القاهرة - المغرب اليوم
يعد الفنان عادل إمام واحدًا من كبار القامات الفنية في الوطن العربي حيث أن جمهوره يمتد من المحيط للخليج من ملايين الأشخاص والأجيال المختلفة، وإستطاع على مدار خسمين عامًا أن يتربع على عرش الكوميديا العربية والفن بشكل عام حتى لُقب بـ"الزعيم".
وأهم ما يميز الفنان عادل إمام هو تمتعه بالذكاء الفني بشكل إستثنائي إستطاع من خلاله أن يُدير ويستغل موهبته الفنية بشكل صحيح جعلته يستمر في تقديم العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية على الرغم من ظهور العديد من الأجيال الفنية التي تعاقبت ولكنه ظل محافظًا على مكانته ونجاحه.
ويحتفل اليوم 17 مايو الفنان عادل إمام ومحبيه وجمهوره في كافة أنحاء الوطن العربي بيوم ميلاده، ونستعرض لكم كيف إستطاع عادل إمام إدارة موهبته وذكاءه الفني في مواكبة التغيير الذي شهدته السينما المصرية على مدار الخمسين عامًا الماضية ليظل هو البطل الأوحد في دور العرض السينمائي.
السبعينيات والبداية الكوميدية
كانت البداية الفنية للفنان عادل إمام منتصف ستينيات القرن الماضي مشاركًا في عدد من الأفلام السينمائية أمام كبار النجوم مثل فؤاد المهندس، شادية، صلاح ذوالفقار، حسن يوسف واخرين وإشتهر بتقديم الاداء الكوميدي لافتًا نظر الجمهور والمخرجين إليه على حد سواء لتلك الموهبة الجديدة.
مع بداية فترة السبعينيات بدأ عادل إمام في تقديم البطولة المطلقة في السينما المصرية بعدد من الأفلام الكوميدية والتي تميزت بنوع كوميديا جديد مختلف عن من سبقوه وتميز بها ابناء جيله بشكل عام مثل سعيد صالح، يونس شلبي، محمد عوض ولكن ظل عادل إمام منفردًا ليقدم العديد من الأفلام في تلك الفترة والتي حققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور مثل "الازواج الشياطين، البحث عن المتاعب، رجب فوق صفيح ساخن، البعض يذهب للمأذون مرتين" والعديد من الأفلام الأخرى.
الثمانينيات .. السينما الواقعية والأكشن
حقق عادل إمام نجاحًا كبيرًا على مستوى السينما بفترة السبعينيات ولكن مع بداية ثمانينيات القرن الماضي أدرك عادل إمام بأن السينما تتغير وتشهد نوعاً جديداً من الأفلام مع ظهور جيل جديد من الكتاب والمخرجين مثل وحيد حامد، عاطف الطيب، محمد خان، سمير سيف، مصطفى محرم وأخرون.
ليبدأ بشكل تدريجي تقديم أفلام تنتمي للسينما الواقعية و"الأكشن" مثل أبناء جيله في تلك الفترة أحمد زكي، نور الشريف، محمود عبد العزيز وبدأها بفيلم "الجحيم" عام 1980، وتبعها بفيلم "أمهات في المنفى" 1981 و"الإنسان يعيش مرة واحدة" 1981، "الغول" 1983 وفيلم "الأفوكاتو" والذي لم يكن الكوميديا المعتادة التي يعتمد عادل إمام عليها ولكنها تقدم جانباً كبيراً من الفانتازيا والفلسفة، وجاء أبرزها فيلم الحريف مع المخرج محمد خان عام 1984.
ولم يغفل عادل إمام في تلك الفترة ظهور موجة تحويل الأعمال الأدبية في السينما فقدم واحد من أروع أفلامه "حتى لا يطير الدخان" عام 1984 والمأخوذ عن قصة للأديب إحسان عبد القدوس، وحافظ عادل إمام بتلك الفترة على تقديم نفس نوعية الأفلام الكوميدية التي إشتهر بها بجوار تلك الأفلام فقدم "رمضان فوق البركان، زوج تحت الطلب، إحترس من الخط".
التسعينيات والإقتراب من الطبقة الكادحة
شهدت السينما المصرية في التسعينيات بعض الركود في الإنتاج السينمائي ولكن عادل إمام ظل محافظًا على جماهيريته لتأتي مرحلة سينمائية جديدة وهي الإقتراب من الطبقة الشعبية والكادحة بتقديم شخصيات وقصص تشبههم وتعبر عنهم في قالب سينمائي جمع بين الكوميديا والأكشن فجاءت أفلام "مسجل خطر، جزيرة الشيطان، حنفي الأبهة" كما شهدت تلك الفترة تعاونه الأبرز مع السيناريست الكبير الراحل وحيد حامد في تقديم عدد من الأفلام السينمائية الواقعية التي عبرت عن المجتمع بشكل كبير مثل "الإرهاب والكباب، المنسي، النوم في العسل، طيور الظلام".
كما دعم تلك الفترة أيضًا عادل إمام في تقديم أفلام تعبر عن البسطاء وتحمل قضايا هامة الكاتب لينين الرملي والذي تعاون معه في كتابة "الإرهابي" و"بخيت وعديلة" بأجزائه المختلفة حتى عام 2000.
الألفية الجديدة وسينما الشباب
مع بداية الألفية الجديدة تغيرت السينما المصرية بشكل كامل بظهور جيل جديد من الممثلين والمخرجين والمؤلفين بما عُرف في تلك الفترة بإسم "سينما الشباب" وذلك ما أدركه عادل إمام بذكائه الفني وكان عليه الإستمرارية التي حققت نجاحًا على مدار ما يقارب العشر سنوات قدم خلالها 9 أفلام سينمائية.
تلك الفترة إبتعدت أفلام عادل إمام عن الطبقة الكادحة لتقترب أكثر من نوعية الكوميديا التي إنتشرت بذلك الوقت فإستعان عادل إمام بمخرجين جدد مثل علي إدريس، عمرو عرفة ووائل إحسان وكان النصيب الأكبر بتلك الفترة للمؤلف يوسف معاطي الذي كتب عدداً كبيراً من تلك الأفلام.
كما شهدت تلك الأفلام إستعانة عادل إمام بجيل الشباب من الممثلين في أفلامه وذلك ذكاء منه وإستيعاباً لتلك المرحلة السينمائية الجديدة فتعاون مع نيكول سابا و خالد سرحان ومجدي كامل في "التجربة الدنماركية" عام 2003 وشريف منير وحلا شيحا في "عريس من جهة أمنية" 2004 و أحمد مكي وبسمة وشريف سلامة في "مرجان أحمد مرجان" عام 2007.
تاريخ سينمائي كبير من الصعب على أي فنان أخر صناعته والأصعب من ذلك هو الإستمرارية وحب الفن السينمائي لهذا الحد وتقبل التغيرات التي تحدث دومًا في المجال الفني، تلك الأسباب جميعها ما جعلت عادل إمام هو زعيم الفن في الوطن العربي دون منازع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
نجوم قررُوا الانسحاب من السباق الرمضاني في 2023 أبرزهم عادل إمام ويحيى الفخراني
عادل إمام أبرز المُكرمين في مهرجان السينما العربية بدورته الأولى