الفارس والحلبة صورة الشاعر من خلال عصره
آخر تحديث GMT 09:27:40
المغرب اليوم -
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

" الفارس والحلبة "صورة الشاعر من خلال عصره

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

بيروت ـ وكالات

رغم أن هذا الكتاب (الحلبة والفارس: دراسة في تطور شاعرية الجواهري وشخصيته) لم يكتمل، فيكمل باكتماله «صورة الشاعر» الحياتية والشعرية، فإن كاتب مقدمته (الذي لم يُفصح عن اسمه، أو سقط سهوا!) يرى فيما يقدمه الناقد عبد الجبار داود البصري فيه «جهدا نقديا خاصا قائما على دقة المتابعة والمعرفة بتطور شعره وتاريخ قصائده» (ص23)، كما يجده قد وقف فيه «على أهم المنعطفات في شعر الجواهري وحياته» (ص27)، فضلا على كونه «يثير أسئلة كثيرة»، وأهم هذه الأسئلة ما كان نابعا من حياة الجواهري ومواقفه، أو محيلا إليها. فإذا كان منطلق «الجولة الأولى» (وقد استعاض بها تسمية عن «الفصل»..) قد بدأ معه من «الطريق إلى بغداد»، انطلاقا مما يسميها «مدينة الموت» النجف، لأن «الموت في النجف هو محور الحياة الاجتماعية» (ص33)، بحسب ما يرى، فإن متابعة انعكاسات تلك الحياة على الجواهري، فتى وشابا، ومحاولته الهرب منه تعبيرا عن تمرده عليه.. ما يثير السؤال لدى الناقد/ المؤلف عن الكيفية التي استطاع بها الخروج على/ ومن ذلك كله، و«العوامل المساعدة التي يسرت ذلك». وقبل أن يجيب عن سؤاله يتابع طبيعة شخصية الجواهري والعوامل المؤثرة في تكوينها، من اجتماعية، وعائلية وعامة، إلى عاطفية، واقتصادية ولّدت عنده الشغف بالمال، ليجدها، فيما كان لها من انعكاسات، وفي المحصلة، لم تؤدِ «إل تكيّف مع البيئة». (ص37) إلا أنه بنبوغه المبكر سيغدو مثلا إيجابيا في مجتمعه (بيئته النجفية).. ويجد أن وفاة والده، وهو بعد ما يزال في الخامسة عشرة أو السابعة عشرة من سني العمر، قد أسقط عنه ما كان يشعر به من «ثقل سلطوي» يلاحظ معه أنه وإن كان قد بدأ كتابة الشعر في ذلك الحين، إلا أنه لم يرث والده، ما يجعل الناقد- المؤلف يرتكز إلى سيكولوجية القراءة وهو يقول، بخلاف ما يقوله الآخرون: «إنه كان ينتظر هذا الحدث ليحقق ما يطمح إليه»، فتخلص «من عقبة ما كان قادرا على تجاوزها [من] دون معجزة». (ص38). وإذا كان البعض قد وجده، في مرحلته الأولى، واقفا «وقفة المناضل»، فإن الناقد/ المؤلف لا يجد فيما عُدّ «قصائد ثورية» من شعره: «رغم ثوريتها... مؤشرات لثورية الجواهري بقدر ما تدل على محافظته وانتمائه» لواقع خضع لشروطه (ص41)، عادّا قوله في ثورة العشرين قولا ينطلق من/ وينبني على «البيئة» التي انطلقت منها «الثورة». وعلى هذا «فهو لم يكن متمردا، وإنما كان منتميا». (ص43) أما من الناحية الفنية فجاء ما قاله فيها على غرار قصائد معروفة لأسلافه من الشعراء الأقدمين. ولم يُنكر عليه كونه - كما قال: «صريع أمانٍ لم يُقرّبه جاذبٌ/ لما يُرتجى إلا وأقصاه دافعُ». وهذا هو، برأي الناقد/ المؤلف، ما جعله «يحلم بالخروج من محيطه والهروب من الموت والجمود وظلال الآباء» (ص46)، وإن كان امتدحهم.. ليبدأ «الشوط الثاني» الذي يُعيّنه بالتعرف إلى «معالم الطريق»، وهو فيها، وإن تحوّل عما يسميه «النزعة الفراتية»، ظلت له «لحظات يتذمر فيها من القيم الروحية، ويُشكك في جدواها».. (ص51) بل سيشكو من الدهر الذي ضامه ومن كان معه على المسار الجديد الذي اتخذ. ومن الناحية الفنية يجد الجواهري، في هذه الفترة، إلى جانب ما كتب من قصائد «تستلهم سواها»، قد أسرف في «المعارضات الشعرية»، في وقت شكلت فيه هذه المعارضات والمحاكاة «ليل الطريق إلى الحقيقة والاستقلال والآمال» - كما قال. (ص53) وكان الجواهري، في هذه المرحلة، قد نظر إلى نفسه، مقارنة بنقائضها، نظرة رأى فيها «لطف الخيال أو الشعور الراقي»، وهو «الذي اتخذ البلاد شعاره»، ومن «أعطى القوافي حقها من ناصعات في البيان رقاق»، فـ«صان القريض». (ص:54، 53). من جانب آخر، يجد أن حبه بغداد في هذه المرحلة كان لدواعٍ عاطفية، فهو، أولا، أحب من «سكن» بغداد، لا بغداد بذاتها. إلا أنه سرعان ما سيحب الديار بعد حبّه من سكن الديار (ص56)، لتصبح بغداد مدينة ورمزا، وقد مثّلت تحولا انتقل به، كما انتقل بالبلد: «من عهد الزعامة الدينية إلى الزعامة الدنيوية». (ص59) ويذهب الناقد/ المؤلف في بحثه وتقصّيه مسارات الجواهري ومواقفه كاشفا عن تلك المفاضلة عنده بين إيران ـ وقد زارها للمرة الأولى عام 1924- مخاطبا أهلها بقوله: «بني الفرس فارسكم لا العراقُ».. كما وجد أنهم وحدهم «الحضر»، وفي بيوتهم «أوجه تُفدى بما ضمَّ النصيفُ»، إذ وجد نساءهم «لم يفتها ترف الظل ولا/ نالَ من أوراكها السيرُ الوَجيفُ»، (ص60) وإن يوم عاد إلى بلاده قد وجدها «أشهى» له «وإن ساءت الحالُ». (ص61) أما ما يُطلق عليه صفة «الانقلاب» في «الشوط الثالث» من هذه «الجولة» فيبدأ من عام 1926. الذي يتمثل فيه «مرحلة متميزة في تطور شخصية الجواهري، وتميزها هو فيما حملت من اندفاع في تيار الثورة، ومن دعوة إلى التجديد، في الشعر كما في الحياة، رؤية وموقفا - وإن كان يجده «ريفيا» في هجرته إلى بغداد: دافعه اقتصادي: «إلى جانب مغريات المدينة».(ص67) وحين أراد الانتصار لحرية الفكر ذهب إلى من عدّهم «متمردين» من الشعراء منتسبا إليهم، وقد عدّهم سواه غير ذلك، مؤكدا أن «روح بشار» معه، كما وجد نفسه «طورا مع الشهم الظريف ابن هانئ»، داعيا إياهم «أساتذته» وقد طلب إليهم أن لا يوحدوه! (ص72). أما «هاشمياته» فيجد فيها تعبيرا «عن تغير ولاء الشاعر» (ص74)، ناسبا هذا التحوّل عنده إلى «الهجرة»، وكونه أثرا من آثار المدينة التي بفعل حياتها التي عرف «نعى على المرء حرمان نفسه من اللذاذات، قانعا بالقداسة». (ص77) فإذا ما بدأ «الجولة الثانية» جعل البدء فيها من «الحلبة بغداد»، فالسؤال عما إذا كان الجواهري قد استطاع «أن يجد ضالته في بغداد؟» (ص85)، متابعا هذه الحياة من عثرة موقف إلى عثرة من أودت به إلى انتشال ذي بعد سياسي من قبل الملك فيصل الأول الذي أراد تحويله «إلى أداة إعلامية في خدمة القصر» (ص86)، وإن وجد الناقد/ المؤلف أن قراءة الجواهري للمنصب الجديد قد حولته لصالحه شخصيا.. لكنه كان على وهم وتوهم، ما دعاه إلى «الخروج من القصر»، باحثا عن «طوطم جديد»، فكان الصحافة، حيث أصدر صحيفة «الفرات» ليواجه بفعلها المتاعب، معرّضا نفسه لنقد ذاتي لاذع. (ص90) و«لأن الحكم حكم فوضوي» فإنه أمّل في نوري السعيد وقد رأى في قصيدة مادحة: أن ليس للبلاد سواه، داعيا إياه أن يتداركها ويمدّ لها يديه بلا ارتجاف، فيكون وفيا: «وينفع أهله الرجل الوفيّ». (ص91) ولكنه لم يلبث طويلا حتى انقلب عليه متوجها صوب ياسين الهاشمي، واصفا الاحتماء بسواه حِطّة. (ص92) ولكنه، هو الآخر، لم يلبث معه طويلا فتحوّل إلى سواه، وتحوّل من سواه إلى غيره.. حتى بلغ الملك فيصل آل سعود: «وذاك لأن كل بني سعودٍ/ لهم فضل على قاصٍ وداني». (ص93). ويذهب الناقد/ المؤلف إلى أنه كتب الذي كتب ليعبّر عن حاجة نفسية (وهو تفسير يأتي بخلاف تفسير الناقد جبرا إبراهيم جبرا في دراسته التي وضعها تحت عنوان: «الشاعر والحاكم والمدينة»، وقد كتبها مطلع السبعينات، ونُشرت في كتاب جماعي التأليف صدر في بغداد تحية للجواهري في عودته، ومن ثم نشرها في كتابه «النار والجوهر» (1974)، وإن التقى مع جبرا من حيث موالاة الحاكم، ثم الانقلاب عليه...). وقد حدا به ذلك إلى مراجعة نفسه، والبحث «عن مرايا يتطلع من خلالها لذاته ولتجاربه» ليجد أنه لبس «لباس الثعلبين مكرها»، وغطى «نفْسا إنما خُلقتْ نسرا»، ونسج «من ذيل الحمام تملقا»، وأنزل «من عليا مكانته صقرا..»، أو هكذا رأى نفسه وقال فيها!. (ص:98ـ99). وأما قصائده في النساء (ومعظمهن من نساء علب الليل - وإن خاطبهن بصيغة من يجد فيهنّ الملجأ والملاذ)، فيجد الناقد/ المؤلف أنها «تمثّل اتجاها ناميا في حياته، وتحقق حاجة نفسية دفينة في أعماقه». (ص104). ويتوقف الكاتب، وينتهي الكتاب مختتما جولته الثانية في «العودة للنجف» (1933ـ1935)، وفيها يعلن «عدم استطاعته مواكبة هذه الحياة السياسية المتردية» (ص110) ما جعله «يؤمن بالثورة الجذرية لتغيير أوضاع المجتمع، وعدم الإيمان بأنصاف الحلول والمشروعات لإصلاحية السطحية..». (ص112) معلنا أن ما سماه بـ«المدن النكراء» ما زالت توحشه، فذمّ منها محيطا لا يلائمه: «صعب التقاليد، مذموم الأساطير.». (ص113) لينتهي الكتاب، وإن لم يكتمل، بالتساؤل عما إذا «استطاع النجف أن يحقق السعادة للجواهري في هذه المرحلة من العمر بعد أن أخفق في تحقيقها في طفولته وصباه» (ص121)، تاركا سؤاله هذا، على أهميته، من دون جواب، وكتابه من غير اكتمال، فصولا وموضوعات... وربما كان في تخطيطه أن يكتمل بجولة ثالثة، كما قدّر كاتب المقدمة، ومعها رابعة، على ما نُقدّر.. خصوصا أن السنوات التي لم تبلغها قراءته هذه كانت الأكثر صخبا في حياة الجواهري، الإنسان والشاعر، كان يمكن لها، لو اكتملت، أن تشكل رؤية نقدية لحياة الشاعر وشعره مختلفة عن كل ما سبق وقُدّم عنه من قراءات، وإن كان كاتب مقدمة الكتاب يأخذ على الناقد- المؤلف وضعه «الشعر موضع الحادثة الواقعية»، مقاربا بينهما، عادّا ما يصدر عن مثل ذلك من أحكام مجافيا لروح النقد، فلم يقبله، بينما كان استقراء الناقد/ المؤلف الشعر على هذا النحو من أجل «أن يستخلص مواقف اجتماعية من النصوص» المقروءة، وعلى هذا النحو الذي لم يخل من التفاتات نقدية بارعة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 الفارس والحلبة صورة الشاعر من خلال عصره  الفارس والحلبة صورة الشاعر من خلال عصره



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib