مقديشو - المغرب اليوم
دعا كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بشكل شامل وفوري في الصومال، وذلك لمساعدته على تجنب الوقوع في كارثة أخرى. وكان الجفاف الذي ضرب المناطق الشمالية من الصومال خلال عام، قد انتشر الآن في جميع أنحاء البلاد، مما يهدد السكان الذين يعانون من وضع هش أصلاً نتيجة عقود من الصراع.
ووفقاً لبيان مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف، فإن ما يقارب نصف سكان البلاد أو حوالى ستة ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد أو في حاجة إلى دعم سبل عيشهم.
وقام كل من ممثلي اليونيسف في الصومال وبرنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي بزيارة للمناطق الأكثر تضرراً في منطقة بونتلاند الشمالية، حيث تعمل المنظمتان على تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. وحسب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي لوران بوكيرا فإن هذا الوضع بدأ يتفاقم في نهاية 2015 وبداية 2016 عندما وصفت حالة الجفاف هناك بالحرجة وذلك في المناطق بين بونتلاند وصوماليلاند، وأضاف: "الجميع استجاب لهذا الجفاف، ولكن ما رأيناه هذا الأسبوع هو أن السكان وصلوا إلى الحد الأقصى من قدرتهم على التأقلم مع الوضع المتسم بالجفاف الشديد، ليس فقط لأنفسهم، ولكن أيضاً لماشيتهم التي تعد مصدراً كبيراً لرزقهم".
وقد أدى الجفاف المستمر وغير ذلك من العوامل إلى حرمان المجتمعات من الموارد التي يعتمدون عليها وفقدت قرى بأكملها محاصيلها أو ماشيتها. كما ارتفعت أسعار المياه والأغذية المنتجة محلياً بشكل كبير. وأدى الوضع المتردي إلى زيادة الأمراض المنقولة عبر المياه، حيث هناك أكثر من أربعة آلاف حالة من الإصابة بالإسهال الحاد والكوليرا هذه السنة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في جنيف، قال كريستوف بوليارك المتحدث باسم اليونيسف: "الأطفال من بين الأكثر تأثراً بالجفاف، وكما تذكرون لقي ما لا يقل عن 260 ألف شخص حتفهم نتيجة الجفاف سنة 2011، نصفهم من الأطفال. ومن المتوقع أن يعاني 944 ألف طفل من نقص حاد في التغذية هذه السنة، بما في ذلك 185 ألف طفل من سوء التغذية الشديد ويحتاجون إلى الدعم الطارئ المنقذ للحياة، وهذا العدد من المحتمل أن يزداد بنسبة 50 في المئة، ليصل إلى 270 ألفاً خلال الأشهر القادمة".
مع الاحتياجات المتزايدة لمواجهة الجفاف، تناشد اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي الحصول على أكثر من 450 مليون دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة خلال الأشهر المقبلة.