القاهرة - محمد إمام
أكّد الإعلامي الكبير حمدي قنديل في حديث خاص لـ " المغرب اليوم" إن دخول وزير الدّفاع المشير عبد الفتاح السيسي في معركة الانتخابات الرّئاسية، يجعلها محسومة لصالحه، نظرا للإجماع الشّعبي الكبير عليه. وأضاف أنه من المتوقع أن يعلن السيسي ترشحه خلال الأيام القليلة المقبلة، مناشدًا مؤيدي السيسي بأن يكفوا عن استفزاز الجانب الآخر، لافتا إلى أنه لا يقصد هنا الناس البسيطة وإنما المحسوبين على النظام البائد وعادوا للمشهد مرة أخرى، معربا عن أمله بأن تمر الانتخابات بشكل يليق بمصر ومكانتها. ووصف التركيبة الحالية في الحكم بالمثالية، مضيفا "المستشار عدلي منصور يقوم بواجباته على أكمل وجه دون تقصير، ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي قام بدور بطولي بوقوفه على جانب الشعب في 30 حزيران/يونيو، ومساندة الشرطة في مكافحة الإرهاب . وعن دعمه للرئيس السابق محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية قال"لم أدعم الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية وأكبر دليل على ذلك هي مقاطعتي للتصويت في انتخابات الإعادة بينه وأحمد شفيق، لكن كل ما قولته هو أن مرسي هو من وافق على مطالب القوى المدنية في مؤتمر "فيرمونت" الشهير، والذي طالبنا فيه بإنشاء دولة مدنية ديمقراطية، ولكن مرسي أخل بهذا الاتفاق بعد أن أصبح رئيسا، وأنا كنت أول من اعتذر للشعب المصري عن دعمي له في مقالة بعنوان "أعلن اعتذاري عن دعمي للرئيس". وعن رأيه في مدي نجاح ثورة 25 يناير أضاف" أري الآن أن الثورة لم تنجح بعد، وكان من الخطأ انسحاب الشباب من الميدان مبكرا، وأتذكر أنه بعد قيام الثورة اتفقت الأحزاب والحركات بأن تترك خلافاتها جانبا لحين نجاح الثورة، وبعد تنحي مبارك اعتقد الكثيرون أن الثورة نجحت، ورأيت أحزاب عديدة جديدة وائتلافات وحركات شبابية عديدة وصل عددها لما يقرب من 320 ائتلافا وحركة سياسية خلال 4 شهور فقط، بعد دعوة المجلس العسكري وقتها للائتلافات والحركات الشبابية للحوار . وأوضح أنه لا يحمل الشباب وحدهم هذه المسئولية وإنما أيضا تعفف بعض الخبرات الكبيرة عن تحمل المسئولية مثل الدكتور محمد أبو الغار والدكتور عبد الجليل مصطفي الذي اعتذر عن تولي منصب رئيس الوزراء، وأنا شخصيا حينما رفضت تولي منصب رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون، كل ذلك أدي إلي ما نحن فيه الآن . وعن أسباب رفضه لتولي منصب رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون تابع " هذا منصب إداري، وليس معنى أنني نجحت إعلاميا فسأكون ناجح إداريا، بالإضافة إلى أن المشاكل الكبيرة التي يعاني منها ماسبيرو والتي تحتاج في حلها إلى قرارات جذرية، وكان من الصعب اتخاذ مثل هذه القرارات وقتها". وعن مشاكل إتحاد الإذاعة والتليفزيون لفت " مشاكل ماسبيرو كبيرة، تتعلق بعدد 45 ألف موظف والعديد من القنوات، وينبغي لحلها عمل بعض التضحيات، ومثل هذه التضحيات يستحيل اتخاذها من حكومة مؤقتة، ولكن يجب أن تتخذها حكومة منتخبة مدعومة من الشعب، ولا اقصد بالتضحية هنا أن نطرد الموظفين وإنما ينبغي تعديل هياكل الأجور وفقا لحاجة العمل للعاملين، والتضحية ببعض من القنوات التي لا أجد مبرر لوجودها ، ولا اعتقد أن مثل هذه الحلول سترضي العاملين في ماسبيرو ". وعن ابتعاده عن الشاشة لفترة طويلة، قال "ابتعدت عن الظهور لإشفاقي على أي إعلامي يظهر الآن علي شاشات الفضائيات وذلك لوجود انقسام بين الناس على فريقين إن لم يكن أكثر، بالإضافة إلى عدم تقبل الناس للكلام العادل، كما أصبح المشاهد الآن يتابع الإعلامي من هو معه في الرأي وبدء يهاجم الإعلامي صاحب الرأي الآخر" . وعن أسباب هذا الانقسام أضاف أنه " نتيجة طبيعية للجو العام الذي نعيشه حاليا وأيضا الانحياز الإعلامي الصارخ، فأجد الآن علي شاشات الفضائيات أشخاص يصرخون والبعض يستغل المنصة الإعلامية لفرض رأيه وللزعامة وليس لتوضيح الحقيقة للمشاهد". وأردف "لا أنكر أن للإعلامي انحيازه ويجب أن يكون متناغم مع الجو العام ولا أمانع أن يوصل الإعلامي رأيه للمشاهد، ولكن يجب أن يعرض المعلومة أولا للمشاهد، ثم يعبر عن رأيه وبرفق دون استفزاز للجانب الآخر" . وعن رأيه في قناة الجزيرة وما تقوم به من دور أوضح أنها" أداة في يد سياسات معينة لا تريد الخير لمصر، وإذا كانت الجزيرة هي قناة مستقلة ويتحدثون عن الحريات، فكنا رأينا منها أولا مناقشة قضايا الحريات في قطر قبل أن تتحدث عنها في دول أخري". وعن مقابلاته مع بعض الزعماء العرب تابع "تقابلت مع الرئيس معمر القذافي والرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة كبيرة، وهو من أذكي الشخصيات التي قابلتها وتحدثت معها مع العلم بأن المقابلة كانت خارج نطاق العمل الإعلامي وإنما كانت لدور سياسي، حيث أن الرئيس هو من طلب مقابلتي في جلسة خاصة بسبب مطالبتي المستمرة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سوريا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو معتقداتهم، وقلت للرئيس السوري في الجلسة، أفرج عن المعتقلين لأن منهم من هو مخلص لك أكثر من المقربين إليك". وقال "أعتبر الرئيس الراحل معمر القذافي من أكثر الشخصيات التي شعرت بصدق كلامها، لأنه يتحدث بتلقائية وطبيعية ويأتي بعده في المرتبة الثانية ممن كنت اشعر بمصداقيتهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح" . وعن مذكراته التي كتبها في كتاب يحمل عنوان "عشت مرتين" أكد : سعيد بردود الأفعال الايجابية والنجاح الذي حققته (عشت مرتين) التي لا اقصد فيها حياة اليقظة أو المنام، فأنا أري نفسي محظوظ للغاية وعشت أكثر من عمري كثيرا بما وصلت إليه الآن" .