الرئيسية » نساء في الأخبار
خديجة قرطاس

الرباط -المغرب اليوم

حرصت خديجة قرطاس على جمع كل ما يفيدها قبل أن تبادر إلى التغيير لتعيد تشكيل المستقبل الملائم لها، مشددة دوما على أن الجمود الخانق لا يفضي إلا إلى حياة الاضطراب.

المتخصصة في هندسة الاتصالات ترى أن ما وصلت إليه بعد تقلبات كثيرة، منها ما هو مدروس وما جاء عن طريق الصدفة، يمكن أن يكون تحفيزا لشباب يخالون أن الحياة تنتهي عند أول عثرة.

درب الطيران

في مدينة القنيطرة ازدادت خديجة قرطاس، وبالحاضرة نفسها راكمت القدرات التعليمية الابتدائية والإعدادية، ثم توجهت إلى مراكش في المرحلة الثانوية.

أتمّت خديجة سنوات التربية والتكوين في "إعدادية البنات" بالقنيطرة قبل الالتحاق بالثانوية الملكية الإعدادية للتقنيات الجوية بـ"المدينة الحمراء"؛ وبها تحصلت على الباكالوريا.

انضمت قرطاس، بوصولها إلى مرحلة التعليم العالي، إلى المدرسة الجوية الملكية في مراكش، واستمرّت التجربة لسنة ونصف ثم انقطعت قبل الاكتمال.

التكنولوجيا التطبيقية

تقول خديجة قرطاس: "قفلت من مراكش إلى القنيطرة بعدما تأكدت لي استحالة تحولي إلى ربانة طائرة، أو إمكانية الانخراط في برنامج يجعلني رائدة فضاء، مختارة بذلك التغيير".

التحقت ذات التكوين العلمي والتقني بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن طفيل، مبتغية دراسة الفيزياء والكيمياء، ثم انتقلت إلى فضاء التأطير بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية.

"في الـISTA عمد أستاذان على نصحي بالتوجه إلى الخارج من أجل إكمال الدراسة الجامعية، رابطين ذلك بألمانيا أو كندا، وقد اقتنعت بكلامهما، ثم اخترت بلاد الألمان"، تكشف قرطاس.

إطار جديد للعيش

في آخر سنة من عقد ثمانينيات القرن الماضي وصلت "ابنة القنيطرة" إلى ألمانيا، متسلحة ببضع معلومات جمعتها عن البلاد، ومستعينة بدراسة للغة الألمانية استمرت 6 شهور بالمغرب.

تعترف خديجة بصعوبة تغيير إطار العيش المغربي، مفسرة ذلك بما لاقته من مفاجآت عند وصولها إلى مدينة "دورتموند"، لكنّها لا تغفل التأكيد على أن الأمر يبقى عاديا حتى يحضر الاستدراك.

"كانت دراستي للغة الألمانية ناقصة. وذاك الحين لا يشبه ما نعيشه اليوم من فورة رقمية تجلب كل المعلومات إلى الباحث عنها، ما يعني أن الجهد كان جبارا لضبط الإيقاع"، تقول خديجة قرطاس.

وتمكنت المغربية نفسها من التأقلم مع مستقرها الجديد حين ضبطت التقاليد والعادات، ومستجدات النظام التعليمي، مستثمرة في عامل الزمن بالتأقلم حتى تغلبت على إكراهات البداية.

النهل من العلوم

واصلت خديجة قرطاس الالتزام بتوجهها المغربي الأساسي، لتنهل من المستوى الراقي للعلوم التي تتيحها الجامعة الألمانية، وهي التي خبرت المناهج التقنية والعلوم الحقة منذ المرحلة الثانوية.

في جامعة "دورتموند" تخصصت قرطاس ضمن دراسة العلوم الفيزيائية، ثم عرجت على مدرسة تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات التابعة لها من أجل سلك المسار الذي يجعلها مهندسة؛ وخلال هذه الفترة استحضرت النصح الذي استفادت منه بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية في القنيطرة، وتقول: "كانت تلك لحظة فاصلة، اختصرت عليّ طريق البحث وفتحت أمامي مستقبلا أفضل".

بين كبار الشرطة

استهلت المنتمية إلى صف "مغاربة العالم" مشوارها المهنيّ، فور تخرجها، من خلال الالتحاق بأطقم شركة "سيمنس" المرتكز نشاطها على ميدان الاتصالات، وبقيت في المؤسسة نفسها 14 سنة كاملة.

بكثير من التحفظ تورد خديجة قرطاس: "قطعت تجربتي العملية الأولى بعدما نلت عرض اشتغال في الميدان الحكومي بألمانيا، وأنا أمسك بالمهمة الموكولة إلي منذ ما يعادل 10 سنوات من الزمن".

ثم توسع مهندسة الاتصالات هامش الكلام لتردف: "أعمل ضمن الخدمات المركزية للشرطة الألمانية مديرة للمشاريع، مكلفة بجميع إدارات الأمن بحيز جغرافي ولائيّ، وألازم نفس تخصصي في الاتصالات".

تحدّي الذكورية

تعتبر خديجة قرطاس أنها منتوج لإيمان ألمانيا بالكفاءات، خاصّة أنها ولجت ميادين علمية وممارسات مهنية ذكورية بامتياز، وتزيد: "درست في فوج به 3 فتيات فقط، وخلصت إلى أن المرأة هي من تفرض احترامها".

"الاتصالات يبقى ميدانا ذكوريا إلى حد كبير. البعض يراني في العمل ويخالني قائمة بمهام الكاتبات؛ لكنني أنتزع الإعجاب والاحترام حين يتم رصدي أسيّر الفريق الذي أرأسه"، تبوح ذات الأصل المغربي.

وتعلن قرطاس أن غالبية الألمان يبقون بصور نمطية عن المغربيات، إذ يتم وضعهن وسط "كليشيهات" جاهزة فكريا، ثم تقول: "أدافع عن بنات بلدي بإخبار المستفسرين عن المكانة التي يحظين بها في الوطن الأم، وبأنني الأدنى مرتبة بينهن".

طموحات مسترسلة

تستحضر خديجة قرطاس مسارها الممتد من المملكة المغربية إلى جمهورية ألمانيا الفيدرالية، ثم تدقق في لحظات وسمت ما يقارب ثلاثين سنة مضت، لتخلص إلى أن "المرتبة التي بلغتها جاءت بسداد رباني ودعم من الوالدين".

وتسترسل المنتمية إلى الجالية المغربية: "أحمد الله على كل ما تحقق لي على الصعيدين الشخصي والمهني، رغم البداية التي كانت قسوتها تجعلني نادمة على الابتعاد عن عائلتي بالمملكة".

من جهة أخرى، تشدد قرطاس على أن طموحاتها تبقى مسترسلة إلى الحين، إذ تحرص على حضور ورشات علمية ودورات تكوينية من أجل الظفر بمراتب أرفع ضمن الجهة الحكومية الألمانية التي تعمل فيها.

استغلال الأنترنيت

تنصح خديجة قرطاس كل الراغبين في الهجرة، تحت تأثير أي دافع كان، بالحصول على المعلومات كاملة قبل التحرك من "زاوية الراحة" التي يستقرون ضمنها، مؤكدة أن هذا يجنب الاصطدام المؤلم مع الواقع.

وترى الناشئة بين القنيطرة ومراكش أن استغلال شبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي التي توفرها يعطي صورة واضحة عن كل مجتمع، بينما تعلم لغة البلاد المقصودة بالهجرة يبقى ضرورة ملحة قبل السفر.

"على المهاجرين من أجل الدراسة أن يتشبثوا بمراميهم وينأوا عن المغريات التي يصادفونها. أؤكد لهذه الفئة أن التعلّم جيدا أساس النجاح المستحق، كما أن العمل الصادق مفتاح لتحقيق الأهداف في أبهى صورها"، تختم خديجة قرطاس.

قد يهمك أيضا :  

المرأة الموريتانية تحتفل بانفصالها عن زوجها بالولائم وقرع الطبول
دعوات بتجريد هاري وميغان ماركل من لقب "ساسكس" و3800 شخص وافقوا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كامالا هاريس ابنة المهاجرين التي تسعى لصنع تاريخ كرئيسة…
النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت…
السجون الإسرائيلية تفرض عقوبات انتقامية على الأسيرات الفلسطينيات
كامالا هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق…
الأميرة للا حسناء تُدشن الصرح المعماري "دار المغرب" في…

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
كلينتون تُحذّر هاريس من مفاجأة في أكتوبر قد تدفعها…
كامالا هاريس تتعهد بمحاربة مجموعات تجارة المخدرات إن فازت…
كيت ميدلتون تظهر بحالة جيدة علناً للمرة الأولى منذ…
جورجينا رودريغز تتحدث عن رحلتها مع كريستيانو للسعودية في…