتلك البايرن أسلوباً عمودياً، يركز بشكل أكثر على عمق دفاع الخصم، وقوتهم البدنية أكبر. بينما كان يعتمد برشلونة بشكل أكبر على التمريرات القصيرة وتحركات اللاعبين بالكرة وبدونها. إنه أقوى الخصوم، وهذا لا يعني نسيان أتليتيكو مينيرو، خصمنا المحتمل في موقعة نصف النهائي، فهو فريق كبير وواحد من أهم الأندية في البرازيل."
لوكاس سيلفا، وجه مألوف آخر
ولن تكون نهائيات المغرب 2013 أول مشاركة في أم بطولات الأندية بالنسبة للاعب لوكاس سيلفا أيضاً، حيث خاضها هذا البرازيلي في ريعان شبابه بألوان أتلانتي، وقد علق على ذلك في حوار مع موقع FIFA.com "صرت أقوى وأصبحت خبرتي أكبر، حيث لعبت طوال سنتين ونصف بعد ذلك في الدرجة الأولى، بينما كنت ألعب قبلها في الفريق الثاني، وتمكنت من اكتساب نضج أكبر."
وكان سيلفا في البداية ضمن الفريق الثاني لكتيبة أتلانتي، والتحق به قادماً من نادي دورادوس دي سينالوا، وهو للإشارة الفريق الذي دافع عن ألوانه غوارديولا سنة 2006، وذكر البرازيلي في هذا الصدد: "التحقت بذلك الفريق مباشرة بعد رحيل غوارديولا، ووجدت أن ذكره على كل لسان، خصوصاً بحكم طباعه وإنسانيته."
وتطرق سيلفا إلى الحاضر مصرّحاً "يقدم فريق ميونيخ عروضا رائعة. يستحوذ على الكرة طوال الوقت، مما يصعب مهام لاعبي وسط الميدان، إذ يعجزون عن استرداد الكرة ولا يستطيعون التقدم للهجوم. إن مواجهة خصوم بهذا المستوى والوجود في الملعب إلى جانب لاعبين بهذه الجودة والتاريخ شرف عظيم لي."
ولم تتغير فلسفة المدرب خوسيه جوادالوبي كروز منذ موقعة نصف النهائي السالفة الذكر، وسيتعامل مع دورة 2013 كما فعل أمام برشلونة، أي دون مركبات نقص، فقد أكد: "نريد بلوغ النهائي، إذ لا يحقق المرء مراده دون طموح ودون آمال عريضة. ينتظر أنصار رايادوس تحقيق نتيجة أفضل من المركز الثالث الذي بلغه الفريق السنة الماضية. لدينا مهارات وقدرات كبيرة، وسنثبت ذلك على أرض الملعب لا بالكلمات."
وقال لوكاس سيلفا في نهاية المقابلة الحوارية: "يجب الإستمتاع بهذه المسابقة، فلا أحد يدري إن كانت المباراة القادمة هي الأخيرة، بينما يقتضي انتزاع تذكرة التأهل تضحيات كبيرة، ولا أحد يعلم متى ستتاح له فرصة العودة من جديد."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر