الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
الأشخاص في المجتمعات الحديثة والصناعية يفقدون قدرتهم على هضم النباتات

لندن ـ المغرب اليوم

تفتقر النظم الغذائية الغربية والصناعية بشكل خطير إلى الألياف، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في الطريقة التي تهضم بها أمعاؤنا المواد النباتية الصعبة.وعلى الرغم من أن الفواكه والخضروات تشكل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي البشري، فقد بدأ العلماء للتو في فهم كيفية تحلل أجسامنا للمركب العضوي الأكثر وفرة على وجه الأرض (السليلوز)؛ المادة الصلبة التي تبطن جدران خلايا النباتات.والآن، اكتشفت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين ميكروبات غير معروفة سابقًا مختبئة في الأمعاء البشرية قادرة على تحطيم السليلوز.

ولعقود من الزمن، كان من المفترض أن السليلوز لا يمكن تفكيكه بواسطة جسم الإنسان كما هو الحال في أمعاء الأبقار أو الخيول أو الأغنام أو الثدييات الأخرى. لكن فقط في عام 2003 اكتشف العلماء بكتيريا الأمعاء البشرية التي يمكنها هضم هذه الألياف.واعتمدت الدراسة الأخيرة على جينات تلك البكتيريا نفسها للبحث عن بكتيريا أخرى مثلها.وقد استخدم التحليل الشامل عينات من البراز لاختبار ميكروبيوم الأمعاء لدى البشر من أوقات ومناطق مختلفة. فيما تشير النتائج إلى أن لدينا قواسم مشتركة مع حيوانات المزرعة أكثر مما كنا نعتقد من قبل؛ فلقد تبين أن أحشاءنا تحتوي على عدة أنواع من الميكروبات التي تتغذى على السليلوز والتي لم تتمكن من ملاحظتها حتى الآن.

ويرتبط أحد الأنواع ارتباطًا وثيقًا بالثدييات ذات الحوافر التي تمضغ المجتر، ويرتبط نوع آخر بالرئيسيات، وآخر بالبشر. بينما تنتمي الثلاثة جميعاً إلى جنس
Ruminococcus (المعروف بوجود ممثلين له في أمعاء الإنسان السليمة - وغير الصحية). كما تمتلك جينات تشارك في هضم السليلوز.وفي عينات البراز المأخوذة من الصيادين وجامعي الثمار، وسكان الريف، والبشر القدماء الذين عاشوا قبل ما بين 1000 إلى 2000 عام، كانت الأنواع الثلاثة من الميكروبات وفيرة.ومع ذلك، في المجتمعات الحديثة والصناعية، كانت نفس الميكروبات المعوية «نادرة بشكل واضح».

من أجل ذلك، كتب مؤلفو الدراسة الجديدة التي قادتها عالمة الأحياء الدقيقة سارة مورايس «ان هذه النتائج مجتمعة تشير إلى انخفاض هذه الأنواع في الأمعاء البشرية، ومن المحتمل أن يتأثر ذلك بالتحول نحو أنماط الحياة الغربية». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «العلوم».

ويوضح الباحثون أنه من الممكن أنه إذا تم حرمان ميكروبات Ruminococcus من الألياف النباتية، فإن أعدادها في الأمعاء تنخفض. غير ان الخوف هو أن هذه الأنواع المفقودة تساهم بطريقة أو بأخرى في ضعف الصحة الأيضية بين الأشخاص المعاصرين والمتحضرين. لكن لا يزال هذا الاحتمال بحاجة إلى دراسة. غير ان مؤلفي الدراسة الحالية يعتقدون أنه «قد يكون هناك احتمال لإعادة إدخال هذه الأنواع أو إثرائها بشكل متعمد في الأمعاء البشرية من خلال المكملات الغذائية أو البروبيوتيك المتخصصة».

جدير بالذكر، تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن المبادئ التوجيهية الحالية بشأن تناول الألياف منخفضة للغاية في المجتمعات الصناعية، وأن صحة الإنسان قد تعاني نتيجة لذلك. فيما تظهر الأبحاث الأولية أن مكملات السليلوز، مثل الألياف النباتية، يمكن أن تؤدي إلى فوائد صحية متعددة ومتنوعة، بما في ذلك التغيرات بميكروبات الأمعاء، والاستجابات المناعية، والتعبير الجيني. لكن هذا الطريق من البحث ككل «غير مستكشف إلى حد ما».

وفي حين تبدو الارتباطات واعدة، فإن الآليات الأساسية غامضة إلى حد كبير.ان الدراسة الحالية تعتبر خطوة مهمة إلى الأمام، لأنها تسلط الضوء على بكتيريا الأمعاء التي لم تكن معروفة سابقًا والتي قد تكون من اللاعبين المهمين بصحة الأمعاء البشرية تاريخيًا.وفي هذا الاطار، فان التحليل التطوري يشير بقوة إلى أن سلالة بكتيريا Ruminococcus المرتبطة بالإنسان قد انتقلت إلينا في الأصل من أمعاء الحيوانات المجترة؛ ربما أثناء التدجين. وبالتالي فإن العيش مع الحيوانات ربما أدى إلى تحسين قدرتنا على هضم النباتات.

ومنذ أن سيطرت ميكروبات Ruminococcus على أحشائنا، جعلت من جسم الإنسان جسمًا خاصًا بها.وبالمقارنة مع أنواع المكورات الرومينوكوكوس الموجودة في أمعاء الثدييات الأخرى والرئيسيات غير البشرية، يبدو أن تلك الموجودة فينا قد تكيفت مع نظامها البيئي الجديد واكتسبت جينات من ميكروبات الأمعاء المجاورة. وبعد آلاف السنين، قد يكون هذا «الاستعمار» الفذ تحت التهديد. لكن في بعض أنحاء العالم، ربما لم تعد الأمعاء البشرية توفر موطنًا مناسبًا لهذه الميكروبات. وعليه؛ فان الذي يفعله هذا بصحتنا غير معروف حاليا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تناول الفواكه الغنية بالكالسيوم والألياف يساعد على تقوية الأسنان الضعيفة

علماء روس يكتشفون وسيلة لاستعادة الأنسجة العصبية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دراسة تكشف عن وجود صلة بين أدوية البروستات الشائعة…
نصف ساعة مشي فقط في اليوم تُقلّل من خطر…
دراسة حديثة تكشف أن أدوية شائعة لضغط الدم قد…
الصحة الفلسطينية تؤكد 25 قتيلاً بقصف إسرائيلي في مواصي…
الحكومة الصومالية تٌعلن أن عدد الوفيات الناتجة عن تفشي…

اخر الاخبار

الأمن المغربي بالدار البيضاء يحجز كمية كبيرة من المفرقعات…
البحرية الملكية تٌخصص 3 قوارب لمٌواصلة عملية البحث عن…
الدرك الملكي بميدلت يٌعلن إحباط عملية تهرّيب كمية كبيرة…
الحكومة المغربية تٌصادق علي مرسوم يشمل زيادة تدريجية في…

فن وموسيقى

تطور الأزمة بين شيرين وحبيب وتحرير محضر بالتعدي ضد…
"صاحبة السعادة" إسعاد يونس تكشف أسرار مشوارها الفني وكواليس…
محمد رمضان يتراجع عن اعتذاره عن إحياء حفله في…
سميرة سعيد تُشيد بمكانة الأغنية المغربية وتعد جمهور موازين…

أخبار النجوم

يسرا تكشف عن سعادتها بعودتها للمسرح في «ملك والشاطر»
إياد نصار يكشف عن سبب تقديمه للشخصيات التوكسيك في…
عمرو يوسف يكشف تفاصيل بداياته الفنية
يوسف الشريف يُعلن مشاركته كعضو لجنة تحكيم في جوائز…

رياضة

وزير الداخلية الفرنسي يرّد علي الشائعات بشأن إلغاء بطولة…
رئيس الجامعة الملكية المغربية يدعّو جميع المتدخلين لمضاعفة الجهود…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعزز صفوف التعاون السعودي
المملكة المغربية تٌنافس الملف الإسباني على احتضان المباراة النهائية…

صحة وتغذية

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من…
اكتشاف جديد يمهد الطريق لعلاج مرض السكري النوع الثاني…
فوائد واضرار الأشعة فوق البنفسجية وكيفية الحماية منها
وزارة الصحة المغربية تٌعلن عن تسجيل 19 حالة إصابة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الصحة المغربي يُجري مباحثات مع المديرة الإقليمية لمنظمة…
أعشاب تعمل على تنقية الدم وطرد السموم من الجسم
دراسة أميركية تُحذر من أطعمة شائعة قد تُؤدي إلى…
الأطفال الذي يأكلون أطعمة مصنّعة يعانون من أمراض القلب…
الكشف عن عشرات آلاف الإصابات بالكوليرا في اليمن وأغلبها…