الرباط ـ رضوان مبشور
اختتمت قمة وزراء داخلية المغرب العربي الخمس، في الرباط، مساء الأحد، وشارك فيه كل من وزراء داخلية الدول الخمس، المغربي امحند العنصر، والجزائري دحو ولد قابلية، والليبي عاشور سليمان سوايل البرعصي، والموريتاني محمد ولد ابيليل، والتونسي لطفي بن جدو، وترأس الاجتماع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى.وعكف وزراء داخلية المغرب العربي، على مدى 5 ساعات
في اجتماع مغلق لم تتمكن الصحافة من دخوله، على مناقشة سبل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومحاربة الاتجار الدولي في المخدرات، وكذلك مقترح مسودة القرار الأميركي القاضي بتوسيع مهام "المينورسو" في الصحراء ليشمل مراقبة حقوق الإنسان، حيث شدد وزير الداخلية المغربي على ضرورة تجاوز الخلاف الدائر وبخاصة بين المغرب والجزائر في قضية الصحراء، وتكثيف العمل المشترك من أجل بناء اتحاد مغاربي قادر على مواجهة التحديات التنموية والأمنية التي تهدد المنطقة المغاربية، وبخاصة من طرف الإرهاب المنظم من تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في الصحراء الكبرى والساحل.
واتفق وزراء خارجية المغرب العربي، على ضرورة توحيد الجهود والتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية، وضرورة تبني المقاربة الأمنية نفسها لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدد المنطقة، وإحباط أساليب التنظيمات الإرهابية في إطار المسؤولية المشتركة على المستوى المغاربي، مع مراعاة الالتزامات الدولية لكل بلد، مؤكدين اعتماد مقاربة أمنية مغاربية شمولية أساسها الجمع بين العمل على توفير مقومات الأمن، وتعزيز أسس التنمية والتنسيق مع كل الشركاء الإستراتيجيين، وإرساء أسس شراكة أمنية بين دول اتحاد المغرب العربي الخمس ودول منطقة الساحل والصحراء للحد من نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة.
واستغل امحند العنصر قمة دول المغرب العربي، للتطرق إلى مسألة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، الذي ظلت مغلقة منذ العام 1994، لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والجزائري واتحاد المغرب العربي عمومًا، إلا أنه فوجئ برد ناري وغير منتظر من وزير الخارجية الجزائري دحو ولد قابلية، الذي أكد أن قرار فتح الحدود بين البلدين الذي يطالب به المغرب، يجب أن يسبقه حل عدد من الأمور العالقة، من دون أن يسميها، مكتفيًا فقط بذكر بعض الأمور التقنية من قبيل وثائق الإقامة وتنقل الأشخاص واحترام الملكيات، فيما لم يفوت وزير الداخلية الجزائري الفرصة ليهاجم الإعلام المغربي، الذي اتهمه بصب الزيت على النار، وتأجيج التوتر بين المغرب والجزائر، كما دعا الإعلام إلى توفير جو مناسب من الهدوء من أجل مباشرة عملية فتح الحدود، التي تستجيب لطموحات وتطلعات الدولتين الشقيقتين، على حد قول المسؤول الجزائري.
وطالب وزير الداخلية المغربي، من الصحافيين المغاربة، بالتحلي بـ"اللياقة المغربية المعروفة"، وتهدئة الأوضاع لما فيه مصلحة الطرفين، من أجل تفعيل مشروع اتحاد المغرب العربي، الذي ظل مجمدًا منذ تأسيسه في مدينة مراكش المغربية في العام 1989، والمشكل من كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.