الرباط - المغرب اليوم
المُخلِص للعرش وحامي الملكية برتبة جنرال دوكور دارمي.. عنوان لكل ما صعب كتابته عن حسني بنسليمان، نظرا لتشعب مهامه خدمةً للبلاد، عسكريا وأمنيا، منذ ستينيات القرن الماضي، إلى أن أحال نفسه على التقاعد قبل 3 سنوات، عن عمر يناهز الـ80. الرجل كان "الصندوق الأسود" للدولة، والمعلومات عنه غير متاحة، فقد كان الشاهد على الحقب الحساسة للمغرب دون أن ينطق.. فكانت الأخبار المرتبطة به إعلانات عن ترقياته في المؤسسة العسكرية، وإشادة الملك بخدماته بعد قرار التقاعد، فحسرة جماهير الجيش وعشاق الكرة "المستقيمة" على تواري الرياضي "الأشوس" عن المشهد "الأرعن".
وأما رياضيا، تسهل المهمة في الحديث عن الرجل.. يكفي أن تذكر اسمه أمام الجيل السابق والحالي من المهتمين بالشأن الكروي، ليطلقوا العنان لشهاداتهم في حق الجنرال.. مارس "عسكريته" داخل الجيش الملكي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وألبس الكرة ثوب "الهيبة"، فكان الشاهد والممسك بزمام أمور آخر ظهور للمستديرة بمفهومها الكروي المحض، قبل أن "تفشها" مخالب السياسة و"البزنس" والمال.وعلى عكس المشهد النزق الحالي، لم يكن حسني بنسليمان دخيلا على الساحة الكروية؛ ورغم أن الصرامة لا تفارق تفاصيل تحركاته، إلا أن التقاط الكرة كان أكثر ما يغريه آنذاك؛ولأنه حامي مصالح الأمة من موقعه العسكري،
لن يفاجأ أحد بأن مركز لعبه في صفوف الجيش الملكي كان حراسة المرمى.. صنعت يداه أول أمجاد "الزعيم، حيث فاز معه بلقب كأس العرش والصعود إلى القسم الأول وكأس "السوبر" سنة بعد تأسيس النادي، ثم لقب الدوري المغربي للقسم الأول وكأس "السوبر" لموسم 61-1960.علّق بنسليمان القفازين بعد ذلك، للتفرغ التام لمهامه العسكرية في مراحل حساسة من التاريخ السياسي للمغرب؛ لكن نظرته الثاقبة لشؤون الكرة أعادته للساحة رئيسا لفريق القوات الملكية المسلحة (الجيش الملكي) عام 1979،قبل أن يتم تعيينه في منصب رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عام 1994، ليعاد انتخابه رئيسا فعليا للجهاز الكروي سنتين بعد ذلك،
ويكون السيد الأول للكرة في البلاد إلى 2009.تعددت نشوات الجيش الملكي كرويا في عهد بنسليمان، ألقاب وسيادة وزعامة.. 5 ألقاب بطولة، و9 تتويجات بكأس العرش، كأسان بمسابقات "الكاف".. كان ذلك "بالماريس" الـ FAR في عهد الجنرال حسني، قبل أن يفقد "الزعيم" قوته بدنو الرئيس من التقاعد.ولأن "الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطّاب"، ظل بنسليمان دائم العطاء للجيش الملكي وللكرة الوطنية رغم حساسية واجباته في البلاد..أصّل جذوعها في قلعة "العساكر" ليستند عليها "الزعيم" في الحقبة الزاهية، قبل أن تجف الغصون بعد صيام عن الألقاب دام لأزيد من عقد.. على أمل أن تُزهر ويستعيد الجيش هيبته.. ليطمئن بال بنسليمان!
قد يهمك ايضا: