بيروت - المغرب اليوم
شهدت المدينة الرياضية في بيروت توافد حشود ضخمة من أنصار حزب الله اللبناني للمشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين قُتلا في غارتين إسرائيليتين منفصلتين على الضاحية الجنوبية لبيروت.وترافق التشييع مع تحليق مكثف للمقاتلات الإسرائيلية فوق المدينة الرياضية ومناطق أخرى في بيروت.
وفي تعليق له على المشهد، قال الباحث السياسي داوود رمال ان هذا الحشد كان متوقعًا وليس مستغربًا أن يخرج أنصار حزب الله بهذه الطريقة.
بالتزامن مع مراسم التشييع، نشر الجيش الإسرائيلي صورًا توثق لحظة اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصر الله، كما بث مقاطع فيديو للحظة القصف المكثف على الضاحية الجنوبية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف موقع عسكري لحزب الله يحتوي على قذائف صاروخية، إضافة إلى مهاجمة منصات صاروخية أخرى في مناطق بعلبك وجنوب لبنان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق بيروت هو رسالة واضحة لكل من يهدد أمن إسرائيل".
من جانبه، أشار داوود رمال إلى أن "إسرائيل تمارس حربًا نفسية عبر التحليق المنخفض جدًا فوق المدينة الرياضية، وعبر بث مقاطع الاغتيال، في تجاوز واضح للجنة الرقابة الخماسية التي تم تشكيلها لمتابعة هذه الأمور".
في كلمته خلال التشييع، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "أنجزنا ما يمكن إنجازه في مواجهة إسرائيل، والدور الآن للدولة اللبنانية".
وأضاف أن الحزب أمام مرحلة جديدة تختلف في أدواتها وأساليبها، مشيرًا إلى دعمه لدور الجيش اللبناني.
تصريحات قاسم أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه إشارة إلى تغير في نهج الحزب، إذ رأى البعض أنها قد تعني تراجعًا عن الدور العسكري السابق والانخراط أكثر في الحياة السياسية اللبنانية.
حضر مراسم التشييع وفد إيراني رسمي برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي صرح قائلاً: "التشييع يثبت أن المقاومة حية، وأن محور المقاومة سيستمر".
لكن تصريحات عراقجي قوبلت بفتور من الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي قال لدى استقباله الوفد الإيراني: "لبنان تعب من حروب الآخرين، ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان".
كما شدد عون على أن لبنان دفع ثمنًا باهظًا بسبب القضية الفلسطينية، مؤكدًا دعمه لمقررات قمة الرياض التي أكدت على حل الدولتين.
من جهته، أوضح داوود رمال أن "التسلل الإيراني عبر مطار بيروت وتصريحات عراقجي المستفزة تشكل تحديًا كبيرًا، لأن إيران تحاول استغلال غياب المبادرة الدولية لفرض رؤيتها على المشهد اللبناني".
وتترقب الولايات المتحدة وإسرائيل التطورات في لبنان بعد اغتيال حسن نصر الله، خصوصًا فيما يتعلق بكيفية تعامل الرئاسة والحكومة اللبنانية مع حزب الله في المرحلة المقبلة.
مع هذه التطورات، يبقى المشهد في لبنان مفتوحًا على سيناريوهات متعددة، وسط مخاوف من تصعيد جديد يعيد البلاد إلى دوامة الصراع، أو تحولات سياسية قد ترسم مسارًا جديدًا لعلاقة حزب الله بالدولة اللبنانية والمجتمع الدولي
قد يهمك أيضــــــــــــــا
استعدادات أمنية مكثفة في لبنان لتشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين وسط توترات إقليمية