الجزائر ـ سميرة عوام
أبرزت مصادر إعلاميّة جزائريّة ومصريّة تصريحًا ناريًا للمرشح المحتمل للرئاسة في مصر عبد الفتاح السيسي، بشأن إمكان اجتياح الجزائر في ثلاثة أيام، وهو الملف الذي اعتبرته الأحزاب السياسيّة، والحكومة، الجزائرية، بمثابة تحدٍ من طرف السيسي، بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما أدى إلى زيادة التوتر، وترقب الوضع الأمني بين البلدين، لاسيما أنَّ نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قد زادوا من حدة التأويلات، التي أخذت منحنى آخر.وحذّرت جمعيات تنشط في حقوق الإنسان في المغرب العربي من انسياق البلدين وراء ما ينشره الإعلاميون والكتّاب وصُنّاع الرأي العام، تفاديًا لأي انفلات أمني، أو تزايد في الصراعات بين الجزائر ومصر، معتبرة أنَّ "هذا لا يخدم الملف العربي في الوقت الراهن، لاسيما أنَّ غالبية الشعوب العربية تعيش في ضوء الفوضى والثورات والصراعات الطائفية".
واعتبر المحلّلون السياسيّون في الجزائر أنَّ "هناك جهات تريد إقحام ورقة الفتنة بين البلدين، وإثارة حرب وهمية، بالتزامن مع ارتفاع حدّة العصبية الفارغة، والحميّة الوهميّة، التي لا تبني شيئًا".
من جهته، أوضح موقع "صدى البلد" المصري أنَّ "كلام السيسي تمَّ تحريفه عن سياقه"، مبيّنًا أنَّ "السيسي أكّد في تصريحه أنَّ الجيش المصري قادر على مساعدة أي جيش في المنطقة، سواء الجزائر، أو ليبيا، أو المغرب".وطالب مثقفوا الجزائر، أمام هذه الشكوك والريبة في تصريحات السيسي، لاسيما إذا كان السيسي قد استغل مرض الرئيس بوتفليقة، لضربه في عقره داره، المرشح لرئاسة مصر أن يقدم اعتذارًا للشعب الجزائري.يذكر أنَّ ملحمة أم درمان في السودان كانت قد خلّفت، في وقت مضى، توترًا سياسيًا بين البلدي، تحوّل إلى حرب إعلامية وكلامية، كادت أن تنحرف عن مسارها، بسبب كرة القدم، بعد تأهل الفريق الجزائري إلى كأس العالم، عقب الفوز على نظيره المصري.