لندن - المغرب اليوم
تميَّز الأسبوع الحالي بأنه حافل بالنسبة لصناعة الملابس الداخلية، فقد استعانت شركة فيكتوريا سيكريت، المعروفة بعارضاتها النحيفات الطويلات، بعارضة ممتلئة للمرة الأولى في تاريخها منذ 42 عاما.
ففي إطار حملتها مع شركة بلو بيلا البريطانية قدمت الشركة الأمريكية العارضة ألي تيت كولتر في متاجرها إلى جانب العارضة المتحولة جنسيا مي سيمون ليفشيتز. ولعل هذا التحول يختلف عما أعلنه مدير التسويق السابق للشركة إد رازق بأنه فيكتوريا سيكريت ليست مهتمة بالاستعانة بعارضات من الحجم الكبير أو بمتحولات جنسيا. وترفع حملة فيكتوريا سيكريت وبلو بيلا الحالية وسما هو #loveyourself أو أحبي نفسك.
وتقول العارضة إلينا أوين، البالغة من العمر 22 عاما والتي حضرت إطلاق الحملة في متجر فيكتوريا سيكريت في شارع بوند ستريت بلندن، "عارضات فيكتوريا سيكريت عادة نحيفات للغاية وطويلات، وقد أثاروا ضجة في الماضي بشأن الإحجام عن الاستعانة بعارضات مختلفات عن هذا النمط".
وتضيف قائلة، "للأمانة، لم أكن أبدا معنية بفيكتوريا سيكريت لأنني ممتلئة أنا نفسي ،وبالتالي لم يكن العمل معهم يناسبني، ولكنني الآن أكثر انفتاحا فعندما تحتفي الشركات الكبيرة بالنساء الممتلئات أكون أكثر اهتماما بالتعامل معها". فمن استعان بتيت كوتلر، وهي بحسب المقاس البريطاني من 14 إلى 16، ومي سيمون ليفشيتز، هي بلو بيلا وليس فيكتوريا سيكريت.
وكانت حملة أخيرة لفيكتوريا سيكريت التي ظهرت فيها العارضة السمراء الممتلئة سولانغ فان دورن كان بالتعاون مع شركة For Love & Lemons، التي تتخذ من لوس أنجلس مقرا لها. وفي ما استعانت شركة بينك، الشقيقة لفيكتوريا سيكريت، خلال العام الجاري بالعارضة المتحولة جنسيا فالانتينا سامبيو إلا أن فيكتوريا سيكريت نفسها لم تقدم على هذه الخطوة بعد.
ويقول بول ليجويز، المحلل بسيتي غروب، إن الشركة بطيئة في الإقدام على "إحداث تغيير ذو مغزى"، مشيرا إلى أن الأنماط الثقافية قد ابتعدت كثيرا عن فيكتوريا سيكريت. ويذكر أن شركة The Love & Lemons، التي تصفها فيكتوريا سيكريت بأنها نجمة الشمال في ما يتعلق بتوجهاتها التسويقية، قد انطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي فقط.
وتقول كاثرين كارتر، محللة الموضة والتسويق في Edited والتي تستخدم بيانات السوق لتحديد التوجهات، إن النساء يملن الآن لارتداء ملابس داخلية أكثر راحة، وأنعم، ومتجانسة مع شكل الجسم أكثر. وأضافت قائلة :"فهناك مثلا حمالات الصدر المثلثة التي زاد الطلب عليها كثيرا في الأسواق".
ففي بريطانيا زاد الطلب على حمالات الصدر المثلثة في العام الحالي 39 في المئة مقارنة بالعام الماضي. كما أن النساء يرغبن برؤية انعكاس التغييرات الاجتماعية على ما تعرضه الشركات مثل حملة أنا أيضا التي اكتسبت زخما في عام 2017. وتقول كارتر إن تمكين المرأة انعكس على الأفكار الشائعة حول ما هو المثير.
ومضت تقول: "إن النساء صرن يرتدين الملابس لأنفسهن، ولا يعنيهن الأفكار النمطية عن الملابس الداخلية". وتقول ماريا ستكوفا، البالغة من العمر 26 عاما وهي من جمهورية التشيك، إن فيكتوريا سيكريت تكون في بعض الأحيان "مثيرة للغاية"، ولكنها معجبة بالعلامة التجارية، وهي سعيدة برؤية العارضة تيت كوتلر "لأنني لست نحيفة".
"تطور"
واعترف جون ميهاس، وهو ثالث رئيس تنفيذي لفيكتوريا سيكريت في ثلاث سنوات في يوم المستثمر الذي أقامته الشركة الشهر الماضي، بحاجة الشركة لأن تتطور. ولدى سؤاله حول العوامل التي تمثل خلفية هذه الخطوة، قال :" ردود الفعل من مواقع التواصل على عملنا، والاستجابة لأنا أيضا، وخليط من ذلك كله". وقد انعكست محدودية شفافية فيكتوريا سيكريت في ما يتعلق بالتسويق على المبيعات.
فرغم أنها مازالت علامة تجارية كبيرة وبلغت عائداتها العام الماضي 7.3 مليار دولار، لكنها يبدو أنها تسير في الاتجاه الخاطئ بتجاهلها للتوجهات الجديدة. فالماركات التجارية الجديدة التي تمثل كل أنواع النساء تزدهر.
ما هي فيكتوريا؟
فيكتوريا سيكريت ليست مجرد اسم لشركة ملابس داخلية إنها مجموعة أفكار عن زبائن الشركة، بحسب ميهاس.
وأضاف قائلا، "هي فتاة جامعية، الأب انجليزي والأم فرنسية، وهي في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات، وعالمية، ولديها الكثير من الأصدقاء". ومن الأمور الملموسة في أداء فيكتوريا سيكريت "إعادة التقييم" في عرضها السنوي الذي تقدم فيه ما يعرف بالملائكة ذوات الأجنحة بكعوب عالية وملابس داخلية.
ولم تجذب التغطية التلفزيونية لحفل عرض الأزياء الخاص بها أكثر من 3.3 مليون مشاهد في عام 2018 بينما كانت هذه التغطية تجذب يوما 12.4 مليون مشاهد. وأثرت شركة Savage X Fenty للملابس الداخلية التي أطلقتها المغنية والممثلة وسيدة الأعمال ريانا على أعمال فيكتوريا سيكريت، وتخاطب شركة Savage X Fenty مختلف أنواع النساء.
قد يهمك ايضًا: