الرئيسية » آخر أخبار المرأة
العلم المغربي

الرباط - كمال العلمي

يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذه السنة بالنقاش الدائر حول تعديل مدونة الأسرة وما خلفه من جدل بين التيار الحداثي المطالب بإنصاف النساء وتمتيعهن بكامل حقوقهن والانتصار للحقوق الكونية، وبين التيار المحافظ المتشبث بمراعاة المرجعية الإسلامية في هذا التعديل المرتقب.

ومع دنو موعد انتهاء الهيئة المشرفة على تلقي مقترحات التعديلات ورفع تقريرها إلى الملك محمد السادس، فإن الجدل يحتدم، إذ يحاول كل تيار أن ينزل بثقله وأن تظهر مطالبه في المدونة المقبلة.

النقاش الهادئ عوض المزايدات السياسوية
عائشة كلاع، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، قالت إن خرجات التوجه المحافظ داخل المجتمع لمقاومة أي تغيير أو جيوب المقاومة هي ضد المجتمع، مؤكدة أن “من يرفض تغيير مقتضيات مدونة الأسرة لا يبحث عن تطوير المجتمع وضمان حقوق أفراده، خاصة النساء والأطفال”.

وأوضحت الفاعلة في مجال حقوق النساء، في تصريحها لهسبريس، أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، “من حقه أن يناقش كل القضايا المطروحة؛ لكن بشكل مسؤول بعيدا عن الخطابات التحريضية والمزايدات السياسوية”، مشددة على أن مناقشة الموضوع “تحتاج إلى أناس يمتلكون القدرة الفكرية والقانونية والحقوقية والهدوء والرزانة؛ لأنها قضايا مجتمع”.

وأضافت البرلمانية السابقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن “لغة التحريض والتهديد بالمسيرات تبقى مزايدات تسيء إلى الفاعل السياسي ببلدنا”.

وسجلت الناشطة الحقوقية، ضمن تصريحها، أن اقتراح الأحزاب الحداثية التقدمية وتأييدها مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان وتقديم الحركات النسائية مقترحاتها “لا يمس أحدا، والأمين العام للحزب ليس وصيا على الدين الإسلامي؛ لأن المجال الديني مؤطر بمؤسساته ومن لهم السلطة والاختصاص في هذا الباب”.

وأكدت المتحدثة نفسها أن المغرب يتوفر على إمارة المؤمنين ومؤسسات دينية؛ وبالتالي “هذا ليس اختصاصا لأمين عام يتزايد بقضايا مجتمع من أجل مصالح انتخابية”، مشددة على أن نقاش مدونة الأسرة يحتاج إلى حوار هادئ وليس لخلق احتقان داخل المجتمع، مضيفة أن “تبخيس النقاش كما جاء في كلمة الأمين العام فهو أمر متجاوز، والمسيرات هي أسلوب حضاري وليست للتهديد وابتزاز المؤسسات”، داعية إلى النقاش بعيدا عن المزايدات السياسوية “التي لن تقدم بل تفتح الباب أمام نقاش هامشي لا علاقة له بعمق الإشكالات التي يعرفها المجتمع المغربي”.

وسجلت المحامية أن مدونة الأسرة، التي اعتبرت في بدايتها تحولا وقفزة نوعية على مستوى ضمان مجموعة من الحقوق لفائدة النساء والأطفال، عرفت نوعا من الاختلالات وأبان تطبيقها عن نقص في مجموعة من القضايا التي بتأثيرها على المرأة والطفل وحقوقهما تؤثر على الأسرة والمجتمع.

معارضة الدين تعارض مع الدستور
في المقابل، تتشبث بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية التابع لحزب العدالة والتنمية، بوجوب الاحتكام إلى المقتضيات الواردة بالدين الإسلامي في موضوع مدونة الأسرة بدل الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

واعتبرت رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، في تصريحها للجريدة، أن كل ما يتعارض مع أحكام الدين الإسلامي من مقتضيات وردت في اتفاقيات دولية “فهي تتعارض بالتبع مع الدستور المغربي؛ وبالتالي لا يمكن تضمينها في التشريعات الوطنية”.

وسجلت قروري أن استدعاء المرجعية الكونية لحقوق الإنسان في مواجهة المرجعيات الدينية والدستورية لبلادنا “هو خطأ منهجي كبير؛ لأن مدونة الأسرة بطبيعتها تنتمي إلى مجال تشريعي مؤطر بمرجعية الشريعة الإسلامية وبمرجعية الدستور، وفي الوقت نفسه هي مرجعية مستوعبة لحقوق المرأة والرجل والطفل، وليست مخصصة لحماية فئة النساء ضد الرجال، وإنما هي مدونة قانونية لضمان استقرار الأسرة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع”.

وشددت المتحدثة ذاتها على وجوب التقيد بالمحددات المنهجية التي تؤطر التعديلات المنتظر إدخالها على مدونة الأسرة، على رأسها الإجابة عن الإشكاليات الحقيقية الموجودة في الواقع، والتي تشكل مصدر تهديد حقيقي لمؤسسة الأسرة؛ وذلك من قبيل الارتفاع المهول لنسبة الطلاق، وينضاف إلى ذلك وجوب الاحترام التام للمرجعية الإسلامية وللخصوصيات التاريخية والثقافية والحضارية للمجتمع المغربي، ثم احترام “الثوابت الجامعة المستقرة في أسمى قانون وهو الدستور، الذي يعتبر بأن “الأسرة القائمة على علاقة الزواج الشرعي هي الخلية الأساسية للمجتمع”، بالإضافة إلى “احترام التوجيهات الملكية الواردة في خطاب العرش لسنة 2022 ومضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس الحكومة والخطاب الافتتاحي للسنة التشريعية الجارية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الأميرة للامريم تترأس الاحتفال بيوم المرأة العالمي

مطالب الحرية والتعليم والمساواة تهيمن على اليوم العالمي للمرأة والأمم المتحدة تدعو لإشراك النساء رقمياً

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل
هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…
كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…
سيلينا غوميز تُصبح رسمياً واحدةً من أصغر النساء في…

اخر الاخبار

رياض المالكي يُشيد بالدعم الذي يُقدمه الملك محمد السادس…
الأونروا تؤكد محاولة إدخال مساعدات إلى غزة لكنها سرقت…
هجوم صاروخي من اليمن يستهدف وسط إسرائيل
نزار بركة يُعبّر عن الموقف الثابت لحزب الاستقلال والمغرب…

فن وموسيقى

الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…

أخبار النجوم

إلهام شاهين تكشف عن سعادتها بحصولها على تكريم خاص…
كريم عبد العزيز يتمنى أحدث أفلامه السينمائية "الأرض السوداء"…
شيرين عبد الوهاب تُعبر عن سعادتها بسبب الحفاوة الكبيرة…
المغربية ابتسام تسكت تكشف عن جديدها الفني المُرتقب عرضه

رياضة

"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…

صحة وتغذية

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…

الأخبار الأكثر قراءة

هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…
كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…