تونس - المغرب اليوم
شهد تاريخ كرة القدم التونسية عديد النهايات المأساوية لعدد من اللاعبين، لكن نهاية نجم الترجي الرياضي التونسي ومنتخب نسور قرطاج في يناير 1997 تبقى خالدة في الذاكرة بكل تفاصيلها بما أنها حصلت فوق المستطيل الأخضر.
يسلط الضوء على هذه النهاية المأساوية ضمن التقرير التالي:
"قلب الاسد" خانه قلبه فوق الميدان
الهادي بالرخيصة أو كما يحلو لعشاق الكرة في تونس بتسميته "قلب الاسد" لم يكن مدافعا عاديا، فهو يملك إمكانيات بدنية كبيرة تجعله يصول ويجول فوق أرضية الملعب، لكن يوم 4 يناير من سنة 1997 سكت قلب الهادي بالرخيصة للأبد وهو على المستطيل الأخضر لملعب زويتن.
في ذلك اليوم، كان بالرخيصة يخوض لقاء وديا مع الترجي الرياضي ضد اولمبيك ليون الفرنسي، وكعادته كان متألقا فوق الميدان، لكن خلال لحظة، وقعت الفاجعة بشكل لم يتوقعه أحد.. حيث سقط على البساط الأخضر خلال صعوده لترويض الكرة.
لا احد كان يتصور في تلك اللحظة ان قلب الأسد للترجي وللمنتخب الوطني لن ينهض مجددا، في تلك اللحظة لا أحد كان يتصوّر حجم الكارثة والمأساة، إلا حين هرع له الجميع لإيقافه ظنا منهم أنه مجرد سقوط بعد أن فقد توازنه، حتى الجهاز الطبي لنادي اولمبيك ليون حاول مع الجهاز الطبي للترجي إسعاف الهادي بالرخيصة، وسط صمت رهيب خيّم على أرجاء ملعب زويتن، لكن عبثا حاولوا إعادة النبض إلى قلب بالرخيصة بعد أن ابتلع لسانه، لقد ايقن الجميع في تلك اللحظة أن " قلب الأسد " توقف قلبه للأبد، وهو في عز العطاء، فبكته كل تونس وكل الجماهير بمختلف ألوانها.
جنازة غير عادية ووداع تاريخي
صدمت الجماهير التونسية بالفاجعة الكبيرة، فالهادي بالرخيصة كان لاعبا للترجي الرياضي التونسي، لكن كل جماهير الأندية كانت تعشقه لأخلاقه العالية فوق الميدان ولأدائه الغزير ودون حسابات مع منتخب تونس، ولذلك شكلت وفاته صدمة كبيرة لكل تونس، وهو ما جعل جنازته في حد ذاتها تشكل حدثا كبيرا حيث حضرتها جماهير غفيرة بعشرات الألاف، كلهم جاؤوا للوداع الأخير لقلب الأسد الذي جعل الكرة التونسية تعيش حدادا لفترة طويلة.
نسور قرطاج أيضا تأثروا برحيل زميلهم، وسعوا لتخليد ذكراه بطريقتهم الخاصة، فبعد 8 أيام من وفاة الهادي، قدموا مباراة بطولية في المنزه أمام منتخب مصر، وحققوا فوزا فتح أمامهم طريق التأهل لمونديال فرنسا، فأهدوا هذا الأنجاز لروح "بلها" فجابوا أرجاء الملعب وهم حاملين للقميص رقم 5 الذي كان يرتديه الهادي بالرخيصة قبل وفاته.
مسيرة قصيرة لكنها ثرية
ولد الهادي بالرخيصة في 28 يونيو 1970، لم تكن مسيرته الكروية طويلة حيث لم تدم مع الفريق الأول للترجي الرياضي إلا 6 سنوات، ومع ذلك توج فيها بألقاب عديدة منها الدوري المحلي في مناسبتين والبطولة العربية عام 1993 والكأس الآفرو ـ آسياوية عام 1995.
والكل يتذكر إلى اليوم أن الهادي بالرخيصة هو من قاد فريق باب سويقة إلى التتويج التاريخي بكأس رابطة الأبطال الإفريقية سنة 1994 بإمضائه ثنائية تاريخية في مرمى الزمالك المصري.
كما تقمص "بلها" زي منتخب تونس في 26 مباراة وكان من بين العناصر التي ساهمت في وصول نسور قرطاج للدور النهائي لكأس امم إفريقيا 1996 بجنوب إفريقيا وبقيادة المدرب هنري كاسبارجاك.
وعلى المستوى الفردي توج الهادي بالرخيصة بلقب أفضل لاعب تونسي خلال موسم 1993-1994 كما كان أول لاعب تونسي يتوج جائزة أفضل لاعب عربي لسنة 1995.
قد يهمك ايضا :