مراكش ـ ثورية ايشرم
تشتهر مدينة مراكش المغربيّة، بالمهارة الكبيرة في صُنع مجوهرات الفضة، التي تُعتبر من أهم الأشياء التقليديّة التي لا يخلو منها بيت مغربيّ، فتحرص النساء منذ العصور القديمة على الاهتمام بحليّ الفضة واقتناء أجمل المجوهرات، جعل من المرأة المغربيّة، تفضيلاً للفضة على الذهب. ولا تقتصر الفضة فقط على الحليّ التي ترتديها النساء، للظهور بأبهى حلّة، بل كانت ومنذ القدم صناعة الأواني المغربيّة الفضيّة، من أكثر الاشياء التي تحرص المرأة على اختيارها واقتنائها بعناية والاهتمام بزخارفها ونقوشها، والحرص على أن تكون من النوع الرفيع، إضافة إلى أن المرأة لا تتردد في شراء أواني الفضة، رغم ثمنها الباهظ، وصعوبة تنظيفها، فهي تحتاج إلى اهتمام كبير، لا سيما عندما تُصبح داكنة اللون، فهنا تلزمها طريقة خاصة لتنظيفها بمواد تُباع في أسواق الفضة، تُسمّى "السوقلة". وتُعدّ الأواني الفضيّة، خصوصًا "الصواني" وكل ما يرافقها من مُعدّات لتجهيز الشاي المغربيّ، من أبرز الصناعات التقليديّة التي تميّزت بها مدينة مراكش ومعظم مدن المملكة، والتي حرص المجتمع المغربيّ عمومًا على الحفاظ عليها منذ عصور، خصوصًا أنها تدخل في الثقافة المغربيّة، إذ لا يمكن أن يكتمل أثاث البيت، وجهاز العروس إلا بها، وتتميز بنقوش وزخارف عدّة، ورموز وعلامات ذات دلالات دينيّة وأخرى بربريّة، والتي توحي بثقافة مجتمع تاريخيّ يرجع إلى حقب زمنيّة عايشتها المدينة الحمراء، والتي جمعت بين الغربيّ والبربريّ واليهوديّ، ولا يزال موجودًا وملموسًا بين أحضان مراكش. وتُثير صناعة الحلي والجواهر الفضيّة، شغف المرأة المغربيّة للاهتمام بزينتها وظهورها بأبهى حلّة وإكمال أناقتها، التي تجعلها متميزة بإكسسورات فضيّة صنعت منذ سنوات، ورغم مرور الزمن ورغم التغيرات التي طرأت على حلي الفضة لمواكبة العصر، وكذلك إرضاء الأذواق.