الرباط - المغرب اليوم
فاقت نسبة المشاركة في الانتخابات، التي شهدتها المملكة أمس الأربعاء 50 في المائة.وأفادت وزارة الداخلية في بلاغ أن نسبة المشاركة في الأقاليم الجنوبية تميزت بتسجيل "نسبة مشاركة مشجعة، حيث بلغت 58,30 في المائة على مستوى الداخلة وادي الذهب و63,76 في المائة في جهة كلميم ـ وادنون و66,94 في المائة في جهة العيون ـ الساقية الحمراء". في حين بلغت نسبة المشاركة على المستوى الوطني 50,18 في المائة.وتبرز هذه النتائج تحدي المواطنين المغاربة كل العوامل، التي فرضها انتشار وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وإقبالهم على مراكز الاقتراع بشكل يعبر عن استعدادهم لأداء الواجب الوطني مهما كانت الظروف.واهتم الملاحظون بالحضور الفاعل للنساء والشباب في عملية التصويت، وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهات التي جرت أمس الأربعاء في مختلف أنحاء المملكة 36 في المائة، إلى حدود الخامسة من مساء أمس.وأفادت وزارة الداخلية أن الانتخابات مرت في ظروف عادية على امتداد التراب الوطني.واعتبر محمد بودن، المحلل السياسي، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، أن نسبة المشاركة في الانتخابات عند حدود الساعة الخامسة جاءت متقدمة مقارنة بالاستحقاقات السابقة. وقال، في مقارنة بين النسبة المشاركة في الانتخابات السابقة والحالية، "في حدود الساعة الخامسة تم تسجيل نسبة 36 في المائة، وهي نسبة جيدة، كما تم تسجيل نسبة 12 في المائة عند منتصف اليوم، بينما في الاستحقاقات السابقة لسنة 2011 سجلت الانتخابات نسبة مشاركة قدرت بـ 11,5 في المائة عند حدود منتصف اليوم، وفي انتخابات 2016 سجلت 10 في المائة في الفترة نفسها".
وأكد المحلل السياسي أن الانتخابات الحالية تسجل نسبة مشاركة مرتفعة رغم أن هذه الانتخابات تمر في ظروف مطبوعة بإجراءات احترازية وتدابير صحية صارمة فرضتها الجائحة، مبرزا التطور المهم في نسبة مشاركة المغاربة في التصويت إلى حدود الساعة الخامسة. وتوقع المحلل السياسي أن تغلق مكاتب التصويت على وقع نسبة مشاركة مقبولة في ظل الوضع الوبائي، وقال "رغم الوضع الوبائي، هناك مشاركة لشباب يشاركون لأول مرة، وهناك مشاركة لشباب امتنعوا عن المشاركة في الانتخابات لفترتين أو فترة واحدة، وشاركوا هذه المرة، وهناك مشاركة من مختلف الفئات الاجتماعية". وأضاف "أعتقد أن اليوم هناك إدراكا لأهمية البناء الديمقراطي من الداخل، عبر المشاركة وليس بالانسحاب". وأكد أن المواطن المغربي متابع جيد للشأن العام والشأن المحلي، وأن "هناك نسبة تسييس كبيرة في المجتمع، وأن المواطنين المغاربة والهيئة الناخبة يدركون ما الذي ينبغي فعله من أجل أن يتموقع المغرب في المكانة التي تليق به بحكم عراقة مؤسساته وعراقة تاريخه وعبقرية شعبه. وبالتالي نعتقد أن نسبة تسييس المغاربة اليوم يمكن أن نفسرها بوجود إيمان بالعملية الديمقراطية وبضرورة المشاركة".وأوضح المحلل السياسي أن الديمقراطية "هي بناء، وأن المشاركة في الانتخابات أهم من الانسحاب، وأن المؤسسات التي ستنبثق عن صناديق الاقتراع ستؤثر على الذي شارك وعلى الذي لم يشارك".
وفي حديثه عن نسبة المشاركة المرتفعة في الجهات الجنوبية الثلاث، أوضح رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن النسبة المشاركة لمغاربة الأقاليم الجنوبية تتضمن جوابا متجددا للمنتظم الدولي، وقال إن "نسب المشاركة المرتفعة في الأقاليم الجنوبية تشكل تأكيدا، مرة أخرى، على أن المعطى الديمقراطي هو معطى أساسي في الملف السيادي المغربي". وأوضح أن المشاركة المرتفعة في مدن الصحراء المغربية تعبر عن تشبث مكين للوحدة الترابية، وأن "الصحراء المغربية لها صوت يمثلها في المؤسسات الدستورية عن طريق سيادة الأمة وعن طريق تحويل اختيارات المواطنين لتمثيل برلماني أو تمثيل باقي المؤسسات المنتخبة"، معتبرا المشاركة المكثفة للمغاربة بالأقاليم الصحراوية تتضمن رسالة سياسية وجيوستراتيجية.وتتميز الانتخابات العامة بتأثير واضح لجائحة كورونا، لكن الجائحة لم تمنع المملكة المغربية من استكمال الأجندة السياسية، بالحفاظ على انتظامية الانتخابات، وتكريس الاختيار الديمقراطي الذي رعاه جلالة الملك.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
استمرار فرز الأصوات يكشف عن تغييرات جديدة في عدد المقاعد لكل حزب مغربي
حزب التجمع الوطني للأحرار يتجاوز 100 مقعدا في الانتخابات التشريعية المغربية