الرباط ـ رضوان مبشور
وصل عصر الاثنين إلى الرباط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في إطار زيارة رسمية إلى المغرب تستغرق يومين، ورافقه وفد من 300 شخصية دبلوماسية ورجال أعمال وصحافيين أتراك، حيث كان في استقباله رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران.
وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها لأردوغان للمغرب، بعد مرور قرابة 10 أعوام على ترأسه للوزارة
الأولى في تركيا، بعد الأولى التي كانت في العام 2005، والتي أثمرت توقيع اتفاقات عدة تهم في الأساس التبادل الحر بين البلدين، وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2006.
وقام رئيس الوزراء التركي بزيارة لضريح الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني في مسجد حسان في الرباط للترحم عليهما. وسيلتحق في ما بعد بمدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة أكدال في الرباط، التي ستشهد حفلا خاصا سيتسلم من خلالها أردوغان دكتوراة فخرية من الجامعة، تقديرا لإنجازاته السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومن المنتظر أن يلتقي ليلة الاثنين رجال الأعمال الأتراك بنظرائهم المغاربة من أجل البحث في فرص الاستثمار المشترك وتبادل الخبرات، فيما يتضمن جدول أعمال الزيارة توقيع اتفاقات جديدة بين البلدين، بهدف الوصول بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
يذكر أن اتحاد أرباب العمل في المغرب، المعروف اختصاراً بـ"الباطرونا" قرر صباح الاثنين بشكل رسمي ومفاجئ مقاطعة الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمغرب، احتجاجا على عدم إشراكه من طرف حكومة عبد الإله بنكيران في الترتيبات الخاصة بالزيارة وعدم استشارته في نوعية وطبيعة المباحثات التي ستجمعهم بنظرائهم الأتراك، وبخاصة في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، كما احتجوا على عدم إشعارهم بزيارة أردوغان للمغرب إلا قبل 3 أيام، وهو ما تراه "الباطرونا" تقليلا من حجمها ودورها في المجال الاقتصادي.
ومن المعلوم أن الميزان التجاري بين البلدين يشهد حاليا عجزا واضحا من جانب المغرب، حيث لا تتعدى الصادرات المغربية نحو تركيا 260 مليون دولار سنويا، مقابل أكثر من 760 مليون دولار من الواردات التركية. وتركز الشركات التركية العاملة في المغرب أساسا على مجالات البناء والأشغال العمومية كبناء الطرق والسكك الحديدية، إلا أن قيمة الاستثمارات التركية لا تتعدى 0.5 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية في المغرب.