الرباط -المغرب اليوم
يدنو سعيد من خزانة حديدية فيلتقط منها كتابا من القطع المتوسط يتضمن الأعمال الكاملة للشاعر السوري نزار قباني.الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا وقد بدأ في تقليب صفحات الكتاب، الذي يضم ستين قصيدة ونيف للمبدع الدمشقي المعروف بحساسيته النادرة، سعيد يبحث عن قصيدة بعنوان "الأمير الخرافي توفيق قباني.""كجفون أبيك هي الكلمات ومقصوصة، كجناح أبيك، هي المفردات"، يقول قباني في مطلع القصيدة التي يرثي فيها وفاة ابنه توفيق الذي اقتنصه الموت وهو في السابعة عشرة من العمر بسبب مرض على مستوى القلب.يتلذذ سعيد بقوة الوصف وجمال الكلمة في قصيدة قباني فيعيد قراءتها المرة تلو الأخرى.دقائق قليلة بعد ذلك، يحدث رفيقه المنشغل بتصفح حائطه الفايسبوكي واحتساء القهوة عن شغف الشاعر السوري وقدرة كتاباته على النفاذ بسرعة إلى أعماق القلوب ودغدغة المشاعر والأحاسيس.
"القراءة لقباني تسمو بالروح وتجعلك ترى العالم من حولك بشكل مغاير تماما"، يقول سعيد.يخبره صديقه بأنه لم يسبق له أن طالع لقباني. ويضيف أنه ليس بمقاطع لأعمال الشاعر، بل لكون علاقته بالكتاب على العموم تظل محتشمة، خاصة في رحاب فضاء مخصص في الأصل لتجزية الوقت وتبادل الحديث.
قد يهمك ايضاا