الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الأقمار الصناعية

لندن - سليم كرم

كشفت أقمار صناعية معلومات أكّدها  خبراء في البيئة عن  تسرّب كبير لغاز الميثان في بريطانيا من الفضاء لأول مرة. و يعتبر غاز الميثان احد الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ويبعث هذا الاكتشاف، الذي رصدته الأقمار الصناعية، الآمال في إمكانية وقف التسريبات المستقبلية بسرعة أكبر.
ويتمتع غاز الميثان بقدرة تسخين تبلغ 28 ضعف قدرة ثاني أكسيد الكربون، وهو مساهم رئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن حيث الطاقة، فإن الغاز الذي تسرب على مدى ثلاثة أشهر قبل أن يتم إيقافه، كان من الممكن أن يزود 7500 منزل بالطاقة لمدة عام.

واكتُشف التسرب في خط أنابيب في منطقة شلتنهام، وقالت  بي بي سي، في شهر مارس/آذار الماضي معلومات أولية عن التسرّب .
و يعتبر الميثان، من أحد الغازات الدفيئة، مسؤول عن نحو 30 في المئة .
وقالت  إميلي دود، باحثة الدكتوراه في كلية الأرض والبيئة بالجامعة والمركز الوطني لرصد الأرض، حينها تستخدم صور الأقمار الصناعية لتقييم تسرب غاز الميثان من مواقع دفن النفايات.
لكنها لاحظت في الصور العلامة المميزة لتسرب غاز الميثان على بعد بضعة أميال، قادمة من خط أنابيب غاز مملوك لشركة "ويلز آند ويست يوتيليتيز".

وبعد اكتشاف التسرب، عملت إميلي مع خدمة مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة (جي إتش جي سات)، التي قدمت أقمارها الصناعية الصور الأصلية، لإجراء المزيد من المسوحات من الفضاء، بينما أجرى فريق من جامعة رويال هولواي قياسات دائرية أرضية.
وقالت إميلي: "إن العثور على هذا التسريب يثير تساؤلا حول أعداد التسريبات الموجودة على كوكبنا، وربما نحتاج إلى البحث بشكل أكثر جدية للعثور عليها والاستفادة من التكنولوجيا المتوفرة لدينا".
وقالت شركة "ويلز آند ويست يوتيليتيز" إنها علمت بالتسرب بعد أن أبلغ أحد المواطنين عن وجود رائحة للغاز. وقالت إنها كانت بصدد الحصول على التصاريح اللازمة لاستبدال أنابيب الغاز عندما اكتشف التسرب عبر القمر الصناعي.
لكن عملية الكشف عبر الأقمار الصناعية أظهرت إمكانية رؤية تسرب غاز الميثان بسرعة.
وتعد صناعة النفط والغاز والزراعة ومواقع دفن النفايات، مصادر رئيسية لغاز الميثان. ومنذ عام 1990 انخفضت انبعاثات غاز الميثان في المملكة المتحدة بشكل ملحوظ، لكن التقدم في خفض الانبعاثات تباطأ في السنوات الأخيرة.
في الوقت الحالي، يُكشف عن تسرب غاز الميثان من خلال عمليات المسح الروتينية من الأرض - وهو احتمال صعب للغاية عندما يكون هناك آلاف الأميال من الأنابيب والمواقع. وانبعاثات غاز الميثان في المملكة المتحدة ما هي إلا تقديرات مستمدة من بيانات النشاط الاقتصادي.
وقال جان فرانسوا غوتييه، النائب الأول لرئيس الدائرة الاستراتيجية في شركة خدمة مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة، لبي بي سي: "الأقمار الصناعية ذات قيمة فريدة للغاية، إذ يمكنها العودة وجمع المزيد من الصور بشكل متكرر للغاية، دون الحاجة إلى نشر أشخاص على الأرض حتى يتمكنوا من القيام بذلك بشكل فعال وبتكلفة معقولة أيضا".
وتمتلك الشركة تسعة أقمار صناعية في مجموعتها، وتدور جميعها على ارتفاع 500 كيلومتر، وهي من الأجهزة عالية الدقة، إذ لديها القدرة على رؤية الغازات بدقة 25 ميغا/بكسل.
وقد وقّعت الشركة مؤخرا عقد شراكة مع المملكة المتحدة قيمته 5.5 مليون جنيه إسترليني، بتمويل من وكالة الفضاء البريطانية، لتوفير بيانات الأقمار الصناعية حول انبعاثات غاز الميثان إلى المنظمات البريطانية المسؤولة مثل هي وكالة رسم الخرائط الوطنية لبريطانيا العظمى.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، الدكتور بول بيت: "أصبحت الأقمار الصناعية أصغر حجما وأكثر قوة، الأمر الذي يمنحنا نقطة مراقبة مثالية يمكن من خلالها مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية وإبلاغ صناع القرار الساعين إلى تقليص الانبعاثات إلى الصفر".
ولا تزال الخدمات التي تقدمها الأقمار الصناعية محدودة وتحتاج إلى تطوير.
وقال البروفيسور غرانت ألين، المحاضر في علوم الغلاف الجوي بجامعة مانشستر، لبي بي سي: "لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به للتحقق بشكل كامل من الحجم الدقيق لهذه الانبعاثات التي تقدرها الأقمار الصناعية مثل خدمة مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة، لكن قدرة هذه الأقمار أثبتت بالفعل أنها مفيدة للغاية بالنسبة لكوكب الأرض، في تحديد أين يمكن أن تكون المصادر الكبيرة للانبعاثات، التي يمكن الوقاية منها".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تحذيرات من تأثير ندرة المياه الناتجة عن الاحتباس الحراري على مستقبل الاقتصاد المغربي

2023 تُنذر العالم بالمزيد من متاعب المناخ في ظل تفاقم الوضع

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيضانات كارثية في وسط وشرق أوروبا جراء العاصفة "بوريس"
الهلال الأحمر المغربي يستعرض حصّيلة مُساهماته في إعادة الإعمار…
الفيضانات تجرف حيوانات مفترسة إلى الشوارع في نيجيريا إلى…
صديقي يقوم بإعداد برنامج يهدف لإصلاح البنيات التحتية المتضررة…
مراكش تستضيف إجتماع دولي يُناقش قضايا البيئة والصحة في…

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يُمثل الملك محمد السادس في أشغال…
ناصر بوريطة يُجري مباحثات مع نظيرته الإكوادورية حول الارتقاء…
عزيز أخنوش يترأس أول اجتماع لمجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة…
مباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ونظيره الفرنسي…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

سوسن بدر تشارك في عمل درامي ضخم يضم عدداً…
منة فضالي تشوّق الجمهور لمسلسلها الرمضاني"سيد الناس"
وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة

مزارع مغربي يضرب بقرة جاره حتى الموت بعد أن…