الوطنُ المُؤْلم الصور النمطية للمسلمين في الإعلام الألماني
آخر تحديث GMT 06:57:24
المغرب اليوم -

"الوطنُ المُؤْلم" الصور النمطية للمسلمين في الإعلام الألماني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

برلين ـ وكالات

تتداول وسائل الإعلام الألمانية صوراً نمطية حول المسلمين تقترن غالباً بالعنف، وتقدم المحجبات والملتحين كرمز للاختلاف وعدم الانتماء إلى الثقافة الغربية. ويأمل المسلمون في تغطيات موضوعية تُظهر النماذج الناجحة والمندمجة.كلما تطرقت وسائل الإعلام الألمانية في السنوات الأخيرة إلى سلسلة الاغتيالات التسعة التي طالت مهاجرين أتراك ويونانيين ما بين عامي 2000 و2007، إلا وكان الحديث يجري عن "جرائم الشوارما" أو "المافيا التركية" في إشارة إلى أنها جرائم ارتكبت من قبل أتراك أو من أشخاص لهم علاقة بالضحايا. غير أنه ومنذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2011 تبيّن أن الجرائم من تنفيذ مجموعة إرهابية يمينية متطرفة من النازيين الجدد. في كتابها "الوطنُ المُؤْلم"، وصفت سمية سمشيك، ابنة الضحية الأولى، كيفية التعاطي مع جريمة قتل والدها من خلال عبارات "الإهمال والاستهزاء والعنصرية". وفي حوار مع DW تقول سمية أن الجميع أقر فجأة بأن المفاهيم التي كانت مستعملة في وسائل الإعلام كانت "مفاهيم عنصرية". ويأتي ذلك بعد أن اتضح أن منفذي عمليات القتل متطرفون يمينيون، وأن العمليات لم تكن نتيجة لأنشطة إجرامية لعائلات الضحايا كما قيل من قبل. ومن المنتظر أن تنطلق بميونخ في السادس من مايو/ أيار 2013، أولى جلسات محاكمة أفراد المجموعة المتطرفة.فهل يتعلق الأمر هنا باستثناء يستدعي خجل الإعلاميين والمسؤوليين؟ وما هي الصورة السائدة عن المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية؟. في شهر مارس/ آذار من العام الحالي نشرت المؤسسة الألمانية للاندماج والهجرة نتائج دراسة قامت فيها صيف عام 2011 باستجواب نحو 9200 شخص. صرح 74 بالمائة منهم من أصول أجنبية، و 71 بالمائة ممن لا يتوفرون على أصول أجنبية، أن صورة المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية "بالأحرى سلبية" أو "سلبية جدا"؛ في ما وصفها 82 بالمائة من المستجوبين المسلمين بأنها "سلبية بدرجة قصوى".ويرى أمين مزيك رئيس المجلس المركزي للمسلمين، أحد أهم المنظمات الإسلامية الأربع بألمانيا، أن نتيجة الدراسة تتطابق مع محتوى الرسائل التي يبعثها مسلمون إلى المركز؛ مشيرا أن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، باتت "الشبهة تُطاردُ المسلمين"، كما ازدادت التقارير السلبية حول الإسلام لكون أن الخطاب العام والإعلامي لا "يفرق بين التطرف وبين الإسلام".وبالنسبة لمارغاريت لونينبورغ، مديرة المدرسة العالمية للصحافة التابعة للجامعة الحرة ببرلين كان الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر "نقطة تحول" في طريقة التعاطي مع الإسلام في الغرب، وذلك "بسبب بشاعة صور الاعتداءات التي انتشرت في العالم والتي تناقلتها وسائل الإعلام لاحقا بشكل مستمر". وتضيف لونينبورغ أن "اعتداءات أيلول/ سبتمبر التي نفذها مسلمون متطرفون، استدعت صياغة تعريف جديد لمفهومي الخير والشر عبر "إحداث تفرقة بين الغرب المسيحي والشرق. مع غياب "مؤشرات في الوقت الحالي تفيد بتجاوز تلك التفرقة في الوقت الراهن".ويبلغ عدد المسلمين في ألمانيا أكثر من أربعة ملايين وفق إحصائيات صادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، ما يعني أنهم يشكلون حوالي أربعة في المائة من السكان. فهل صور النساء المحجبات والرجال الملتحين هي الصورة النمطية المتداولة عن المسلمين في وسائل الإعلام الألمانية؟ترد لونينبورغ المتخصصة في مجال الإعلام موضحة أن المسلمين تحولوا إلى رمز "للآخر" في المشهد الإعلامي، في ما باتت صورة النساء المحجبات "تعبر عن الصورة النمطية للمسلمين، وعن كل ما هو غير مسيحي وغربي، ولا ينتمي إلى الثقافة القومية".وإذا كان من الطبيعي في العمل الصحفي تبسيط المعلومات دون الدخول في التفاصيل، فإن لونينبرغ تحذر من خطورة إتباع هذا المبدأ في القضايا التي تهم المسلمين، لأن "وسائل الإعلام بألمانيا أصبحت تقدمهم من زاوية محددة وعبر "صور مختزلة ومصغرة" لحياتهم، وهي في الغالب "صور تعبر عن المشاكل أو الصراعات داخل الجالية المسلمة، وفي حالات نادرة جدا فقط، يتم تناول قصص نجاح المسلمين في المجتمع".في المقابل،يلمس أيمن مزيك، تقدما في مستوى المخزون المعرفي للصحفيين في ألمانيا حول الإسلام مقارنة بما كان معهودا في العقدين الأخيرين، مضيفا أن التقارير الصحفية أضحت "تتميز بجودة نسبية" واهتمام أكبر بقضايا المسلمين كتسليط الضوء على حياتهم اليومية خلال شهر الصوم. علاوة على ذلك، يشير رئيس المجلس المركزي للمسلمين إلى ارتفاع كمية المواضيع المعالجة إعلاميا حول الإسلام، وهو ما يطرح في طيّاته أيضا إشكاليات إضافية لـ"عدم وجود حاد فاصل وواضح بين الإسلام والتطرف".ولا يتم في وسائل الإعلام بالولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا "ربط الإسلام بالتطرف لأن المسلمين يتمتعون هناك بمستوى تعليمي عال جدا مقارنة بنظرائهم في ألمانيا وفرنسا حيث مستوى التعليم لدى الجاليات المسلمة ضعيف ويحد من فرصهم للمشاركة البناءة داخل المجتمع كما الحال في ألمانيا". ومن خلال حوارات عديدة أجرتها مع مهاجرين، خلصت مارغاريت لونينبورغ إلى أن "العديد من المسلمين يتمنون منحهم حيزا أكبر في الخطاب الإعلامي، وتقديمهم كعنصر فاعل في الحياة اليومية سواء تعلق الأمر بسائق حافلة أو بمدرب رياضي أو غير ذلك". وهناك ضرورة ملحة لأن يعكس المشهد الإعلامي في ألمانيا التعددية الدينية والعرقية والثقافية التي تميز المجتمع، غير أن ذلك لا يمكنه أن يحدث حسب مارغاريت لونينبورغ إلا إذا ما التحق عدد أكبر من الصحفيين من أصول أجنبية إلى القطاع الإعلامي، مع العلم أن هذه الفئة لا تشكل سوى خمسة بالمائة فقط من مجموع الإعلاميين في ألمانيا.  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطنُ المُؤْلم الصور النمطية للمسلمين في الإعلام الألماني الوطنُ المُؤْلم الصور النمطية للمسلمين في الإعلام الألماني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib