الرئيسية » آخر أخبار المرأة
هدى أبوعود تتحدَّى إعاقتها وتفتتح مشروع ناجح

غزة - محمد حبيب

تعاني الشابة الفلسطينية هدي أبو عود (33 عاما، من قطاع غزة) من إعاقة ناجمة عن إصابتها بشلل في الأطراف، ولكنها استطاعت أن تصنع لنفسها مكانا في المجتمع، لتتفوق به على الكثير ممن يملكون حواسهم وقدراتهم الجسدية الكاملة، ولم يستطيعوا أن يحققوا أي شيء في حياتهم , لتصبح نموذجا يسطر بأناملها اسمى معاني القوة والثابت, رغم إعاقتها الجسدية.ورغم اجتماع ظروفها المادية السيئة ووضعها الجسدي الخاص، لم تثني عن المضي بكل ثقة، لتشق في حياتها طريقا مملوءا بكل عزم, وإن ما زالت تحتاج إلى الكثير من الدعم للوصول إلى ما تصبوا إليه.وتقول هدى: كنت في بداية حياتي سلبية، أتوقع أن يبادرني الآخرون بالخير، وتلبية ما يجول في خاطري دون طلب منهم أو إيحاء، ولكن الحقيقة إن الناس في الحياة سائرون إلى الأمام لا يعيرون اهتمامًا بمن خلفهم، فمن لم ينهض بنفسه فلن يمد إليه أحد يده لينهضه، وهذا ما تأكدت منه بعد عدة أعوام عشتها دون إنجاز شيء يذكر.وتسرد هدى تفاصيل إعاقتها، قائلة: إن من يراني وأنا أجلس أو واقفة لا يتوقع أنني من ذوي الإعاقة, ولكن عندما أتحرك يكتشفون إصابتي وهي عدم القدرة على المشي والتحرك بطريقة طبيعية وعدم القدرة على التحكم بالأطراف بسهولة، بل أكون أترنح وأمشي ببطء وصعوبة.وبسبب إعاقتها، تركت المدرسة في سن مبكر وهي في سن الـ 13, لتجلس في المنزل، ولتبدأ قصة البحث عن مكان لها في إحدى المؤسسات التي تعتني بهذه الفئة، فلم تجد أية مؤسسة تهتم بها، بل جميعهم كانوا يستغلون وجودها ويلتقطون الصور ولا تحصل في المقابل على شيء، وفي بعض الأحيان، بعد عدة محاولات تحصل على مواصلات فقط.وتقول هدى: إن المؤسسات أخذت منها الكثير من الجهد والعمل المتواصل ولم تعطها شيء يستحق، وإذا أعطتها كانت تعطيها الفتات وكانت ترغب في دراسة الكمبيوتر، وأن تتخصص في هذا للمجال، لتقديرها أنه سيفتح لها المجال في حالة تعلمه في مجال العمل من قبل المؤسسات.واستطاعت أن تحصل على عدة دورات مختلفة في مجال السكرتارية والكمبيوتر، وتقول: رغم أنني حصلت على ما كنت أرغب في تعلمه، ولكنني لم أجد نفسي في هذا المجال، رغم حبي الشديد له، لأقرر بعد ذلك أن أعود لمقاعد الدراسة مرة أخرى، وأدرس الصف الثالث الإعدادي، ومن ثم أدخل امتحان قبول لمستوى توجيهي، وأنجح بعد أن حصلت على العديد من الدروس الخصوصية.لم يكن بالأمر السهل عودة أبو عود إلى مقاعد الدراسة، بحيث اضطرت أن تدفع جميع ما كانت تحصل عليه من عملها في المؤسسات، بحيث كلفها في مرحلة الثانوية 570 شيكل، وهو رقم كبير بالنسبة لها, ولكنها استطاعت أن تتحدى وتنجح وتحصل على شهادة الثانوية العامة. وقالت: لم أكن أتوقع أن أنجح في الثانوية العامة، لكن إصراري على النجاح جعلني أصل إلى ما أرغب فيه، وبعد عدة أعوام ،عدت إلى مقاعد الدراسة لأكمل فيها وأنجح، وأقرر أن أكمل في الجامعة, وعمري 30 عاما, كان قرارا أيضا صعبا، فمن أين يمكن أن أوفر تكلفة الجامعة, ولكن دخلت الكلية التطبيقية الجامعية، بعد أن أعطتني منحة دراسية، بحيث بعت خاتمي وساعدتني الكلية، في ببعض اللوازم الدراسية فأكملت الدبلوم بتخصص فنون حرفية, بحيث كان أقل تكلفة من بقية التخصصات.ورغم أنها أنهت الدبلوم بتخصص، لم تكن ترغب فيه، إلا أنها أحبته وأبدعت فيه لتحصل على منحة من قبل مؤسسة الإغاثة الإسلامية، بعد أن اختارتها الكلية كونها تميزت في تخصصها ولأنها من ذوي الإعاقة لتحصل على منحة مالية، بعد أن أتمت 6 شهور تدريب في مجال الحرف والفنون تخصص تطريز وأعمال يدوية.وأضافت هدى "صحيح أنني مصابة بإعاقة، ولكنني نجحت في تعلم التطريز والإبداع فيه، كما استطعت أن أنجح في الأعمال اليدوية الأخرى، وكنت من بين المتميزين في الدورة، لأحصل عل تمويل لمشروع بمقدار 7000 دولار، وهو حلم كان يراودني وهو أن يكون لدي مشروع خاص بي".وتقول هدى: قمت باختيار مكان افتتاح المشروع وهو الآن يمر عليه 9 شهور, بحيث أنني أثبت جدارة في مجال التطريز، ولكنني أنتظر أن ينجح بشكل أكبر, فتكلفة التطريز غالية، وهي متعبة لشخص لا يعاني من أية مشكلة، فكيف من ذوي الحاجات الخاصة، ورغم ذلك أنا ما زلت في بداية الطريقة وأحب مشروعي وأتمنى أن ينجح.ولقد حصلت أبو عود على دعم من قبل المجتمع ولكنها تواجه العديد من الكلمات المحبطة بدعوتها إلى أقفال محالها والجلوس في منزلها، ورغم ذلك تتحدى وتصبر حتى تحقق هدفها بنجاح مشروعها.وتضيف هدى "مشروعي هو أهم شيء في حياتي، وأركز عليه كثيرا، فأنا اعتبر نفسي قد ولدت بعد أن أنشأت مشروعي الخاص بي، وأنا اعتني به كما تعتني الأم بابنها، بحيث أقوم بالاهتمام به وتطويره بشكل مستمر حتى يكبر وأكبر أنا معه".وتتمنى أبو عود في النهاية أن "تستطيع الحصول على داعم آخر للمشروع، فهي تحتاج إلى تعريف أكثر بمحلها ودعمها في بيع منتوجاتها محليا وعالميا، حتى ساعدها على الاستمرار في هذا المشروع, كما تتمنى أن يتم تفعيل قانون ذوي الإعاقة، لفتح مجال لهم للعمل في الوزارات وللمحافظة على كرامتهم في المجتمع".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

النساء في الضواحي شريحة سكانية محط اهتمام في الانتخابات…
كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل
هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…
كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يُمثل الملك محمد السادس في أشغال…
ناصر بوريطة يُجري مباحثات مع نظيرته الإكوادورية حول الارتقاء…
عزيز أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة…
مباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ونظيره الفرنسي…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

رانيا يوسف تشارك عصام عمر مسلسل نص الشعب اسمه…
أنغام ترد على اتهامها بتدبير الهجوم على شيرين عبد…
حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي
وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل "سيد الناس"

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

الأخبار الأكثر قراءة

هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…
كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها…