الرباط - المغرب اليوم
نجح الملف الثلاثي المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، في كسب تأييد الاتحاد الدولي لكرة القدم، كأول نسخة من المونديال تقام في قارتين مختلفتين، وسيكون المغرب تبعا لذلك البلد العربي الثاني الذي يحتضن النهائيات بعد قطر التي نظمت نسخة 2022 والبلد الأفريقي الثاني بعد جنوب أفريقيا في 2010.
واكتسب الملف الإيبيري المغربي قوته من معطيات عدة لعل أهمها، قرب المسافة بين المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية، (إسبانيا والبرتغال)، ما جعل تنظيم البطولة بين قارتين أمرا ممكناً، مما يسهل للجماهير التنقل بين الدول الثلاث لمتابعة المباريات، وهو التقارب الذي تسعى “الفيفا” لترسيخه كمبدأ من مبادئها العامة من خلال تقريب الشعوب والثقافات عبر البطولات.
كما لعبت البنية التحتية القوية في البلدان الثلاثة، (من ملاعب ومنشآت رياضية متطورة ومطارات ووسائل نقل..)، دوراً مُهماً في منحهم هذه البطولة الدولية، فضلاً على الاستقرار الاجتماعي والتطور الاقتصادي والشغف الجماهيري لكرة القدم في هذه الدول.
يتابع كأس العالم قرابة 4 مليارات نسمة حول العالم، ويعود احتضان الدول للفعاليات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم، بفوائد جمّة على الدولة المستضيفة على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وبالتالي فإن احتضان المغرب لنهائيات هذه البطولة يعني إشعاعاً للمملكة على الصعيد الخارجي كأحد النماذج الناجحة في العالم العربي وفي القارة الأفريقية، إضافة إلى دعم مكانة المغرب كوجهة سياحية جذابة عقب انتهاء المسابقة.
من جهة أخرى، سيصبح المغرب قبلة المستثمرين من كل أرجاء العالم، باعتباره يشكل نموذجا ناجحا، بجانب توافر بنية تحتية ومناخ اقتصادي يشجعان على الاستثمارات الضخمة. فضلا عن ذلك، فإن احتضان كأس العالم سيجعل من المغرب خلية عمل من أجل إنجاح هذا التحدي، مما سيوفر فرص عمل جديدة تقدر بعشرات الآلاف، إذ من المرتقب أن يتم استثمار مبالغ كبيرة من أجل مزيد من تطوير البنية التحتية، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات النقل والنزل والملاعب.
وكانت الدراسات بقد بدأت بخصوص مشروع إنجاز القطار الفائق السرعة “TGV” الذي سيربط بين مراكش وأكادير، و الذي تصل مسافته إلى 320 كم. إذ من المنتظر أن يستقطب المغرب على الأقل مليون مشجع من كل أصقاع العالم بعد فوز ملفه الخاص بتنظيم النسخة بعد المقبلة من المونديال، ووفقا لعدة خبراء، فإن احتضان المغرب لكأس العالم سيسهم بشكل كبير في مزيد من الازدهار للقطاع السياحي الذي يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، حيث تخطط وزارة السياحة للوصول إلى 26 مليون سائح سنويا في أفق عام 2030، وهو رقم قد يرتفع أكثر بعد احتضان المغرب للمسابقة الأبرز في العالم.
كما سيحصل المغرب على عائدات مالية ضخمة من تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، وكانت قطر حصلت على عائدات مالية مباشرة وغير مباشرة تناهز الـ17 مليار دولار من احتضانها مونديال 2022.
قد يهمك ايضاً