نواكشوط – حبيب القرشي
نواكشوط – حبيب القرشي
تترقب الساحة السياسية الموريتانية السبت عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من زيارة خاصة إلى باريس استمرت أربعة أسابيع، وسط جدل سياسي حاد بشأن مضاعفات علاجه من إطلاق النار الذي استهدفه في الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي شمال نواكشوط؛ طبقاً للرواية الرسمية، وبحسب مصادر في ديوان الرئاسة
فإن الطائرة الرئاسية ستصل إلى نواكشوط مساء السبت وعلى متنها الرئيس وأفراد أسرته.
وقالت مصادر قيادية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في تصريحات لـ"لعرب اليوم" إن الرئيس سيباشر ملف التحضير للانتخابات البرلمانية والمحلية المتوقع إجراؤها خريف هذا العام، فيما تقول المعارضة الموريتانية إنه من غير المقبول إجراء الانتخابات في ظل تسيير من جانب واحد، وفي ظل عدم اكتمال اللائحة الانتخابية، كما سيشرف خلال الأيام المقبلة على تدشين عدد من المشاريع التنموية، كما سيجري خلال أسابيع حواراً تلفزيونياً يرد فيه على افتراءات شيوخ المعارضة، وفق تعبيره.
ويترقب الموريتانيون اجتماعاً طارئاً الأحد لحكومتهم بعد أربعة أسابيع من غياب اجتماعاتها نظراً لسفر الرئيس، وشارك الرئيس الموريتاني في أيار/مايو في اجتماع الدول المانحة المنظم عن الجارة مالي في بروكسيل أواسط الشهر المنصرم، قبل أن يغادر إلى باريس في زيارة خاصة بعيدا عن أضواء الإعلام، لم يقطع عدم علانيتها إلا ظهوره منتصف الأسبوع الماضي في حفل في مقر اليونسكو لتسليم جائزة أممية للسلام للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبعد ذلك رفقة حرمه في الإليزيه، وتعيش موريتانيا وضعاً إقليميا خاصاً حيث ما زالت الحرب المندلعة في مالي المجاورة تلقي بظلالها على الوضع المحلي في ظل وجود عشرات الآلاف من اللاجئين من إقليم أزواد في شمال مالي في أقصى الشرق الموريتاني.
وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات شبه العامة في تشرين الأول/أكتوبر 2011، إلا أنها تأجلت مرتين إلى تاريخ غير مسمى نتيجة لأزمة سياسية مستفحلة في البلد، وأعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات عن المضي قدما في تنظيمها تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وشرعت في الإجراءات التمهيدية لذلك كما بدأت أحزاب الأغلبية في تهيئة مرشحيها لتلك الاستحقاقات، غير أن المعارضة الموريتانية أعلنت رفضها المشاركة في الانتخابات ما لم يتم تشكيل حكومة توافقية تشرف عليها وهو ما يرفضه ولد عبد العزيز وأنصاره بحزم ويصرون على التوجه للانتخابات حتى من دون المعارضة، وقال القيادي المعارض، محمد ولد الشيباني في تصريح لـ"العرب اليوم" إن المعارضة لن تقبل بإجراء انتخابات أحادية وستمنع تنظيمها بشتى الوسائل المتاحة بما فيها القوة.
وعاشت البلاد خلال العام الماضي على وقع مطالبة المعارضة الموريتانية للرئيس محمد ولد عبد العزيز بالتنحي عن السلطة، غير أن الاستقبال الكبير الذي حظي به ولد عبد العزيز لدى عودته من رحلته العلاجية الأولى في باريس خلط أوراق المعارضة حسب الأغلبية.