دمشق ـ جورج الشامي
سقط الخميس في سورية 158 مواطناً بنيران القوات الحكومية بحسب لجان التنسيق المحلية، فيما قالت شبكة شام إنها وثّقت مقتل 246 آخرين فقط في قرية البيضا في مدينة بانياس، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من 400 قتيل راحوا ضحية مجزرة قامت بها القوات الحكومية عبر إعدامات ميدانية رمياً بالرصاص وذبحاً بالسكاكين، وحرق البعض أحياء.
وقالت وكالة الأنباء سانا، إن الجيش العربي السوري ومجموعة من قوات الدفاع الوطني تمكنت من فك الحصار عن عدد من عناصر الجيش كانوا محاصرين في قرية البيضا، مشيرة إلى أن سلاح المدفعية في الجيش السوري استهدف أربعة أبنية بالقرب من جسر القلعة كان يتمركز فيها قناصة تابعين للمعارضة، في غضون ذلك نفى مصدر مطلع ما أشيع عن تقديم رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو استقالته، وأكد المصدر أن تشكيلة الحكومة باتت جاهزة.
وأفاد ناشطون أن مدينة بانياس تتعرض لقصف عنيف وانتقامي من القوات الحكومية، مشيرين إلى أن حملة دهم واعتقالات شرسة من شبيحة ما يسمى اللجان الشعبية، بينما تشهد قرية البيضا 10 كم جنوب بانياس، منذ الصباح قصفاً عنيفاً وحملات دهم حتى اللحظة وسط أنباء عن إعدامات وذبح في شوارع القرية تجاوز عدد ضحاياها 200 شخص.
ووجهت لجان التنسيق والأحرار في بانياس نداء استغاثة لكل من يستطيع مدّ يد العون لأهليها في ظل حصار خانق وضعف للقدرة العسكرية والإغاثية لمدينة بانياس وقراها جرّاء محاصرتها بقرى الشبيحة وسيطرة النظام على مفاصل المدينة.
ويرتبط اسم قرية البيضا البانياسية بمشهد الإهانة التي تعرض لها أهلها مع في الأيام الأولى لانطلاق الثورة السورية، حين تفنن عناصر الأمن والشبيحة القادمين من القرى المجاورة بإذلال أهل البلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها عن 15 ألفاً.
و قال شاهد عيان استطاع الهروب من البيضا لـ"العرب اليوم": هجم الشبيحة بأعداد كبيرة من القرى المجاورة على القرية منذ، صباح الخميس، تماما كما فعلو قبل سنتين من الآن وقاموا بجمع جميع رجال القرية كبار وصغار بالساحة العامة للقرية واحتجزوا كل النساء بأحد منازل القرية الكبيرة، وسمعت النساء المحتجزات خلال ذلك صوت إطلاق رصاص كثيف وبعد فترة غادر الشبيحة القرية ولم يشاهد النساء أي أسير معهم خلال مغادرتهم، وشاهدوا بعد ذلك كومة كبيرة من الجثث المتفحمة متجمعة بالساحة بينهم أطفال لا يتجاوز عمرهم 13 عامًا، ولم تستطع النساء عد الجثث المتفحمة بالقرية حتى الآن.
وبحسب الأنباء الواردة من البيضا قالت شبكة شام الإخبارية، إنه تم توثيق 246 شهيدًا حتى الآن ومن المتوقع وصول الشهداء إلى 400 شهيد أو أكثر وحملة اعتقالات وتنكيل بالجملة، ونقل تلفزيون الخبر المقرب من النظام السوري عن مصدر ميداني في بانياس أن "كمينا تعرضت له دورية عسكرية في قرية البيضا في ريف بانياس صباح الخميس".
وأضاف المصدر أن "مسلحي المعارضة استهدفوا الدورية بالأسلحة الرشاشة والقناصات ما تسبب في مقتل 9 عناصر وإصابة عدد آخر ثم قاموا بمهاجمة نقطة عسكرية قريبة، مشيرًا إلى أن الجيش العربي السوري قام بقطع الطريق الدولي كإجراء مؤقت لحماية المسافرين من أية مخاطر".
وأفاد المصدر أن عناصر النقطة العسكرية تصدوا للهجوم ونجم عنه اشتباكات تلاها عمليات مداهمة لمراكز عدة يتوقع وجود "خلايا نائمة " فيها، مؤكدًا اعتقال 9 من المتورطين في الكمين صباح الخميس وعدد منهم كان مطلوبا منذ مدة.
وقال المصدر، إن الجيش العربي السوري ومجموعة من قوات الدفاع الوطني تمكنت من فك الحصار عن عدد من عناصر الجيش العربي السوري كانوا محاصرين في قرية البيضا في ريف بانياس". وبيّن أن عمليات تمشيط تجري في القرية والمزارع المحيطة والقبض على عدد من المسلحين فيها، مشيرًا إلى أن سلاح المدفعية في الجيش العربي السوري استهدف أربعة أبنية بالقرب من جسر القلعة كان يتمركز فيها قناصة تابعين للمعارضة ".
في هذه الأثناء ضبطت وحدة من الجيش العربي السوري مستودعين للأسلحة والذخيرة بداخلهما أسلحة حربية متنوعة ورشاشات وقواذف في عملية نفذتها اليوم ضد المسلحين في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في طرطوس، بحسب وكالة سانا.
وذكر مصدر مسؤول لوكالة سانا أن الأسلحة المضبوطة من المستودعين شملت أسلحة رشاشة وبنادق حربية آلية وحشوات قواذف "آر بي جي" وبومبكشن، وعددًا من العبوات الناسفة، إضافة إلى أجهزة اتصال متطورة وذخائر متنوعة، لافتًا إلى أن وحدات من الجيش قتلت عددًا من المسلحين في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس.
في سياق آخر نفى مصدر مطلع ما أشيع عن تقديم رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو استقالته، مؤكدًا أن تشكيلة الحكومة باتت جاهزة تقريباً بانتظار نتائج مشاورات بعض الكتل السياسية، وتحدث المصدر عن تقارب عربي رسمي وقبول للحكومة المؤقتة مع شرط توسعة الائتلاف الوطني.
ومع انتهاء يوم الخميس استطاعت لجان التنسيق المحلية توثيق 158 قتيلًا بينهم خمسه عشر طفلا واحد عشر سيدة، وثلاثه تحت التعذيب: اثنين وثلاثين في حلب ، تسعه وعشرون في حمص، ثمانية وعشرون في بانياس، ثلاثة وعشرين في دمشق وريفها، عشرة في درعا، أربعه شهداء في حماة، عشرة في الرقة، ستة في أدلب، خمسه في دير الزور، واثنين في اللاذقية، إضافة إلى عشرات الإعدامات الميدانية في البيضا في بانياس والعدد الكامل مجهول حتى اللحظة.
هذا وقد وثقت اللجان 396 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية: القصف في الطيران الحربي سجل في ثلاثة وثلاثين نقطة، القصف بالبراميل المتفجرة سجل في تسعه نقاط كان أعنفها على الرقة، وخربه غزالة ، الغسانية، كفرنبودة، وتم سجيل سقوط ستة صواريخ أرض أرض في كل من المعضمية والعبادة ، القنابل الفراغية قصفت كل من زملكا والعبادة، وتم تسجيل سقوط صاروخي سكود، أما القصف براجمات الصواريخ فقد سجل في 94 نقطة والقصف بقذائف المدفعية في132 نقاط والقصف بقذائف الهاون في 118 نقطة في مناطق مختلفة من سورية.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 134 نقطة قام من خلالها في حماه باستهداف تجمعات لقوات النظام في قريه الطليسية بصواريخ محلية الصنع ، واستهداف سيارة للشبيحة على طريق السلمية في الريف الشرقي، ودمر تعزيزات عسكريه مؤلفه من ثلاثة دبابات حاولت التقدم نحو الريف الشرقي من جهة الطليسية باتجاه الزغبة وقتل عدد كبير من الجنود، في دير الزور استهدف كتيبة الدفاع الجوي التابعة لمطار دير الزور لعسكري بقذائف الهاون، واستهدف مقرات تابعه لقوات النظام في حي الموظفين، في درعا تصدى الحر لمحاولات قوات النظام باقتحام المتاعية.
وفي حلب قام الجيش الحر باقتحام كلية الهندسة وسيطر على دوشكا وعربه ت 72 ودمر عدة دبابات وقتل أكتر من أربعين عنصرًا من قوات النظام، وسيطر على مبنى مكافحة الإرهاب وعدة مبانٍ محيطة في السجن المركزي، وفي بانياس ضرب حاجز البساتين وأوقع عددًا كبيرًا من قوات النظام بين قتيل وجريح، أما في دمشق وريفها ، قام بإعطاب مدفعين 23و 57 على جبل قاسيون.
واستهدف الجيش الحر تجمعًا للشبيحة في حي السيدي مقداد ، وفي المليحة قام بقطع عملية إمداد للقوات الحكومية المحاصرة عند معمل تاميكو وقتل وجرح عدد منهم ودمر دبابة ت 62 ، في عربين قصف بمدفع حارق محلي الصنع على إدارة المركبات ، ودمر دبابة تابعة لقوات النظام في بيت جن بعد اشتباكات عنيفة أجبرت القوات الحكومية على الانسحاب الكامل من سريه جوزة اللوز ، وقصف فرع مخابرات الخطيب بقذائف الهاون وسط العاصمة ، في برزة استهدف تجمعًا لشبيحة عش الورور بقذائف الهاون.
وفي مخيم اليرموك حرر الجيش "الحر" مبنى بلدية اليرموك وسيطر على أجزاء كبيرة من شارع فلسطين وسوق السبورات المطل على شارع نسرين، وقام بتدمير آليات ومدرعات عدة تابعة لقوات النظام في مدن من سورية.