الرباط - المغرب اليوم
ترجمة جديدة لكتاب الباحثة المغربية أسماء المرابط “القرآن والنساء: قراءة للتحرر” إلى اللغة الفارسية جاد بها قلم المترجم محمد عسكرى.هذا الكتاب الذي نشر قبل 14 سنة باللغة الفرنسية، نقل إلى اللغة العربية، وترجم إلى الإيطالية والإسبانية، وهو من أبرز العناوين التي خطتها الباحثة الطبيبة أسماء لمرابط، التي سبق أن ترأست مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.
وقالت المرابط إنها فوجئت منذ سنة عندما طلب منها مجموعة من الأساتذة الإيرانيين ترجمة هذا العمل، وأضافت: “فرحت؛ فهذا شرف، فقليل من الكتابات العربية ترجمت إلى اللغة الفارسية، ويدل هذا على أن هناك حاجة أساسية للقراءات الروحانية والتحررية للنصوص ليس من خارج الدين بل من داخله”.وأكبرت المرابط صدور هذه الترجمة بالفارسية، “خاصة في ظل ما تعيشه النساء حاليا بإيران بسبب قراءة دينية فيها تمييز ضدهن”.
وفي عدد من محاضراتها في مجموعة من دول العالم، وعلاقتها مع الجامعات الدولية، ذكرت المتحدثة أنها قد لمست عند أكاديميات إيرانيات، يشتغلن خارج إيران، توجها لقراءة الدين بطريقة “تعمل من أجل تفكيكه، وإخراجه من مرجعيتهن، بسبب عيشهن تمييزا بسبب الدين”، وهو ما وصفته بـ”ردة الفعل السلبية المفهومة”، قبل أن تستدرك قائلة إن الموقف السليم هو “تقديم قراءات تحررية بالدين، من داخله لا من خارجه”.
وواصلت أن “هدف هذه الترجمة الجديدة، تقديم هذه القراءة للقراء الفارسيين، وهي قراءة بمرجعية دينية معاصرة، ليست علمانية ولا خارج الدين، بل تبحث عن العدل، وأخلاقيات القرآن.”
واسترسلت شارحة: “في هذا الكتاب، أعطِي الكلمة للقرآن، الذي يتكلم مع الرجال والنساء، ولكن كان تهميش لجانب مخاطبته النساء. أخذت نماذج بلقيس وزليخة ومريم وآسية، ونماذج مختلفة قرأتها، وبلورتُ نظرة حول هذه الخطابات القرآنية حول نساء”.
وزادت بأن “الجزء الثاني من الكتاب حول حوار القرآن مع النساء، فهناك آيات أسباب نزولها عند المفسرين والمؤرخين نساء، ونزل الوحي في أحايين مستجيبا لدعوة، شيئا ما، نقدية لنساء في ذلك العهد، ضاما إياهن لمجتمع الوحي. ومن بين ما أستحضره محاورة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في المساجد، واليوم لا نجد هذا في مساجدنا”.
وفي مقابل “نموذج تحرر غربي” واحد يقدَّم للنساء والرجال، تطمح أسماء المرابط من خلال أعمالها، ومن بينها هذا العمل المترجم، “إظهار أن هناك نموذجا تحرريا من داخل السياق القرآني”.وأجملت أسماء المرابط حول ترجمة كتاب “القرآن والنساء” إلى الفارسية، قائلة: “هذا الكتاب، من بين جميع أعمالي، وجد قبولا، لأنه يفسر سورةً بسورة وآية بآية”.
قد يهمك ايضاً