الرباط - المغرب اليوم
مع مرور الزمن وارتفاع حرارة الصيف المقرونة بكثرة التحركات التي تشنها مختلف الهيئات السياسية، للتواصل مع المواطنين من أجل نيل استعطافهم، لضمان أصواتهم في الانتخابات المقبلة، بغية الحصول على عدد من الأصوات الضامن لمقاعدهم في المجالس المنتخبة. إقدام مرشح بحزب الحصان بالدائرة الإنتخابية تازة، تحديدا بمدينة تاهلة، على تسخير 13 من الشباب بينهم طلبة، للعمل تحت الطلب، المتمثل في إنشاء حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي من أجل تلميع صورة المرشح والدفاع عن شخصه فيما تبقى من الزمن لبلوغ مرحلة الاقتراع الانتخابي، بعدما سلمهم هواتف نقالة وتم الاتفاق على تعويض مالي يتحصلون عليه بعد إتمام مهمتهم مع تمكينهم من حواسيب ومقر للشروع في العمل ابتداء من اليوم الجاري.
إن مثل هذه الخطوات، في أبجديات الهندسة الإنتخابية، هي التجسيد الحقيقي للعمل السياسي لبعض الكائنات الانتخابوية، التي تحس حين اقتراب موعد الانتخابات بالنقص نظرا لقوة الوجوه التي تنافسها في الساحة، الأمر الذي يدفعها لخلق طرق جديدة بعيدة كليا عن المنافسة الديمقراطية في مثل هذه الاستحقاقات. وبذات التفسير المنطقي ،أن مثل هذه الأمور، كشراء الأصوات مقابل مبالغ مالية وتسخير الشباب في تلميع صورة أحد الوجوه السياسية على منصات التواصل الاجتماعي،على سبيل المثال لا الحسر، تجعل من اللعبة السياسية على المستوى الإقليمي، طريقا لقضاء مصالح شخصية، بحيث لا يخدم الصالح العام إلا من كانت له غيرة حقيقية على منطقته وبالتالي من واجب اللجنة القضائية المكلفة بمراقبة الأنتخابات على مستوى دائرة تازة ، التدخل لوقف مثل هذه التجاوزات كما وقع بمدينة مكناس حيث تم استدعاء المرشح المفترض لأحد الأحزاب السياسية ومطالبته بحذف صفحات فيسبوكية تم إحداثها لأغراض تدخل في خانة جريمة استمالة الناخبين….
كما أن الأمر لا يقتصر على حزب الإتحاد الدستوري فقط، ولإن كان السباق للمبادرة، بل هناك العديد من الوجوه الحاملة لألوان أحزاب مختلفة تدرس حاليا نهج نفس الطرق في تحقيق نتائج تمكنها من بلوغ مرادها خلال المحطات الانتخابية الجارية. وفي سياق متصل، وإذا كانت الأمور واضحة بشكل نسبي بالنسبة لبعض الأحزاب السياسية، فإن أحزاب أخرى والتي لها تمثيلية بالمجالس المنتخبة، والتي تفترض أن يكون لها تمثيلية أيضا خلال الولاية الانتخابية المقبلة، لا زالت أمورها الانتخابية غير محسومة ومحدّدة لغاية الآن، في انتظار كيف سيكون موقف المواطنين والساكنة ممَّن سيكون لها فرصة الاختيار تختار بين الرمز والمرموز والأسماء والمسميات والألوان؟
قد يهمك ايضا
براودر يكشف أن الرئيس الروسي يستحق ٢٠٠ مليار دولار عقوبات
اللجنة القضائية في مجلس النواب تضيق الخناق ضد الرئيس الأميركي