بغداد – نجلاء الطائي
يعيشُ رجلٌ بمفرده في أحد منازل قرية "شناو" التابعة لمنطقة "الدبس" في محافظة كركوك، ويعتمد في معيشته على تربية المواشي، بعد أن قطعت عائلته علاقاتها به، كما يرتدي ملابس نسائية منذ 50 عامًا.
والرجلُ البالغ من العمر 64 عامًا، يدعى حبوبة علي، ويقول إنه "حتى سنِّ البلوغ لم يكن أحد من أهالي القرية يعلم بأنه رجل". ويرتدي "حبوبة علي" ملابس نسائية سوداء بشكل دائم، كما يضع الخمار على وجهه، ومنذ ولادته يعامله أهله وكأنه أنثى، كما يُطيل "حبوبة علي" شعره كالنساء تماماً، ويقول إنه "بدأ بإطالة شعره منذ الصغر، وإنه كان وسيماً، وكان والداه يناديانه (يا ابنتي)، ولم يكونا يعاملانه كذكر، وعند مجيء الضيوف إلى منزلهم، كان والداه يخبئانه في الخزانة، وبعد أن وصل إلى سنِّ البلوغ، عرف الناس أنه ذكر".
و"حبوبة علي" يُجيد طهي كافة أنواع المأكولات مثل الكثير النساء تماماً، ويقول إنه "طُلب للزواج 3 مرات حتى الآن". وسبق أن تزوج "حبوبة علي" من امرأة وأنجب منها طفلين، إلا أن زوجته هجرته قبل 10 أعوام واصطحبت معها طفليها.
ويعتمد "حبوبة علي" في معيشته على تربيه الدجاج والأغنام والأبقار، فيبيع البيض ومشتقات الحليب في منطقة "الدبس"، وعندما يتوجه إلى السوق يرتدي ملابس النساء، في حين لا يسأل أي شخص من عائلته عن أخباره.
ويضيف "حبوبة علي" أنه بدأ بتربية المواشي منذ أن بلغَ عامهُ التاسع، وأنه لا يستطيع العيش بدونها لأنه اعتاد عليها"، مشيراً إلى أنه "لا أحد من عائلته يسأل عن أخباره، وليس له سوى الله، وأنه يعتمد في معيشته على بيع مشتقات الحليب، وكذلك يشتري بثمنها علفاً لماشيته".
وعائلة "حبوبة علي" تنحدر من مدينة أربيل، إلا أنه لم يرَ أربيل ولا كركوك في حياته، ويقول إنه "إذا ذهب إلى مدينة كركوك، فسيضيع فيها"، مضيفاً أنه "لا يعرف كيف يذهب إلى مدينة كركوك بمفرده".
ويشكل انقطاع التيار الكهربائي وقلة المياه وموجة الحرارة المرتفعة، عقبات أمام "حبوبة علي"، وتمنعه من مزاولة أعماله اليومية، ويؤكد أنه "إذا لم يُخرج مواشيه من الحظائر يومياً، فسوف تُصاب بالمرض وتنفق".
ويخشى "حبوبة علي" أن يموت دون أن يكون هناك أحد يقوم بواجب دفنه، كما يقول إنه "اشتاق لأطفاله كثيراً".