الخرطوم ـ وكالات
قال وزير المعادن السوداني كمال عبد اللطيف امس الثلاثاء إن السودان يتوقع إنتاج نحو 50 طنا من الذهب هذا العام بعائدات قدرها 2.5 مليار دولار في إطار مساعي البلاد لتعويض فقدان معظم احتياطيات النفط بعدما انفصل الجنوب العام الماضي.
ويعزز السودان إنتاج الذهب والمعادن الأخرى سعيا وراء موارد جديدة للدخل الحكومي والنقد الأجنبي اللازم لتمويل الواردات. ومن شأن انتاج 50 طنا أن يجعل السودان ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا ويضعه بين أكبر 15 منتجا للمعدن النفيس في العالم.
وقال عبد اللطيف إن من المحتمل أن يبدأ الإنتاج من مشروع مشترك مع السعودية لاستغلال احتياطيات الذهب والفضة والنحاس في البحر الأحمر بين البلدين في عام 2014.
وأبلغ عبد اللطيف مؤتمر التعدين العربي في الخرطوم امس إن الحكومة السودانية منحت بالفعل رخصا لأكثر من 85 شركة للتنقيب عن الذهب في أكثر من 120 موقعا داخل السودان. وأضاف أن سبع شركات وصلت إلى مرحلة الإنتاج حتى الآن وأن الرقم سيرتفع إلى مثليه بنهاية العام.
وقال للصحافيين على هامش المؤتمر إن إنتاج الذهب في البلاد بلغ حتى أمس الاول 41 طنا وسيكون في 2013 مماثلا للمستوى المتوقع لهذا العام عند نحو 50 طنا.
وفي 2011 بلغت إيرادات السودان حوالي 1.5 مليار دولار من تصدير 33.7 طن من الذهب.
وكان النفط المصدر الرئيسي للدخل في ميزانية البلاد بايرادات قدرها نحو خمسة مليارات دولار سنويا إلى أن انفصل الجنوب في تموز/يوليو 2011 مستحوذا على ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي. إلا أن الخرطوم لا تزال تسيطر على أنابيب التصدير التي تمتد في الشمال حتى ساحل البحر الأحمر.
وعلى عكس النفط فإن معظم احتياطيات الذهب المؤكدة حتى انفصال الجنوب موجودة في الشمال. وبالرغم من وجود بعض مكامن الذهب في الجنوب فإن البيانات عنها لا تزال قليلة.
وإنتاج السودان من الذهب محدود مقارنة مع منتجين كبار مثل جنوب أفريقيا حيث تجاهلته الشركات الغربية لفترة طويلة بسبب العقوبات الأمريكية ووجود مكامن الذهب في أماكن نائية.
لكن مزيدا من الشركات يقبل على البلاد مع ارتفاع أسعار الذهب. واشترى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس هذا العام شركة لا مانشا ريسورسز الكندية التي تدير مع الحكومة أكبر منجم للذهب في السودان. وتستثمر الشركة الآن لاستغلال مكامن أعمق بعد استنزاف الاحتياطيات القريبة من السطح وهذا يفسر توقع السودان باستقرار الإنتاج العام القادم.
وقال عبد اللطيف إن السودان سينتج أيضا نحو 50 ألف طن من الكروم هذا العام. وأضاف أن المشروع المشترك مع السعودية بالبحر الأحمر وهو الآن في مرحلة التنقيب يمكن أن ينتج مبدئيا ثلاثة إلى أربعة أطنان سنويا.
وتابع القول أن احتياطيات المكمن تتجاوز 150 أو 160 طنا من الذهب إضافة إلى أكثر من مليون طن من النحاس.
من جهته أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الذي حضر المؤتمر هذا التعاون لكنه امتنع عن الإدلاء بتوقعات.
وشركة منافع للتجارة الدولية السعودية هي المستثمر الرئيسي في المشروع الذي أسست من أجله مشروعا مشتركا مع دياموند فيلدز انترناشونال الكندية. وسيتطلب الأمر سفنا خاصة للتنقيب لاستخراج المعادن التي من المعتقد وجودها على عمق ألفي متر تحت سطح البحر.
وأعلنت الحكومة بيانات متضاربة بشأن انتاج السودان من الذهب يصعب التحقق منها، لأن كثيرا منها يأتي من عمليات تنقيب غير رسمية يتم تهريب جزء من انتاجها للخارج. واستبعد محللون توقعات وزير المعادن السابق عبد الباقي الجيلاني بأن يكون السودان انتج 70 مليون طن من الذهب في 2011.
وتقول مصادر بالقطاع إن البنك المركزي السوداني يحاول وقف تهريب الذهب إلى أسواق كبيرة مثل دبي بشراء الذهب من التجار المحليين ولو بأسعار تفوق سعر السوق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر