المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي
آخر تحديث GMT 23:59:45
المغرب اليوم -

المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي

بيروت - أ.ف.ب

سكين ضخم يتدلى فوق عصفور ميت، عيون امهات "شهداء" تعبن من البكاء: يعرض الرسام والمعارض السوري يوسف عبدلكي  لوحاته المجبولة بمآسي الحرب في بلاده في معرض يقام في بيروت.تستضيف "غاليري تانيت" الفنية في العاصمة اللبنانية بيروت منذ الخامس من شباط/فبراير 30 لوحة للفنان البالغ 62 عاما وهو من ابرز رسامي سوريا. ومن خلال لوحاته المرسومة بالقلم الفحمي باسلوب بسيط، تتراءى للزائر ثلاث سنوات من حرب غيرت وجه سوريا الى غير رجعة.ويقول يوسف عبدلكي الذي اعتقلته السلطات السورية لخمسة اسابيع في صيف العام 2013 بسبب مواقفه السياسية، إن رسم الحرب "مسار شبه ضروري". ويؤكد لوكالة فرانس برس في "غاليري تانيت" التي تعرض اعماله حتى الثامن من اذار/مارس "امام حجم الدمار والقتل لا يمكن الوقوف على الحياد. نحن ملزمون رسم هذه المأساة البشرية".النزاع الذي ادى الى سقوط اكثر من 136 الف قتيل "يلقي بثقله على افكار اي شاعر او رسام او موسيقي وعلى مشاعره" على ما يضيف الفنان صاحب الشعر الاشيب.وقد رسمت غالبية اللوحات بين بداية الحراك السلمي في اذار/مارس 2011 وصولا الى العام 2013 عندما راحت المعارك تنهش كل بقعة من الاراضي السورية .ومن الاعمال الملفتة  المرسومة بالابيض والاسود وهي العلامة الفارقة لنتاجه، لوحات امهات "الشهداء". في احداها، تركع امرأة امام كرسي وضعت عليه صورة ابنها المغدور، تضم يديها،  كما لو كانت تصلي، على فمها، ربما لكي لا تصرخ من الالم.في لوحة اخرى تعكس نظرة فارغة لام تحمل صورة "شهيدها" معاناة لا توصف. امامها فتاة بضفائر توجه نظرها الى الجمهور وقد ضمت يديها كما لو استسلمت بودعاتها امام فظائع الحرب.اما "شهيد دوما" (2013)،  فهي عبارة عن رأس مقطوع، لكن العينين مفتحتان تشهدان على مأساة هذه المدينة المتمردة المحاصرة في محافظة دمشق. وفي "شهيد حمص" (2012)، "عاصمة الثورة"،  يد عملاقة قرب بقعة دم.وتؤثر هذه اللوحة بوضوح بالزوار ولا سيما امرأة دمشقية تزور بيروت. وتقول لوكالة فرانس برس وقد احمرت عيناها "بلادي تحولت الى هذا المشهد: اياد ملطخة بالدماء ورؤوس مقطوعة ودمار" قبل ان تشيح بنظرها.وتذكر اللوحات كذلك بمراحل الحراك الاولى الذي انطلق سلميا في بداياته قبل ان يأخذ منحى مسلحا. ففي لوحة تعود الى العام 2011 يواجه خنجر ضخم فراشة رقيقة في صورة رمزية عن سلمية المتظاهرين امام آلة النظام العسكرية.ويقول عبدلكي "الافكار ليست بجديدة لكن ينبغي رسمها باخلاص".ويؤكد ان "لا حدود" عندما يرسم الفنان عواقب الحرب المدمرة، مذكرا انه "عندما رسم غويا لوحة + الثالث من ايار/مايو+ كان يتحدث عن الاعدامات في حروب العالم باسره" وليس فقط في تمرد ايار/مايو 1808. ويتابع الرسام وهو من معارضة الداخل التي تدعم النضال ضد النظام السوري لكنها ترفض اي تدخل خارجي قائلا "كلما رسمت باخلاص كلما اثرت بالجمهور".هو لا يعير اهمية كبيرة لاعتقاله في صيف العام 2013 الذي اثار موجة استنكار كثيرة في اوساط الفنانين والمثقفين. ويؤكد "انا اعتقلت بينما الاف السوريين قتلوا او اعتقلوا. هذا تفصيل صغير امام هذه المأساة الفظيعة".وقد اعتقل الفنان ايضا في اواخر السبعينات بسبب انتمائه الى حزب العمل الشيوعي المحظور في سوريا قبل ان يتم اطلاقه ويغادر البلاد في 1981 الى باريس حيث امضى 25 عاما.وابطال لوحات يوسف عبدلكي ليسوا مجهولين على الدوام . ففي لوحة "حمزة، ليال والاخرون" يمكن التعرف الى وجه حمزة الخطيب اول "طفل شهيد" الذي نسب المعارضون قتله وتعذيبه الى القوى الامنية في درعا مهد التمرد. جثمانه وجثمان طفل اخر مكفن محاطان بالزهور.ويحضر ايضا في لوحاته باسل شحادة المخرج والناشط السلمي السوري الذي قتل في حمص في العام 2012 في عملية للجيش. فالى جانب كاميرا وزهرة نرى وجهه الباسم مع صورة له في وسط اللوحة كتب عليها اسم تشي غيفارا....وايضا هذه العبارة: +ثورتنا اقوى+".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي المأساة السورية بريشة يوسف عبدلكي



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib