الرباط -المغرب اليوم
تسليطا للضوء على جوانب الإبداع الأدبي في شخصيتين مغربيتين عرفتا بعملهما الحقوقي والسياسي، هما الحقوقي محمد السكتاوي والفاعل السياسي والثقافي عبد السلام بوطيب، استقبلت المكتبة الوطنية لقاء أدبيا لقراءة وتوقيع أحدث أعمالهماستقبل هذا اللقاء الثقافي مبنى مكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، السبت، بمبادرة من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومنشورات دار التوحيدي، ونوقشت خلاله مضامين ديوان محمد السكتاوي الشعري "الشرفات الأربعون" ورواية عبد السلام بوطيب "الشجرة الهلامية".
ويعد هذا النشاط الثقافي أيضا من أولى مبادرات النقاش، في لقاءات وندوات حضورية، للإبداعات المغربية التي ألهمها كتابها في فترة "الحجر الصحي" أو خلال جائحة "كورونا" المستمرةوأطل الكاتب والباحث أنور المرتجي على ديوان السكتاوي، مستحضرا "مسؤولية القراءة"، ورابطا إياه بنص "الكوليرا" للأديبة نازك الملائكة.وتحدث المرتجي عن القطيعة التي خلقها هذا العمل الإبداعي منذ بدايته مع الجائحة، التي "علمتنا التخلي عن كل المراجع القبلية السابقة"، ب"عملية تخريب جميلة للمعايير اقتصادا وثقافة وخيالا".
واستعار المتحدث لفظ "الالتزام" وأضفى عليه معنى حرص السكتاوي على تضمين ديوانه أشعارا "لا تنتمي إلى مرحلة سابقة" على "كورونا"؛ وهو التزام تتبع ملامحه ابتداء من العنوان الذي يحيل إلى الحجر وأيامه الأربعين، علما أن الحزن على الميت يستمر في ثقافة هذه البقعة من العالم (شمال إفريقيا) أربعين يوما.
ويموقع المتحدث هذا الديوان ضمن التجارب الأدبية "الديستوبية"، التي تقف على نقيض الكتابات "اليوتوبية" السابحة في آمال "المدينة الفاضلة"، علما أن "أدب الوباء موجود دائما".ومن بين ما تحدث عنه المرتجي حضور المعجم الصوفي في الديوان والقصائد التي تطبعها "نوستالجيا الطفولة"، ومناجاة محمد السكتاوي للشخص الذي كانه.
من جهته، تحت الأستاذ الجامعي جمال بندحمان عن رواية "الشجرة الهلامية"، محاولا فك الارتباط داخلها "بين الحقوقي والمدني والسياسي والروائي"، في عمل "خاض فيما لا حصر له من القضايا والوقائع التاريخية والحقوقية"..ويعتبر بندحمان الشجرة في هذا العمل الأدبي "استعارة كبرى"، بفعل طبيعتها المحرجة ثقافيا وتاريخيا وسياسيا؛ وهي استعارة "للخوض في قضايا محرجة ومستعصية، وآراء لا يخوض فيها الكاتب بل تقولها الشجرة"، تتحدث عن الريف وقضاياه، والهوية ومطباتها، والدين وموظفيه، والاعتقال السياسي، والإنصاف والمصالحة ومآله، والربيع العربي وأوهامه، والجائحة، والعمق الإنساني..
ويقول القارئ إن هذا العمل الجديد "مؤلف مركب" أو "رواية مركبة" باستحضار كتابتها بنظام اليوميات، ومجاورة أحداث لا تسير بشكل خطي، ونظام التقطيع الذي يعد من خصائص الأشرطة السينمائية، والتداعيات التي تكون مناسبة للحديث مع الشجرة حول عدد من القضايا؛ مما يخلق "علاقة التماهي بين الكاتب والرواية".
ويرى القارئ في هذا المؤلف "طبقات للمعنى، كل قارئ يمكنه الاستمتاع بإحداها..."؛ فهي "رواية ثقافية لا تشتغل على حواشي المعنى، للمتعة، بل تشتغل في عمق الثقافة"، قبل أن يجمل بالقول إن "الشجرة الهلامية" تمثل "كتابة مختلفة، وفي الاختلاف يكمن الإبداع".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
17461 عنوانا في ست سنوات المكتبة الوطنية تصدر البيبليوغرافيا الوطنية