الرئيسية » منتجعات صحية

صنعاء - المغرب اليوم

"كمران".. جزيرة يمنية تمتلك كل مقومات الجذب السياحي، التي تجعلها تنافس الجزر العالمية، لكن الجزيرة التي قصدتها إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا أم الأمير تشارلز، لقضاء شهر العسل (تزوجت فيليب دوق إدنبرة عام 1947 ونزل فيها الملك فاروق (آخر ملوك مصر)، 6 ساعات، في زيارة سياحية خاطفة، مطلع خمسينيات القرن الماضي، تعاني الإهمال، وتفتقد إلى التقدير من قبل الجهات المعنية في اليمن. تقع جزيرة كمران التي تتبع جغرافيا لمحافظة الحديدة وإداريًا لمديرية كمران، على بُعد حوالي 6 كيلو من ميناء الصليف (غرب اليمن)، ويحتاج زائرها إلى قطع مسافة نصف ساعة، عبر قارب صيد تقليدي، يُصارع قائده النحيل “وهيب جرماس″، الأمواج المرتفعة، محاولاً طمأنة الراكبين أنهم في أمان، ولن يكونوا خلال لحظات طعاماً لأسماك البحر الأحمر. يقول “وهيب”، وهو شاب عشريني من السكان المحليين للجزيرة “على هذا القارب، سافر سياح أجانب، وخبراء، موسم الرياح هو الخطر، وساعتها نتوقف عن نقل الزوار بالقوارب خشية غرقهم، لا نريد تكرار ما حدث منذ أعوام، عندما غرق عدد من طلاب كلية التربية البدنية بجامعة حكومية، في حادثة، وسعّت الهوة بين الزوار، والجزيرة”. خبراء يرون أن جزيرة كمران، كان بإمكانها أن تكون استراحة شتوية، لليمنيين الذي يعانون من صقيع، في أغلب المحافظات مطلع كل عام، إضافة إلى كونها أحد أهم مراكز الغوص، لكن ذلك بحاجة إلى جهود حكومية، تبعث فيها الحياة، على غرار ما حدث في جزر “شرم الشيخ” المصرية”،(تقع عند ملتقي خليج العقبة، وخليج السويس، والبحر الأحمر، وهي أكبر مدن محافظة جنوب سيناء، وتضم منتجعات سياحية، وتشتهر بالغوص). وبحسب عبدالله الكولي مدير مكتب السياحة في محافظة الحديدة فإن “جزيرة كمران تفتقر للبنية التحتية، وبحاجة إلى وسائل نقل آمنة من البر إلى البحر، ومنشآت سياحية، حالياً لا شيء يجعلك تشعر بالأمان، وأنت مسافر إليها”. المسئول الحكومي قال للأناضول: “الجزيرة تحتوي على مطعم واحد فقط، أغلق أبوابه منذ اندلاع الثورة الشبابية (27 يناير/ كانون الثاني2011 – فبراير/ شباط 2012)، بسبب انقطاع السياح والزوار، والفنادق الموجودة عبارة عن نُزل بيئي (عُشش مشيدة بسعف النخيل)، ولا تتوافر فيها المياه العذبة، مما يجعل زائرها لا يكمل أكثر من نصف يوم، ثم يعود إلى مدينة الحديدة”. وبرأي مدير مكتب السياحة، فإن الجزيرة “بحاجة إلى استثمار حقيقي، واهتمام من القطاع الخاص اليمني، الذي ما زال يجهل معنى الاستثمار السياحي” بحسب قوله. مختصون يرجعون حالة الإهمال التي تعانيها الجزيرة إلى عدم إعلان الحكومة اليمنية “كمران” كـ”محمية طبيعية”، مما ساهم في نسيانها من قبل اليمنيين، والمنظمات الدولية، وعدم ازدهارها كما حدث نسبياً مع “جزيرة سقطرى”، الواقعة في المحيط الهندي. المهندس “ياسر الغبير”، مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة الحديدة قال للأناضول، “الحكومة اليمنية أصدرت عام 2009 قرارا بإعلان غابة شمال كمران فقط، محمية طبيعية، ولم تعلن عن الجزيرة كلها كمحمية، وحالياً يتم التنسيق مع الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر، وخليج عدن في إطار الشبكة الإقليمية للمحميات الطبيعية، على دعم المحمية، وذلك عبر دراسة الوضع الاجتماعي، وتوفير الاحتياجات الملحة للمحمية، وبناء القدرات، وخاصة في مجال السياحة البيئية”. وإلى جانب الآثار السياحية القديمة، والمعالم التاريخية، تمتاز جزيرة كمران بتنوع بيئي ساحر، عبارة عن غابات الشورى أو أشجار “المنجروف”، التي شكلت لوحة فنية، في الجهة الشمالية، إضافة إلى احتوائها على عشرات الطيور النادرة . وبحسب مدير فرع هيئة البيئة “تضم الجزيرة نوعان من أشجار “المنجروف”، هما “المانجروف الأحمرRhizophora mucrunata” ، و”المانجروف الأسود Avicennia marina “، لكن للأسف تتعرض هذه الأشجار للاحتطاب من قبل أشخاص من خارج الجزيرة، يقومون بنقل هذه الأشجار بواسطة قوارب، لكن أهالي الجزيرة بدأوا يتصدون لهم مؤخراً”. وتعد كمران موطناً رئيسياً لـ”أسماك الزينة”، التي تتكاثر في مياهها، حيث يقوم الصيادون المحليون، بجلبها بشباكهم حتى يشاهدها السياح، ثم يعيدونها إلى البحر، لكن بعض الصيادين لهذه الأسماك يطمعون ويقومون بأكلها، كما أن اختراق قوارب الصيد إلى حرم المحمية، يؤثر على البيئة البحرية بشكل عام، وعلى بيئة الشعاب المرجانية بشكل خاص”، بحسب الغبير. موقع الجزيرة الاستراتيجي، وتحكمها في “رأس عيسى”، و”ابن عباس″ و”الصليف”، الغنية بحقول النفط، جعلها عبر التاريخ، عرضة لأطماع القراصنة، والمستعمرين منذ عهد الرومان، وانتهاء بالاستعمار البريطاني لها (1923- 1967). لكمران طبيعة رائعة، وطقس جميل على مدار العام والجزيرة كا لو كانت هضبة من صخور مرجانية، تبدو واضحة في معظم شواطئها الشرقية، ويبدو جلياً، النحر البحري الذي أحدثته الأمواج هنا، على مر العصور، تاركاً أشكالاً رائعة، في التشكيلات الصخرية. أشجار “الجندل”، أو ما يعرف بأشجار القرم الساحلي تغطي مساحات واسعة من شمال وشمال شرق الجزيرة، تبلغ مساحتها بين 25 – 30 كم، وهي ملاذ للغزلان التي يتناقص أعدادها باستمرار نتيجة الصيد، وتكثر الأعشاب البحرية، والأسفنج، وقنافذ البحر، ومناطق تعشيش السلاحف، ناهيك عن غابات من الشعاب المرجانية، التي تحيط بالمكان، ممتدة على معظم الشواطئ الشرقية، والغربية للجزيرة فتشكل مواقع مثالية (عالمية) للغوص. حول الجزيرة، يوجد 3 تجمعات سكانية، فإلى جانب مدينة كمران العاصمة هناك قرية “مكرم”، عند منتصف الساحل الغربي، وتبعد 8 كم، عن مدينة كمران، وهي قرية شاطئية جميلة، وموقع لتجمع الصيادين في الجزيرة، وفي أقصى الجنوب تقع قرية “اليمن” بمسافة 10كم، من مدينة كمران، وعند نهاية الجنوب الغربي، للجزيرة والمسمى بالفُرّة أو “الفُرَّعْ”، يمكنك تسجيل أجمل لحظات غروب الشمس. الجزيرة التي تضم طيورا نادرة تتكاثر فيها مثل “البلشون الجبار”، و”بلشون الصخور”، و”عقاب السمك”، تحلم بأن تصبح يوماً ما كـ”شرم الشيخ” المصرية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دزرت روك منتجع جبلي في صخور منطقة البحر الأحمر…
أفضل المنتجعات الصحراوية المُميزة في الامارات
أفخم المنتجعات الصحية في منطقة الشرق الأوسط
كورونا يسهم في إعادة إحياء المنتجعات الساحلية البريطانية
أفضل 5 منتجعات صحّية في العالم للباحثين عن الراحة…

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يُمثل الملك محمد السادس في أشغال…
ناصر بوريطة يُجري مباحثات مع نظيرته الإكوادورية حول الارتقاء…
عزيز أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة…
مباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ونظيره الفرنسي…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

سوسن بدر تشارك في عمل درامي ضخم يضم عدداً…
منة فضالي تشوّق الجمهور لمسلسلها الرمضاني"سيد الناس"
وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة