القاهرة - المغرب اليوم
سامية صادق" الإسم يكفي. إعلامية خبيرة متمرّسة عرفتها محطتا الإذاعة والتلفزيون في مصر منذ إنطلاقة بثّهما، وجهاً ودوداً صافياً يوحي بالطمأنينة، وطاقة منتجة بدأت من أدنى درجات السلّم الوظيفي ووصلت لتدير الشبكتين، بدراية ووعي كبيرين، جعلاها في سمع ونظر كل المصريين مصدر ثقة ومودة وإعجاب. عاشت 88 عاماً وطوت أكثر من 70 عام عمل وعطاء.
عايشت السيدة "سامية" أجيالاً عديدة من المذيعيت بالصوت والصورة، وأفسحت في المجال أمام المواهب المتميزة، فعملت على ترفيعها وإعطائها فرصاً إضافية فوصل من ثابر وراوح آخرون مكانهم، لكنها في كل الحالات ما توقفت عن تحفيز الجميع لإعطاء أقصى ما يستطيعون من جهد. عام 1984 تعرفنا عليها في مكتبها كرئيسة للتلفزيون المصري، وحاورناها على مدى ساعة ويزيد، عرفنا من خلالها مسار التطور الذي عرفه الإعلام المصري خصوصاً في المنعطفات الحساسة للإحداث التي مرّت بها مصر خلال تاريخها الحديث، وعبرت على لقاءات ميدانية أجرتها خلال الحروب المختلفة التي خاضتها البلاد دفاعاً أو هجوماً .
حضور الإعلامية الراحلة في ذاكرة المصريين، جزء من النوستالجيا النموذجية لكل القديم المحترم الذي قُدّم على مدى عقود وشكّل مدرسة في الإعلام لكل الدارسين العرب. قدمت الكثير من البرامج للإذاعة والتلفزيون، تركت دائماً أثراً جماهيرياً طيباً. من البرامج التي إشتهرت بها (فنجان شاي، حول الأسرّة البيضاء، ما يطلبه المستمعون، نجوم الشاشة، نجوم الصحافة، هؤلاء والقمر، نجوم الغناء)، كانت فيها مثالاً للتواضع والمهنية والمثابرة بنبل ودأب.
دفن جثمان الراحلة الكبيرة "سامية" ينتظر وصول أبنائها من الخارج، ليكونا في طليعة المشيعين وتقبل التعازي.