دمشق ـ جورج الشامي
نجح الجيش السوري الحر "المعارض"، الإثنين، في استعادة السيطرة على قريتي الموج وأبو جوري في القصير في ريف حمص، بعدما اقتحمها الجيش الحكومي بدعم من قوات "حزب الله" اللبناني، وسط أنباء عن هروب أعداد من مقاتلي الحزب بعد خلافات كبيرة مع العسكريين السوريين الذين يقودون المعارك، تزامنًا مع استمرار الاشتباكات في مختلف المحافظات السورية مما أسفر عن سقوط 43 قتيلاً
.
وأفاد ناشطون سوريون، لصحيفة "الوطن" السعودية، أن خلافات كبيرة دبت في صفوف مقاتلي "حزب الله" وعدد من المسؤولين العسكريين الذين يقودون المعارك في قرى القصير في حمص، أدت إلى هروب أعداد من المقاتلين، وأن الجيش الحر تمكن من استعادة السيطرة على قريتي الموج وأبو جوري، وأن بعض الفارين قد يكون نجح في العودة إلى لبنان عن طريق الهرمل، التي شهدت بدورها توترًا كبيرًا نتيجة سقوط صواريخ من الداخل السوري على بلدة القصر، إثر التهديد بقصف مناطق الهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية، وهي الأماكن التي يهيمن عليها "حزب الله"، وتضم غالبية شيعية مواليه للحزب، في الوقت الذي تمكن فيه الجيش الحر من استعادة السيطرة على قريتي الموج وأبو جوري في القصير بالتزامن مع استمرار الاشتباكات لعنيفة مع قوات "حزب الله".
وقال المجلس الوطني السوري، إن قوات "حزب الله" والقوات الحكومية تقتحمان قرى ريف القصير في حمص، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي كثيف، وقد باتت تلك القوات على بعد 3 كيلومترات من حدود القصير التي لجأ إليها أهالي القرى المجاورة، والتي اقتحمتها قوات "حزب الله"، فيما حذر الثوار في القصير من كارثة إنسانية، في حال سقوط المنطقة بيد دمشق والحزب اللبناني، وطلبوا النجدة والإمداد من كل كتائب الجيش الحر "المعارض".
وقال المجلس الوطني، إن قوات "حزب الله" والجيش السوري سيطرا على قرى البرهانية، عين التنور، سقرجة، العثمانية، الخالدية، أبو حوري، الجروسيه، النهرية، البوح، وتل قادش، فيما أوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، أحمد القصير، أن مدينة القصير تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، مما أسفر عن مقتل وتشريد عدد من المدنيين.
وذكر رئيس حزب "الاتحاد" اللبناني الموالي لدمشق، عبدالرحيم مراد، أن "الأسد قال له إن استراتيجية قواته هي تطهير القصير تمهيدًا لحسم المعركة في حمص، وأن قواته سيطرت على داريا في ريف دمشق منذ أسبوع، وشكلت طوقًا لحماية دمشق، وأن المعطيات الميدانية هي ما سيحدد مجرى القمة المقبلة بين الرئيسين الأميركي والروسي، وأن موسكو ستستخدم الفيتو مجددًا في وجه أي تدخل خارجي انطلاقًا من مجلس الأمن"، في حين حذر الكاتب السوري، فايز سارّة، من أن التردي في الموقف الدولي والإقليمي سيؤدي إلى انفجارات وشيكة، وبخاصة بعد تدخل "حزب الله" في الداخل السوري.
وأعلنت "جبهة النصرة" والجيش السوري الحر "المعارض"، أنهما سينقلان المعركة ضد السلطات السورية إلى لبنان، وذلك بعد مشاركة "حزب الله" اللبناني في المعركة الدائرة في منطقة القصير في محافظة حمص، فيما أكدت صحيفة "الوطن" المقربة من دمشق، أن "وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على قرى قادش والرضوانية والمنصورية والسكمانية والسعدية في ريف القصير، وفرضت سيطرتها على معظم قرية البرهانية.
وقالت الجبهة والحر في بيان مشترك، "سننقل المعركة إلى لبنان ونستهدفه بالدبابات، بعدما قصف مقاتلو "حزب الله" قرى في ريف مدينة القصير، ودفع بالمئات من عناصره وسط تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، لهدف السيطرة على تلك القرى، بحسب ما نقلت مراسلتنا عن بيان للجيش الحر، يأتي ذلك بينما سيطرت قوات حكومية سورية على عدد من قرى المنطقة المحاذية للبنان، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام سورية وناشطون، الأحد.
وأكدت لجان التنسيق المحلية، أن الحصيلة الأولية للمجازر التي ارتكبتها القوات الحكومية في جديدة عرطوز الفضل في الغوطة الغربية في ريف دمشق خلال الأيام الخمسة الماضية تزيد عن 500 شخصًا، وأن معظم القتلى هم نساء وأطفال تم إعدامهم ميدانيًا ذبحًا بالسكاكين، بينهم 100 شخص على الأقل تم اعتقالهم منذ أيام، وتم العثور عليهم صباح الإثنين بعد أن تم إعدامهم ميدانيًا، فيما وجهت اللجان نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الحقوقية للدخول إلى منطقة جديدة الفضل لإجلاء ما تبقى من المدنيين، كما وردت معلومات عن استخراج 7 جثث من أحد الأبنية في بلدة جديدة الفضل التي سيطرت عليها القوات الحكومية بشكل كامل.
وتُعتبر جديدة عرطوز والفضل، قبل 17 نيسان/أبريل، ملاذين آمنين للنازحين والهاربين من قصف الجيش السوري من مناطق الجولان، والمناطق القريبة مثل داريا والمعضمية، واليوم ينزح أهل جديدة إلى قطنا، لتأخذ مساجد قطنا مهمة الإبلاغ عن البيوت التي يمكن أن تستقبل النازحين من هناك، وتبقى تعابير الـ"فزعة" و"أهل الخير" هي المشتركة بين جميع مدن وبلدات سورية، عند استقبال أي مدينة أبناء وعوائل مدينة أخرى، حيث تتمركز منذ خمسة أيام عدد من الدبابات عند أحد مداخل المدينة "مدخل الفاعور"، تزامنًا مع إطلاق رصاص بصورة كثيفة من "الشيلكا"، وقصف من مدافع الدبابات، وتم إحراق وقصف المنازل في الحي السكني "الموالي"، وتم ارتكاب مجزرة بشعة بحق عائلة كاملة مؤلفة من الأب وزوجته وابنه وابنته، ووصل عدد الجرحى إلى ما يزيد على 240 جريحًا، معظمهم في حالة خطرة، في ضوء الحصار الخانق الذي يمنع وصول الأدوية والمواد والكوادر الطبية للمدينة، بعد استهداف النقطة الطبية، حيث أصيب اثنان من المسعفين، ويتم استخدام أغطية الأسِرة لتضميد الجروح، وتخفيف النزيف، للحفاظ على حياة المصابين، حسب نشطاء من جديدة الفضل.
وقال ناشطون سوريون، إن دمشق شهدت قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء جوبر وبرزة والقابون والحجر الأسود والأحياء الجنوبية،
وإن ما لا يقل عن 8 أشخاص قُتلوا من عناصر الأمن في ريف دمشق، إثر تفجير رجلين من "جبهة النصرة" و"كتيبة صلاح الدين" شاحنة صهريج وقود مازوت وسيارة في حاجز ومفرزة أمنية في بلدة المليحة، وإن العدد مرشح للزيادة، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة، وشهدت بلدة العبادة سقوط صاروخين من نوع أرض ـ أرض، فيما دارت اشتباكات صباح الإثنين، عند أطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي رافقها قصف من قبل القوات الحكومية على زملكا وبلدة عين ترما، وكذلك اندلعت اشتباكات أخرى عند جسر النبك، رافقها سقوط قذائف على المنطقة، فيما تتعرض مدينة داريا والعتيبة ومعضمية الشام والقيسا والديرخبية وضمير وحرستا والأحمدية ودوما ويلدا وببيلا للقصف، وتعرضت قرى وبلدات الكتيبة وأم الميادن وسحم الجولان والنعيمة وتسيل وحيط والشجرة في ريف درعا للقصف من قبل القوات الحكومية عند منتصف ليل الأحد الإثنين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي حماة دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري في محيط مبنى قيادة الموقع في منطقة الدباغة، رافقها انتشار للقوات الحكومية في المنطقة وإطلاق نار عشوائي، في حين شهد حي الحميدية في مدينة دير الزور قصفًا عنيفًا صباح الإثنين، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المعارضة والقوات الحكومية عند منتصف ليل الأحد الإثنين في محيط مطار منغ العسكري في ريف حلب، في محاولة من المعارضة لاقتحام المطار، سيطر على إثرها مقاتلوها على كتيبة للقوات الحكومية في محيط المطار، وتمكنوا من قتل ضابط وجنود عدة من الجيش السوري واغتنام أسلحة وذخائر، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف المعارضة حتى اللحظة، كما اندلعت اشتباكات أخرى في محيط كتيبة أخرى عند أطراف المطار, وتعرضت بلدة مارع للقصف من قبل الجيش الحكومي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي مدينة حلب دارت اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية في منطقة الليرمون، رافقها قصف من قبل القوات الحكومية على المنطقة، وفي محافظة إدلب تعرضت بلدات وقرى كنيسة بني عز ومعرة حرمة وجبل الزاوية للقصف، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما تجدد القصف من قبل القوات الحكومية على الحي الغربي من مدينة معرة النعمان, كما دارت اشتباكات في منطقة الكورنيش من بعد منتصف الليل، وفي ريف الرقة نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات جوية على محيط الفرقة 17، والذي يشهد اشتباكات بين مقاتلين من المعارضة والجيش السوري، وذلك في محاولة لفك الحصار الذي تنفذه قوات المعارضة على الفرقة منذ أسابيع، في حين أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن سقوط 43 قتيلاً بنيران الجيش السوري، الإثنين، بينهم 13 في دمشق وريفها وحمص.
وأفاد الضابط السوري المنشق حسن عبدالكريم الحمد، في حديث تلفزيوني، "أننا نعد هجومًا معاكسًا والمعارك ضارية بين الجيش السوري الحر والحكومة وسنسترد ما أخذه (حزب الله) والجيش السوري خلال الساعات القليلة المقبلة"، مشيرًا إلى أن "الوضع في مدينة القصير مستتب، والسيطرة كاملة على أراضيها"، كاشفا عن وجود قاعدة وراجمة صواريخ لـ"حزب الله" في حوش السيد علي.
وأوضح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سورية، في بيانه، قائلاً "تتكشف مع مرور الدقائق والساعات جريمة جديدة، وتتزايد أرقام الضحايا فيها لتبلغ المئات، وتفيد الأخبار المتتالية، من المناطق المحاصرة، عن قيام العصابات الحكومية بارتكاب مجازر رهيبة ضد المدنيين، في أحياء عرطوز الفضل والمناطق المحيطة بها"، وأضاف "لقد أكدت الحكومة، خلال عامين من عمر الثورة السورية، مستوى لا حدود له من الاستخفاف بحياة المدنيين، وازدراء لحقوق الإنسان، وخرق الخطوط الحمراء كافة، وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيمائية ضد الشعب السوري"، ومهاجمًا المجتمع الدولي، واصفًا الصمت الدولي على ارتكاب هذه الجرائم بـ"المخزي، ولم يعد يغني الضحايا وأسرهم، وباتت المطالبة بتحرك المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية جهدًا ضائعًا، ولم يعد يجدي السوريين إلا نخوة أشقائهم، وسلاح جيشهم الحر"، داعيًا أهل سورية إلى "نجدة أهل الجديدة والغوطة الغربية، والمسارعة إلى إغاثة من دأبو على استقبال كل نازح ولاجئ، في كل حرب وكل كارثة".