لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة بريطانية حديثة، عن أن بإمكان الشخص إنتاج فيتامين D في حالة استخدام الكريم الواقي من الشمس، في رد على الحملة المشتركة التي انطلقت خلال السنوات الأخيرة التي تحذر من حماية البشرة باستخدام تلك الكريمات.وقام أنطوني يونغ أستاذ البيولوجيا الضوئية التجريبية في معهد "سانت جون للأمراض الجلدية" في كينجز كوليدج في لندن،
بدراسة حالة 79 رجلاً وامرأة، ممن كانوا على وشك التوجه إلى عطلة لمدة أسبوع في تينيريفي، حيث تمت ملاحظة مستويات فيتامين D فور وصولهم، وبعد ذلك قاموا بوضع كريم الوقاية من الشمس في الفترة من بعد الإفطار حتى غروب الشمس.
وقال أنطوني، "نعلم أن الأشخاص لا يقومون عادة باستخدام كمية كافية من كريم الوقاية للحصول على الفوائد الكاملة منه، وينبغي عليك استخدام 2مغم من كريم الوقاية لكل سنتيمتر من البشرة، ولكن معظم الناس لايستخدمون شيئًا من هذا القبيل بنسبة كبيرة، ولقد حسبت أنه حينما يستخدم الأشخاص كريم الوقاية بعامل 30، تعني طريقة استخدامهم له الحصول على حماية تساوي عامل 4، لذلك فقد عرضنا لمجموعة واحدة كيفية استخدام الكريم، وقمنا بإعطائهم عبوة لكل يوم من كريم الوقاية من الشمس (SPF 15) مع إرشادهم بالكمية المناسبة التي ينبغي عليهم استخدامها، بينما سمحنا للمجموعة الأخرى باستخدام كريم الوقاية الخاص بهم، ووضع الكمية التي اعتادوا استخدامها".
وأظهرت النتائج، أنه "حتى أولئك الذين قاموا بوضع كمية كثيفة من الكريم، كانت لديهم زيادة ملحوظة في مستويات فيتامين D بعد أسبوع واحد، أما المجموعة التي استخدمت الكريم الخاص بها كانت لديهم زيادة في مستويات فيتامين D بنسبة 28 نانومول لكل لتر، ولكن كان لديهم حروق من الشمس كبيرة".
وأضافت نتائج دراسة أنطوني، الممولة جزئيًا من "Boots"، والتي من المقرر نشرها هذا العام، أن الأشخاص الذين تم تدريبهم على كيفية استخدام الكريم الواقي، زادت لديهم مستويات فيتامين D بنسبة 16 نانومول لكل لتر من الدم، ولكنهم لم يتعرضوا للإصابة بالحروق، ولا تزال هذه زيادة ملحوظة في مستويات فيتامين D.
ويمنع الكريم الواقي اختراق الأشعة الفوق بنفسجية، وهي جزء من أشعة الشمس التي تسبب احتراق الجلد، وعلى الرغم من ذلك، فإن تلك الأشعة هي أيضًا ما تحفز أجسامنا على إنتاج فيتامين D.
ويعتقد الدكتور يونغ، أن نتائج دراسته تظهر أن بعض الأشعة الفوق بنفسجية تخترق كريم الوقاية، في ما يعد فيتامين D ضروريًا لتقوية العظام، ولها فوائد صحية عدة أخرى، وأن هناك دراسات ربطت بين هذا الفيتامين وصحة القلب، وأنه قد يكون له دور في الوقاية من بعض أمراض السرطان، حيث نحصل من أشعة الشمس على 90 % من فيتامين D، و10 % فقط من الطعام.
وأفادت دوروثي بينيت أستاذ البيولوجيا الخلوية في سانت جورج في جامعة لندن، أنه "يٌقال أن تعرض الرأس والذراعين لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة كل يوم في فصل الصيف من دون كريم الوقاية، هو كافي لتعزيز الحصول على مستويات فيتامين D لغالبية الأشخاص، وإن الكريمات التي تحتوي على عامل وقاية أعلى، قد تؤدي إلى نتائج مختلفة، على الرغم من أن ذلك يُظهر أن بإمكانك المكوث آمنًا في الشمس، وأنك لا تزال تحصل على ما يكفيك من فيتامين D".