الرياض - المغرب اليوم
بدأ جبل شدا بمنطقة الباحة في استقبال العديد من الوفود، سواء الأجنبية أو المحلية، وذلك لممارسة رياضة التسلق. ويقول السائح ريتشارد من سلوفاكيا الذي التقته "الوطن" على قمة جبل شدا الأسفل: يعد جبل شدا واحداً من أعلى القمم الجبلية بجنوب المملكة ويحظى بمقومات تؤهله ليكون موقعاً لممارسة رياضة التسلق، حيث توجد به القمم الصخرية الجرانيتية العالية التي تستهوي أي هاو للتسلق، لاسيما إذا أضفنا إليها جمال تشكيل تلك الصخور، حيث إن تنوع الأشكال الصخرية وضخامتها يعدان عامل جذب للسائح بشكل عام وهاوي التسلق خاصة. ويقول المواطن أحمد المالكي أتمنى أن يكون للجهات الخاصة كالهيئة العامة للسياحة دور في التوجه إلى هذا الركن الهام من أركان تنشيط السياحة ودعمها وإيجاد برامج تدريب عليها لما لها من أهمية كبيرة من الناحية الترويحية والفوائد الصحية وكذلك العوائد الاقتصادية. وأضاف المالكي أن جبل شدا واحد من أعلى الجبال وأجملها جنوب المملكة وبالنسبة لي كمنظم رحلات لي تجارب رائعة فيه، لاسيما أنه يتميز بوجود مرتفعات صخرية عالية وذات أشكال جميلة وعجيبة ترغم السائح والمتسلق على العودة إليه وتكرار زيارته. ويقول المتسلق عبدالرحمن القرشي: ليس بالضرورة أن يكون التسلق مقتصرا على بلوغ القمم العالية بل حتى لو اقتصر التسلق على صخور قريبة، فرياضة التسلق فيها من الفوائد الترويحية عند ممارستها والفوائد العلاجية ما يخفى على كثير من الناس، فالتسلق أثبت فعالية في التقليل من الإصابة بالجلطات الدماغية والتصلب المتعدد، كما ثبت أنه يحفز المخ لتنشيط خلاياه النائمة وتعويض خلايا الجسم المريضة بأخرى جديدة، فضلا عن المتعة التي لا يمكن تخيلها إلا من قبل من مارس هذا النوع من الرياضة. وعن قوانين هذه الرياضة يضيف القرشي: هناك قوانين دولية يعرفها هواة التسلق وممارسوه، فالحبال المستخدمة لتسلق أي قمة يجب أن تبقى مثبتة في المكان الذي تم تسلقه في بادئ الأمر ليتسنى لمن يريد التسلق عبر هذا المسار استخدام تلك الحبال التي ثبتت من الفريق السابق، وهي حبال غالية الثمن ولها خصائص المرونة والقوة والمتانة في نفس الوقت، كما أنها تصمد أمام العوامل الجوية كالحرارة والبرودة والأمطار وغيرها لمدة تصل إلى ٢٠ سنة، وعلى المتسلق عمل الصيانة اللازمة لما يجده من حبال ومسامير مثبتة قبله كأن يعيد تثبيت المشابك والمسامير إذا وجدها قد صدئت أو انحلت.ويشير أخصائي التسويق بالهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الباحة المهندس عبدالرحمن بن مهدي الغامدي، إلى أن المنطقة تعد من المناطق المستهدفة لتنمية رياضة تسلق الجبال كأحد برامج تطوير المنتجات بالهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي تستهدف بشكل رئيس فئة الباحثين عن الرياضة والمغامرات. وقد تم استهداف المنطقة لتوفر المقومات الطبيعية بها لمثل هذه الرياضة وخصوصاً في جبل شدا الذي يعد هدفاً لكثير من متسلقي الجبال المحترفين. وحول ما يمكن أن تقدمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الباحة لهذا النوع من الرياضة، أوضح مهدي أن الهيئة قامت بعدد من الخطوات في سبيل دعم هذه الرياضة، منها صدور قرار رئيس الهيئة بتشكيل فريق استشاري لتنمية رحلات تسلق الجبال برئاسة الأمير بندر بن خالد آل سعود. وقد قام الفريق بعدد من الخطوات التي تسهم في التعريف بهذه الرياضة والتواصل مع الجهات المهتمة بتنميتها ووضع برنامج لزيارة المناطق المستهدفة، بالتعاون مع منظمي الرحلات السياحية.