لندن - المغرب اليوم
كشفت دراسة جديدة أن التقلبات التلقائية في نشاط الدماغ البشري ربما تؤثر على اتخاذ الناس قرارات محفوفة بالمخاطر.
ويقول العلماء إن التغييرات التي تحدث من دقيقة إلى أخرى، المرتبطة بمستويات الدوبامين، يمكن أن تفسر سبب تناقض الأشخاص وحالة عدم العقلانية لديهم، أحيانا، حيث تشير الدراسة إلى أن التباين السلوكي البشري قد لا يكون عشوائيا، وإنما متعلق بحالة الدماغ الداخلية.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور توبياس هاوزر، من معهد كوين سكوير لطب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن: "نعلم أن الدماغ نشط باستمرار، حتى عندما لا نفعل أي شيء، لذلك تساءلنا عما إذا كان هذا النشاط يؤثر على صنع القرار لدينا".
اقرا ايضا:
مكملات "فيتامين د" لا تقي من أمراض القلب والسكتة الدماغية
وأضاف: "يبدو أن سلوكنا غير المتسق يتم تفسيره جزئيا بما يقوم به دماغنا عندما لا نفعل شيئا".
وبحسب المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور روب روتليدج، من معهد كوينزلاند لأمراض الأعصاب في جامعة كوينزلاند كوليدج: "ربما تطورت أدمغتنا لتكون لديها تقلبات تلقائية في منطقة الدماغ الرئيسية لاتخاذ القرارات لأنها تجعلنا أكثر قابلية للتنبؤ وقدرة على التعامل مع عالم متغير".
وتابع الباحثون 43 شخصا خلال قيامهم بالمقامرة أثناء وجودهم داخل ماسح للتصوير بالرنين المغناطيسي، وطُلب منهم الاختيار بين عرض آمن (بكسب مبلغ صغير من المال)، وآخر محفوف بالمخاطر (بلعب القمار لمحاولة الحصول على مبلغ أكبر من المال)، وإذا اختاروا العرض المحفوف بالمخاطر وخسروا، فلن يتلقوا شيئا.
وراقب الفريق النشاط في منطقة الدماغ التي تحتوي على معظم خلايا الدوبامين العصبية. والدوبامين هو ناقل عصبي يعرف بأنه يلعب دورا رئيسيا في صنع القرارات المحفوفة بالمخاطر، وعندما يكون النشاط في هذا الجزء من الدماغ (الدماغ المتوسط)، مرتفعا جدا أو منخفضا جدا، يُطلب من المشاركين اتخاذ قرار بين خيار محفوف بالمخاطر وآخر آمن.
ووجدت الدراسة أنه عندما كانت منطقة الدماغ في حالة نشاط منخفض، كان المشاركون أكثر عرضة لانتقاء الخيار المحفوف بالمخاطر مقارنة بحالة النشاط المرتفع في أدمغتهم، فعند تقييم تأثير تقلبات الدماغ، يقول الباحثون إن حجم التأثير مماثل للعوامل المعروفة الأخرى المؤثرة على سلوك المخاطرة، بينها الأدوية التي تؤثر على الناقل العصبي، الدوبامين، والتي يتم تناولها بشكل روتيني من قبل مرضى الشلل الرعاشي.
ويرغب الباحثون أيضا في مواصلة أبحاثهم لمعرفة ما إذا كانت الاختلافات في نشاط الدماغ لها تأثيرات أخرى.
قد يهمك أيضًا: