دمشق - جورج الشامي
استمر سقوط القذائف على العاصمة السورية دمشق، فيما شهد حي ركن الدين انفجار سيارة مفخخة أودت بحياة الكثيرين، كما سيطر الجيش "الحر" على كتيبة المدفعية في بلدة عين التينة في ريف محافظة القنيطرة، في حين ذكرت لجان التنسيق أن عدد القتلى قد ارتفع، الثلاثاء، إلى 102 سوريًا، في غضون ذلك أعلن متحدث باسم الائتلاف السوري أن رئيس الحكومة السورية الموقتة حدّد موقعًا قرب الحدود السورية
ـ التركية ليكون مقرًا لحكومته، وطالبت شخصيات سورية معارضة، بالتخلي عن مشروع الحكومة الموقتة، فيما أكد قرار عربي في الشأن السوري في القمة العربية المنعقدة في الدوحة، على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة، وعلى منح الائتلاف جميع مقاعد دمشق في الجامعة ومنظماتها، فيما أعلن البيت الأبيض أن حلف شمال الأطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية المقاتلين المعارضين في سورية، بعد مطالبة رئيس الائتلاف في قمة الدوحة بمد المعارضة بكل أشكال الدعم، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة المشاركين في مؤتمر القمة العربية في قطر إلى التعجيل في السعي لحل سياسي في سورية، قبل أن يفوت أوان الحيلولة دون تدمير البلاد.
فيما أعلن متحدث باسم الائتلاف السوري المعارض أن رئيس الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو حدّد موقعًا قرب الحدود السورية ـ التركية ليكون مقرًا لحكومته.
إلاّ أن المتحدث لم يحدد موقع مقر الحكومة، وأوضح أن "المركز سيكون موقتًا، إلى أن يغادر الرئيس السوري بشار الأسد السلطة"، مشيرًا إلى أن "هيتو سيعود إلى تركيا بعد انتهاء قمة جامعة الدول العربية في الدوحة".
وأكد قرار عربي، خاص في الشأن السوري، في القمة العربية المنعقدة في الدوحة، على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية، وعلى منح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها، حتى تنظيم انتخابات في سورية.
ويؤكد قرار القمة، الذي تمت الموافقة عليه حسب مصدر في الجامعة العربية، مع تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه، على "أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر".
فيما أعلن البيت الأبيض أن حلف شمال الأطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية المقاتلين المعارضين في سورية، بعد مطالبة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في قمة الدوحة بمد المعارضة بكل أشكال الدعم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "لقد اطّلعنا على هذا الطلب، وحتى الآن، لا ينوي الحلف الأطلسي التدخل عسكريًا في سورية"، وأعرب عن اعتقاده أن "بطاريات صواريخ باتريوت ستشكل مساعدة عسكرية"، موضحًا أن "البطاريات المضادة للصواريخ المنتشرة في الجانب التركي من الحدود مع سورية تشكل أدوات للدفاع عن النفس".
إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المشاركين في مؤتمر القمة العربية في قطر إلى التعجيل في السعي لحل سياسي في سورية، قبل أن يفوت أوان الحيلولة دون تدمير البلاد.
وقال بان كي مون، في رسالته إلى مؤتمر قمة جامعة الدول العربية، أن "الآثار غير المباشرة للصراع في سورية تظهر جلية في البلدان المجاورة"، داعيًا إلى "التعجيل في السعي للتوصل إلى حل سياسي، قبل أن يفوت الأوان للحيلولة دون تدمير سورية". وأكد أن "الهدف صعب التحقيق لكنه واضح، وهو إنهاء العنف والانتقال نحو سورية جديدة، تُحمى فيها حقوق جميع الفئات، وتُحقق التطلعات المشروعة للسوريين إلى الحرية والكرامة والعدالة". وأشار إلى أن "الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي يواصل بذل جهوده لمساعدة الشعب السوري على حل النزاع بالوسائل السلمية والسياسية".
وحثّ بان "الأعضاء في جامعة الدول العربية على التفكير في آثار الصراع الذي طال أمده في سورية، وعلى التأمل طويلاً بالإجراءات المتخذة اليوم وما تتمخض عنها من آثار". ولفت إلى "استمرار الهجمات العشوائية على المناطق المدنية من الجو وبالصواريخ والمدافع والقنابل"، ودعا إلى "سوق المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة أمام العدالة".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة على حي بابا عمرو، بعد تصديها على مدى أكثر من أسبوعين لزحف مفاجىء من جانب مقاتلي المعارضة، الراغبين في استعادة معقلهم السابق.
وهجر كثيرون حي بابا عمرو بعد غارات صاروخية وجوية مكثفة، حيث كانت حمص وبالأخص بابا عمرو مركزًا للمعارضة المسلحة لحكم عائلة الأسد، الممتد منذ أربعة عقود، قبل أن تنتشر هذه المعارضة في أنحاء البلاد.
وتقع المدينة على بعد 140 كيلومترًا إلى الشمال من دمشق، على طريق يصل قواعد الجيش المطلة على ساحل البحر المتوسط بالقوات النظامية في العاصمة دمشق.
واخترق مقاتلو المعارضة صفوف الجيش في شمال وغرب حمص، في أوائل آذار/مارس الجاري، ليتمكنوا من تخفيف الحصار العسكري، الذي دام لأشهر لمعاقلهم في وسط ثالث أكبر المدن السورية.
في آخر التطورات الميدانية هز انفجار منطقة ركن الدين في دمشق أسفر عن خسائر بشرية بينهم مدنيين وعسكريين ناتج عن تفجير رجل سيارة مفخخة قرب هيئة الإمداد والتموين، فيما استمر سقوط القذائف على العاصمة السورية، حيث سقطت قذائف قرب كلية الحقوق، ووكالة "سانا" للأنباء، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح، كما سقط عدد من الجرحى إثر سقوط قذائف على حي عش الورور، والذي تقطنه أغلبية موالية للنظام، فيما قتلت طفلة نتيجة سقوط قذيفة على منطقة البختيار في حي البرامكة، كما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مناطق في حي جوبر ما أدى لسقوط عدد من الجرحى, وفي ريف دمشق تعرضت بلدات ومدن زملكا وكفربطنا وعين ترما ودير العصافير لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى لمقتل طفل في بلدة كفربطنا، وسقوط عدد من الجرحى، وتعرضت المنطقة الواقعة بين بلدتي شبعا ودير العصافير وبلدة العتيبة لقصف من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في محيط كتيبة الدفاع الجوي غرب بلدة علما في ريف درعا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي حلب نفذ الطيران الحربي غارة جوية على محيط مطار "منغ" العسكري، ترافقت مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في حي الراشدين في مدينة حلب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وفي اللاذقية تعرضت بلدة سلمى والقرى المجاورة لها في ريف المدينة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية براجمات الصواريخ، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، وسيطر مقاتلون من الكتائب على كتيبة المدفعية في بلدة عين التينة في ريف محافظة القنيطرة، كما تم اغتنام أسلحة وذخائر من الكتيبة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى ارتفع اليوم الثلاثاء إلى 102 سوريًا، بينهم خمس سيدات، وثمانية أطفال، وخمسة تحت التعذيب.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل أربعة مقاتلين من الجيش "الحر" خلال اشتباكات مع القوات النظامية عند أطراف مدينة دوما وبلدة عدرا في ريف دمشق، كما قضى مقاتل من الكتائب برصاص القوات النظامية في مدينة الزبداني، فيما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مدن وبلدات المعضمية وداريا ويلدا ودوما وسقبا، وانفجرت سيارة مفخخة قرب الجسر الرابع على طريق المطار، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي مدينة دمشق تعرضت مناطق عند أطراف مخيم اليرموك للقصف.
وفي إدلب تعرضت أحياء من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية، كما قتل طفلًا متأثرًا بجراح أصيب بها، إثر القصف بالطيران الحربي، والذي تعرضت له بلدة كفر تخاريم، أما في دير الزور فتعرضت أحياء عدة في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية.
وتعرضت بلدة داعل وأطراف بلدتي جاسم وأنخل في درعا للقصف من قبل القوات النظامية، صباح الثلاثاء، كما عثر على جثمان رجل من بلدة أنخل مقتولاً قرب مدينة التل في ريف دمشق، حيث كان معقتلاً من قبل القوات النظامية، حسب نشطاء، فيما تعرضت بلدات بصرى الشام ومحجة وتسيل ومنطقة اللجاة في ريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية، وعثر على جثامين ستة رجال وهم مكبلي الأيدي في حي درعا المحطة في مدينة درعا، وقد اعدموا ميدانيًا حسب نشطاء من المدينة, كما قتل ثلاثة مقاتلين من الكتائب، أحدهم جندي منشق خلال اشتباكات مع القوات النظامية عند الأطراف الجنوبية من بلدة أنخل في ريف درعا.
وفي حمص تمكنت القوات النظامية السورية، الثلاثاء، من إعادة سيطرتها بشكل كامل على حي بابا عمرو وذلك بعد أكثر من أسبوعين من سيطرة الكتائب المعارضة على حارات فيه، تعرض خلالها لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، التي استخدمت الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ والدبابات في القصف، وأبلغ مواطنون من حي بابا عمرو المرصد السوري لحقوق الإنسان أنهم عادوا صباحًا لتفقد منازلهم ووجدوها مهدمة أو غير صالحة للسكن ما دفعهم إلى العودة للمناطق التي نزحوا إليها، على الرغم من عدم وجود ما ينامون عليه أو غطاء أو حتى أبسط مقومات الحياة، وشهدت منطقة بساتين بابا عمرو انفجارات وقصف.