الدارالبيضاء- المغرب اليوم
سجل إدريس جطو، الرئيس الأولى للمجلس الأعلى للحسابات مجموعة من الاختلالات التي يعانيها قطاع التعليم على الرغم من المجهودات المبذولة في مجال الدعم الاجتماعي للأسر، حيث أكد في العرض الذي قدمه أمام البرلمان بمجلسيه، يوم الثلاثاء، أن نسبة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة لا تزال مرتفعة، بمعدل يفوق 300 ألف منقطع عن الدراسة سنويا، جلهم ينتمون للوسط القروي، خلال السنوات الدراسية الخمسة الأخيرة،
وأشار ادريس جطو إلى أن هذه الأرقام تدل على حجم الاختلالات التي تلازم المنظومة التربوية، ومنها ظاهرة الهدر المدرسي التي تطرح تحديات متعددة الأبعاد، نظرا لتكلفتها الباهظة.
ودعا المتحدث ذاته الحكومة إلى الاهتمام الخاص بموضوع التعليم، وذلك بالرفع من مردودية الموارد المرصودة ضمن الميزانية، لفائدة برامج الدعم المدرسي، واتخاذ التدابير اللازمة، قصد تحسين المستويات المرجعية الجاري بها العمل حاليا.
كما أكد جطو أن المجلس لاحظ أثناء الزيارات الميدانية للمؤسسات التعليمية، التي قام بها قضاته أن حوالي 566 إعدادية بالوسط القروي لا تتوفر على داخليات خلافا لتوصيات ميثاق التربية والتكوين، مسجلا في الوقت ذاته وجود صعوبات بالنسبة للمطاعم المدرسية، حيث زيادة على ضعف مستوى الدعم الذي لا يتعدى 1.40 درهم لكل تلميذ في اليوم، لا توجد أماكن مخصصة للمطاعم المدرسية لما يزيد عن 7000 مؤسسة تعليمية.
وأشاد جطو بتجربة الدعم التي أبانت عن فعاليتها في تشجيع الأسر المعوزة على تمدرس أطفالها، معتبرا أن من شأن هذه المبادرة أن تمكن من تفادي تحمل نفقات أكبر في مواجهة الانعكاسات السلبية والخطيرة لهذه الظاهرة.
ومن الاختلالات الصادمة التي كشفها جطو في عرضه، تلك المرتبطة بالتأخر الحاصل في توزيع الأدوات واللوازم المدرسية على المستفيدين من المبادرة الملكية "مليون محفظة"، حيث قال إن التأخير يمكن أن تفوق مدته في بعض المؤسسات، شهرين على انطلاق الموسم الدراسي.
وفيما يتعلق بالخصاص في هيئة التدريس، فأشار جطو في عرضه إلى أنه بلغ أزيد من 16 ألف و700 مدرسا مقارنة مع حاجة المنظومة التربوية من المدرسين برسم الموسم الحالي، مسجلا اتساع دائرة الاكتظاظ، إذ بلغ عدد التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في أقسام مكتظة أزيد من 2 مليون و200 ألف تلميذ من أصل 5 ملايين و900 ألف تلميذ.
كما كشف جطو من بين الاختلالات أيضا عدم احترام أطر هيئة التدريس لساعات العمل، حيث كشف أن مراجعة جداول الحصص لعينة من 29 ألف و300 مدرس بالسلك التأهيلي، بينت أن 40 في المائة من هذه الهيئة يدرسون أقل من 14 ساعة أسبوعيا فقط، بدل 21 ساعة القانونية.
وخلص جطو بناء على نتائج البحث الذي قام به المجلس الأعلى للحسابات، إلى أن الأسباب الرئيسية لهذه الاختلالات التي تعتري المنظومة التعليمية بالمغرب، تعزى بالأساس إلى ضعف التخطيط المدرسي، ولعدم توفر الوزارة على خريطة استشرافية تدمج جميع الأبعاد المتعلقة بالتخطيط المدرسي على المدى المتوسط والبعيد، فضلا عن غياب نظام معلوماتي مندمج وفعال يمكن من تتبع المنظومة التربوية ومن تخطيط وتدبير المحددات المتعلقة بالدخول المدرسي ويتيح توفير معلومات متناسقة ودقيقة وآنية تسهم في قيادة المنظومة التربوية بالفعالية المطلوبة.