القاهرة ـ سليم إمام
في عالم الديكور، مكانة الألوان مهمة، لأن لها تأثيرات على الساكنين، وهي تتبع الموضة، كما تُختار تبعاً لوظيفة كل فراغ معماري وتفضيلات القاطنين، علماً أن الألوان الموظفة في أي مساحة ترسل رسائل محددة وتحكي عمّن اختارها وشخصيته. في موضة الديكور الدارجة، للألوان الساطعة أهمية لأنها تُطعم المنازل بلمسات زاهية. ومع حسن استخدام الألوان النابضة بالحياة، فإنها تُثير التفاؤل.
يتطلب استخدام الألوان الزاهية والجريئة في الديكور الداخلي التحلي بالجرأة أولاً، والدراية بلعبة دمج الألوان ببعضها البعض. بخلاف ذلك، سيتحول الأمر إلى خطر وغير مدروس، وذلك لأنه لا يستهان بالتأثيرات الساحقة للألوان على المشاعر.
الإيجابية
تُعرّف ديانا غندور، مهندسة التصميم الداخلي، الهادفة إلى نشر الإيجابية من خلال أعمالها في ميدان العمارة الداخلية، الألوان الحيوية بـ «الساطعة» و«الجريئة» و«المكثفة». وعنها، تقول إنها «ترتبط بالطاقة والحماسة والإيجابية»، مُضيفةً أن «الألوان الحيوية تشتمل على درجات، مثل: الأحمر الساطع والأزرق الكهربائي والوردي الحار والأصفر والأخضر العشبي. وهي تُستخدم لإبراز تصميم الديكور الداخلي أو تخلق جوّاً منعشاً وحيويّاً». لكن، تُنبه المهندسة إلى «ضرورة استخدام الألوان الحيوية، بشكل معتدل. بخلاف ذلك، يكون الأمر مُربكاً للساكنين».
وتلفت إلى أن تخصصها هو استخدام كل لون بالطريقة المناسبة لإشاعة أفضل الأجواء في المساحات التي تشتغل عليها والشعور بالراحة. تقول إن «التصميم الداخلي، في الوقت الراهن، يقوم على بثّ أجواء محددة مرغوب بها في المساحة، مثل: الدفء والراحة والسعادة والهدوء والغرابة، وغيرها. على سبيل المثال، يعدّ كل من الأصفر والأزرق والأخضر لوناً رائجاً، في الوقت الحالي؛ يُمثِّل الأزرق المعرفة، والأخضر العائلة، والأصفر الرفاهية والصحة»، وتضيف أن «للألوان المذكورة تأثيرات خاصة على المساحة التي تحل فيها. وكوني مهندسة داخلية ومتخصصة في تقديم الراحة من خلال التصميم، أقوم بمزج الألوان المذكورة معًا بحيث تُضفي نكهة إيجابية وسعادة على الديكور الداخلي».
وتوسع الحديث عن الأزرق، ودرجاته ومعانيها، وكيفية التوظيف في الديكور، فتقول «يُعتقد أن الأزرق الفاتح يُعزز الشفاء ويُحفز الخيال ويمكن أن يجلب الصفاء والأناقة للمنزل؛ الأشخاص الذين يستخدمون درجة الفيروز من الأزرق يُعدّون حكماء وروحانيين، لينعكس ذلك في اختياراتهم لتصميم الديكور الداخلي. الأزرق الداكن، بدوره، يشير إلى الأشخاص المُحافظين ويخلق شعوراً بالسلام والأمان في المكان. كما يُقال إن الأزرق الملكي يُعزّز الهدوء والاستقرار ويمكن أن يعكس حكمة صاحب(ة) المنزل. الأزرق الزاهي أقل تحفظاً ويميل إلى إشعار الساكنين وضيوفهم بأجواء سعيدة وجديرة بالثقة». وتخلص، في هذا الإطار إلى أن «الخيارات اللونية ترجع إلى الأجواء التي يرغب صاحب(ة) المنزل في خلقها في مساحته كما أسلفت؛ فإذا كان يبحث عن أجواء أكثر تحفّظاً وأماناً، فقد يكون الأزرق الداكن مناسباً، أمّا إذا كان يبحث عن أجواء هادئة ومُستقرة، فقد يكون الأزرق الملكي خياراً أفضل. ولأجواء سعيدة وجديرة بالثقة، يمثل الأزرق الزاهي الحل المناسب».
عن الأزرق أيضاً، توضّح المهندسة أنه يحل في مشاريعها على قطع الأثاث، بصورة تتجاوز الجدران. وفي حضور الأثاث الأزرق، تُفضل أن تختار طلاء أفتح للسقف. توضح: «صحيح أن الأزرق يتلاءم مع غالبية الألوان، إلا أن التصميم الداخلي يبدو أكثر إثارة للاهتمام، مع دمج الأزرق بالأبيض والبني الخفيف، مع لمسة من الأخضر والأصفر؛ فالأخضر يمكن أن يجلب التوازن والحظ السعيد إلى المساحة، كما يمكن أن يوفر شعوراً طبيعيّاً ومنعشاً. بالمقابل، يمكن أن يجلب الأصفر، بدوره، طاقة إيجابية للمنزل ويُعزّز مشاعر الصداقة، والفرح، والإيجابية، والدفء. على سبيل المثال، يمكنني استخدام أريكة زرقاء ومقعد أخضر ولوحة فنية صفراء، مع أرضيات خشبية وجدران بيض. مزج العناصر المذكورة آنفاً معاً يخلق جوّاً شابّاً ومرحاً».
أجواء سعيدة
تُعلّق المهندسة أهمية على مزج المواد بالألوان الحيوية، وذلك لجعل المساحات الداخلية في المنزل مفعمة بأجواء سعيدة ومستقرة للسكان؛ في هذا الإطار، يعدّ الخشب خياراً جيداً لخلق شعور بالاستقرار، فيما تجلب الألوان المنعشة ردود فعل سعيدة. لذا، أوصي باختيار طلاء فاتح اللون للسقف وجعل الأرضيات دافئة، حيث يمكن أن يساهم ذلك في توفير استقرار للمساحة المفعمة بألوان حيوية.
وظائف الغرف مؤثرة في خيارات الألوان
عن كيفية توظيف الألوان الحيوية الدارجة، بحسب الغرف ووظائفها، توضح المهندسة أن «الأزرق يُستخدم في الغالب في غرف النوم والحمّامات لخلق جو هادئ ومريح. أما الأخضر الذي يحيل إلى الطبيعة، فيُوظف في غرفة المعيشة والمناطق الأخرى حيث يرغب صاحب(ة) المنزل في جعلها مريحة ومنعشة. الأصفر، بدوره، مُرادف للسعادة، ويُستخدم في أعمال الديكور، في كل من المطبخ وغرفة الطعام والمناطق الأخرى حيث يتوق صاحب(ة) المنزل إلى الحيوية والبهجة». لكن، تُشدّد المهندسة أن ما تقدم هو بمثابة مبادئ توجيهية عامة، وأفضل اختيارات الألوان للمساحة تعتمد على التفضيلات الشخصية والمزاج المرغوب. لذا، لا تردد في مزج ومطابقة الألوان الحيوية بالطريقة التي تناسب ذوق صاحب(ة) المنزل وأسلوبه!
أسلوب صاحب المنزلحسب المهندسة، خلط الألوان معاً في تصميم الديكور الداخلي لخلق مظهر متناسق ومنسجم ضروري؛ يتم ذلك من خلال اختيار مجموعة من الألوان، ثم توزيعها في المساحة. مثلاً، توظيف الأخضر والأصفر والأزرق، في المساحة، ممكن من خلال سجادة خضراء وستائر صفر وأثاث أزرق. لاستخدام الدهانات (أو ورق الجدران) تأثير حاسم في إطار مزج الألوان معاً. عندما يتعلق الأمر بالأثاث، يمكن اختيار قطع تحتوي على لمسات من الألوان الثلاثة، أو الالتزام بقطع محايدة واستخدام الإكسسوارات (الوسائد أو الأغطية) لإضافة الألوان المختارة. المفتاح هو إيجاد التوازن وخلق تكوين متناغم يعكس أسلوب صاحب(ة) المنزل الشخصي وتفضيلاته، مع الدعوة إلى إطلاق العنان لإبداعه.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :