الرئيسية » نساء في الأخبار
البريطانية كيمبرلي تايلور

لندن ــ كاتيا حداد

تناثرت دماء وأحشاء أحد الانتحاريين التابعين لـ"داعش"، على البريطانية كيمبرلي تايلور، 27 عامًا، أول امرأة بريطانية تقاتل التنظيم في سورية، بعد أن فجّر الانتحاري نفسه أمامها في تبادل لإطلاق النار، وكانت تايلور نائمة في معسكرها قرب الرقة، عندما شنّ المتطرفون غارة في الساعة الرابعة صباحًا على قاعدة مجموعتها.

وسحبت تايلور من بلاكبيرن في لانكشاير بندقيتها، وأسرعت إلى خط المواجهة، وواجهها أحد مقاتلي "داعش" الذي فجّر نفسه بحزام ناسف على بعد ياردات قليلة أمام عينيها، ودفعت المواجهة الدموية مع المتطرفين تايلور، أثناء القتال مع قوات الدفاع النسائية الكردية إلى الشعور بالصدمة والغثيان وعدم القدرة على تناول الطعام لعدة أيام، وصعد انتحاري آخر على الخندق بعمق 6 أقدام محيطة، في قاعدة القوات الكردية إلا أنه قُتل بالرصاص قبل أن يتمكن من تفجير نفسه.

وكشفت تايلور كيف استمرت القناصات الإناث في إطلاق النار على الانتحاري الذي غطاها بدمائه حتى بعد إصابة القناصة في الذراع، وذكرت تايلور "عندما فجّر الانتحاري نفسه، واستقرت شظية في رأسه، توقفت عن القتال حينها، لقد خضنا معركة لا تصدق لمدة 3 ساعات، وأصيب اثنين من الأصدقاء فقط بجروح طفيفة، أنا فخورة لوصف هؤلاء بأنهم رفاقي"، وأوضحت في مشاركة لها عبر "الفيسبوك"، منذ 5 أيام أن 4 من أصدقائها قُتلوا في هجوم آخر على قاعدة قريبة، وكتبت تايلور عن رفاقها القتلى، "ضحيتم بحياتكم من أجل السلام والديمقراطية والإنسانية ستبقى ذكراكم في الثورة".

وتركت تايلور حياتها المريحة في بريطانيا للمشاركة في الحرب في سورية، في مارس/ أذار العام الماضي عندما تم نهب قرية صديقتها في شمال سورية على يد مقاتلي "داعش"، وربما تتعرض للمحاكمة بموجب قانون الإرهاب لعام 2006، ما يعد جريمة للبريطانيين للمشاركة في صراع في الخارج. وأضافت تايلور "تأثرت بأوضاع اللاجئين من سورية إلى جنوب العراق".

وقضت تايلور 11 شهرًا مضت في التدريب للانضمام إلى القوات الكردية من خلال تعلم تكتيكات القتال والأسلحة واللغة الكردية أيضا، وبدأ يومها في القاعدة قرب الرقة في الخامسة صباحًا بوجبة الإفطار، ويقضي المقاتلون أحيانًا أيام من دون طعام، إذا ما فشلت شاحنة نقل الإمدادات في الوصول إلا أن تايلور أوضحت أنه هناك ما يكفي من السجائر، مضيفة "الطعام في هذه الجبهة مروع".

وكثيرًا ما تمدح تايلور النساء اللواتي تقاتل مع سورية لشجاعتهم وتفانيهم من أجل هزيمة "داعش"، وانتقدت القوات الأميركية التي استهدفت "داعش" بالغارات الجوية لكونهم متهورين، وتابعت تايلور "أنهم لا يقاتلون بعناية كما نفعل نحن، ويمكن أن يسببوا وفيات لا داعي لها بين المدنيين"، وذكرت تايلور من قبل أنها مستعدة لتقديم حياتها من أجل سورية، وتضيف "الأمر ليس مجرد أن داعش تقتل وتغتصب، لكنه تعذيب عقلي وبدني منتظم، على نطاق لا يمكن تصوره".

واستقالت تايلور التي تشير صفحتها على "الفيسبوك"، أنها تعيش في الحسكة في سورية، من السنة الثانية في دراسة العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم، للعمل في جريدة اشتراكية سويدية في شمال سورية، وفتنتها أيديولوجية المقاتلات الكرديات، وهي مزيج من مناهضة الرأسمالية والنسوية، وتعمل تايلور حاليًا مع الفريق الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردي من خلال تصوير أشرطة الفيديو وصور المعارك، لكنها تحارب عندما تتعرض وحدتها للهجوم.

ويقول فيل، والد تايور، وهو معلم سابق من بريسكوت، إنه قلق على سلامة ابنته، لكنه فخور بها لكونها تدافع عن معتقداتها. وذهبت تايلور للعيش مع والدها عندما كان عمرها 15 عامًا ولم تتحدث مع والدتها ماري لانج (57 عامًا) بلسنوات بسبب خلاف عائلي، وتأمل تايلور التي انضمت لما يقرب من 50-50 امرأة كردية أخرى في العزم على المساعدة، حتى الهزيمة النهائية لداعش، وتابعت تايلور "الرقة عاصمة سورية، ولن يتركوها من دون قتال".

وتعد الرقة معقل التنظيم الإرهابي، إلا أن داعش لا تزال تسيطر على أراضي واسعة في سورية، واستولت داعش على تدمر وآثارها القديمة في 11 ديسمبر/ كانون الأول، وأحكمت قبضتها عليها منذ ذلك الحين، وهدّد التنظيم موقف الحكومة في القاعدة الجوية الاستراتيجية T4 في وسط سورية، إلا أن الجيش اجتاز هذا الاختبار، ودمرت داعش عدة حقول للغاز الطبيعي والمرافق ما ألحق عواقب للاقتصاد الوطني لأعوام مقبلة، وصعّد المتطرفون الوضع في دير الزور الواقعة تحت الحصار منذ 2015، ما دفع وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إلى التخلي عن إلقاء المساعدات جوًا بسبب مخاوف أمنية، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى حصار أكثر من 90 ألف من المدنيين، فيما تقاتل القوات الحكومية والميليشيات الموالية.

وتخطط الأمم المتحدة إلى عقد محادثات سلام في جنيف في 20 فبراير/ شباط، وتأمل في النجاح بشأن نوايا القوى الثلاثة الأقرب للصراع وهي تركيا وروسيا وإيران، والتي تعهدت بضمان وقف إطلاق النار، وتتضح نواياهم بشكل أفضل في بلدة الباب، وتضم حصة لكل جانب منهم، وتقاتل تركيا بجانب المتمردين السوريين، أما روسيا وإيران، فتدعمان الحكومة السورية والميليشيات الشيعية المتحالفة، وتحدد النتائج في قرية الباب اتجاه المحادثات في المستقبل، وأي تسوية مقبلة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كامالا هاريس ابنة المهاجرين التي تسعى لصنع تاريخ كرئيسة…
النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت…
السجون الإسرائيلية تفرض عقوبات انتقامية على الأسيرات الفلسطينيات
كامالا هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق…
الأميرة للا حسناء تُدشن الصرح المعماري "دار المغرب" في…

اخر الاخبار

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
كلينتون تُحذّر هاريس من مفاجأة في أكتوبر قد تدفعها…
كامالا هاريس تتعهد بمحاربة مجموعات تجارة المخدرات إن فازت…
كيت ميدلتون تظهر بحالة جيدة علناً للمرة الأولى منذ…
جورجينا رودريغز تتحدث عن رحلتها مع كريستيانو للسعودية في…