الرباط _ المغرب اليوم
ارتقاء بالإنسان بعيدا عن حدود العيش المقيد بتدابير الوقاية من جائحة “كورونا”، أطلقت شبكة القراءة بالمغرب مبادرة “أجوب العالم عبر الكتب”، داعية محبي القراءة والكتب إلى “تحقيق المتعة الصيفية والانفتاح على ثقافات مختلفة”، خلال ما تبقى من شهر غشت الجاري، رفقة “خير جليس”. وإلى جانب أكبر مقاصد شبكة القراءة بالمغرب، “ترسيخ فعل القراءة في المجتمع المغربي”، تقصد هذه المبادرة “التخفيف من آثار التشديدات الاحترازية المتعلقة بالوضع الوبائي”، عبر اقتراح سفر وترحال عن طريق الكتب، يشارك فيه القراء ما اكتشفوه بين دفتيها، بعد الاستفادة مما تتيحه من
“تخفيف رتابة الأمكنة المحصورة، والانطلاق نحو آفاق جديدة، واكتشاف ما تكتنزه من أسرار، وما تبوح به من جمال المدن والأنهار والبحار والجبال والأشجار، والانفتاح على ثقافات جديدة، وأفكار بناءة”. ودعت شبكة القراءة بالمغرب القراء، بالبلاد وبفروعها في مختلف أنحاء المملكة، إلى قراءة كتب من الأدب العالمي، وإرسال تقديم لهذه الملفات، مع التركيز على بعد المكان في المقروءات، لنشرها على صفحة الشبكة، مكتوبة أو مسجلة، بـ”اللغة الأقرب إلى قلبكم”. في هذا السياق، قالت نجية المختاري، رئيسة شبكة القراءة بالمغرب، إن مبادرة “أجوب العالم عبر كتاب” تنظم “في هذه
الظروف الصعبة، بعد قرار تضييق السفر والترحال والتنقل، وفكرنا في موضوع الكتب التي بإمكانها أن تَنقل الإنسان، وتعوض هذا الحصر للترحال والتنقل”. وأضافت المختاري في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “خصصنا لهذه المبادرة شهر غشت، ببرنامج موجه إلى جميع القراء؛ بمن فيهم المنخرطون وغير المنخرطين في الشبكة.. وفعلا، هناك استجابة نحن جد سعداء بها، وتوصلنا بمشاركات جميلة جدا”. وحول اختيار التركيز على حضور الأمكنة في الروايات والكتب المقروءة، ذكرت رئيسة شبكة القراءة بالمغرب أن لكل كتاب مكانا، يمكِن لقارئه التعرف على بلد آخر والانتقال إليه؛
مما يؤدي إلى “توسيع الرؤى”. وتابعت المختاري: “الرواية على، الخصوص، تجعلك تتعرف على المجتمع في أحداثه وتاريخه ومساره الثقافي؛ وربما حتى في أخطائه التي يدعو الكاتب إلى تصحيحها.. ولهذا دور كبير في توسيع الثقافة والأذهان والاستفادة من تجارب الآخرين”. وقدمت المتحدثة مثالا برواية “ملذات طوكيو”، التي “إذا قرئت من مقاربة الترحال والتجوال في اليابان، تقدم رؤية أخرى متفردة جدا، تجعلك تنتقل إلى تاريخ غابر من بداية القرن العشرين إلى 1996”. وحول استمرار مبادرات الشبكة الداعية إلى القراءة في زمن الجائحة، قالت المختاري: “بالنسبة إلينا القراءة تخلق السعادة
والمتعة والاستفادة الفكرية والوجدانية، وليست مسألة عفوية فقط؛ بل ينبغي التحفيز عليها والمرافعة من أجلها، وتصنيف الكتب الجيدة الذي هو عمل مستمر، وممتع أيضا”. وتواصل المصرحة: “في تفاعلنا مع القراء، نرشد دائما إلى الكتب الجيدة، ونستفيد من الاقتراحات، ونتابع الجديد والتظاهرات الثقافية المهمة والكتاب الذين ينالون الجوائز، ومن عرفوا على الصعيد العالمي بلغات مختلفة. ونحرص على المواكبة وإشراك المثقفين والصحافيين، لأن بناء صرح القراءة يكون بمقاربة تشاركية؛ فهي موضوع ضخم، وقضية كبرى”. لهذا، تزيد المختاري، تسعى الشبكة إلى تحفيز القراء الذين تصلها قراءاتهم؛ فـ”ننشر القراءات الجيدة، ونختار من بين هذه القراءات أجودها لتتويجها بجوائز، هي كتب دائما”، مع باقي جوائز مسابقات القراءة التي تنظمها الشبكة.
قد يهمك ايضا
أكشاك القراءة في حدائق الدار البيضاء توضح أن الكتاب خير جليس في الزمان والمكان