الرئيسية » آخر أخبار الناظور
تجار تهريب السلع

الرباط- المغرب اليوم

منذ إغلاق المعابر الحدودية بمليلية، ما زال عدد من تجار تهريب السلع من المدينة الرازحة تحت السيادة الإسبانية إلى إقليم الناظور يعانون من تداعيات فقدان عملهم في التهريب المعيشي على مستوى معبر بني أنصار، الذي كان رافدا حيويا لتزويد الإقليم بالسلع الإسبانية المهربة.

وغداة إغلاق المعابر الحدودية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد بتاريخ 13 مارس من السنة الفارطة، توقف نشاط التهريب بصفة نهائية، ليتسبب القرار المتخَذ حينئذ لتدبير المرحلة الوبائية في حرمان مئات المواطنين من مصدر رزقهم الوحيد.

وكان التجار وممتهنو التهريب المعيشي يواجهون قرارات الإغلاق المؤقتة للمعابر الحدودية بين الفينة والأخرى باحتجاجات عارمة، ليجدوا أنفسهم، عند بداية انتشار الجائحة، أمام القرار المصيري الذي وضع حدا نهائيا لهذا النشاط التجاري الذي عمّر عقودا طويلة.

وفي مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي وتحرير مزاولة بعض المهن وإعادة فتح المحلات والمقاهي والمطاعم وعودة الناس إلى استئناف عملهم، تساءل عدد من تجار التهريب المعيشي عن احتمالية العودة إلى هذا النشاط مؤقتا بعد فتح المعابر الحدودية؛ لكن الأخيرة ظلت مغلقة، لتغلق معها كل أبواب الأمل في وجه التجار.
معاناة البطالة

ولأن البحث عن عمل يدر مدخولا محترما أصبح صعبا في ظل الأزمة التي خلفتها تداعيات انتشار الجائحة على المستوى الاقتصادي على وجه الخصوص، وجد الكثير من ممتهني التهريب المعيشي سابقا أنفسهم في بطالة مفتوحة مع عدم الرضا ببديل يعوض أزمة فقدان العمل.

ياسين مكاوي، شاب في الـ36 من عمره، قال: “اشتغلت في التهريب المعيشي لمدة أزيد من 20 سنة، بعد انقطاعي عن الدراسة. أصبح هذا العمل جزءا من حياتي، وكنت أحصل على مدخول محترم يفوق أحيانا مبلغ 300 درهم في اليوم الواحد خلال السنوات الأولى من بداية عملي”.

وأضاف المتحدث: “هذا المدخول اليومي شجعني على الاستمرار في هذا العمل، إلى درجة أن خصصت له كل وقت من حياتي كان بإمكاني استثماره في الدراسة أو في تعلم حرفة ما أو الهجرة إلى أوروبا لضمان مستقلي”.

وجوابا عن سؤال ما إذا كان هذا الشاب يزاول عملا بديلا، قال: “أشتغل من حين إلى آخر كبائع متجول لأحصل على قوت عيشي. وأحيانا أنقطع تماما عن هذا العمل خلال الحملات التي تشنها السلطات المحلية ضد الباعة المتجولين”.

وختم ياسين كلامه إلى هسبريس بحسرة: “هذا العمل لا أجني منه ولو ربع ما كنت أجنيه من “فرونتيرا” (معبر) بني أنصار، وقل إنني أعيش حاليا في بطالة لا أدري إلى متى ستستمر”.
عمل بديل لمواجهة البطالة

لمواجهة البطالة التي استهدفت ممتهني التهريب المعيشي، قرر بعضهم قطع التفكير نهائيا في عودة هذا العمل الذي أصبح جزءا من الماضي الذي لن يعود. لذلك، واجهوا الأمر الواقع الذي أصبح مفروضا ولا مناص منه.

بدل الجلوس وانتظار ما لا يأتي، قرر محمد. س أن يشتغل نادلا بإحدى المقاهي بالناظور منذ سنة. واستطاع محمد، في هذه الفترة، أن يتعود على عمله وينسى عمله السابق في التهريب المعيشي.

يقول البالغ من العمر 42 سنة والأب لطفلين: “عشت وأسرتي الصغيرة مرحلة قاسية خلال الأشهر الأولى من انتشار فيروس كورونا، حيث صرفت كل ما ادخرته خلال هذه الأشهر لأجد نفسي مجبرا على العمل لأعيل أسرتي”.

وأضاف المتحدث إلى هسبريس: “لم أفكر في الاشتغال كنادل، كانت الفكرة من اقتراح جاري الذي يعلم بحالتي؛ فتوسط لي عند صاحب المقهى التي أشتغل بها وكان من معارفه. مرت أيام قبل أن يقتنع صاحب المقهى بتشغيلي كما أخبرني جاري؛ لأن المقهى لم تكن هي بدورها قد تعافت من تداعيات الإغلاق، على الرغم من أنها كانت في حاجة إلى نادل إضافي”.

وعن مدى قناعة محمد بالراتب الشهري الذي يتقاضاه عن اشتغاله نادل مقهى مقارنة مع ما كان يتقاضاه من التهريب المعيشي سابقا، اكتفى بالقول: “مهما تكن قناعتي من عدمها براتبي الجديد، فهو على الأقل يعيل أسرتي، والأرزاق بيد الله”.
التفكير في الهجرة

عُرفت منطقة الريف دائما بهيمنة فكرة الهجرة نحو أوروبا على عقول مراهقيها وشبابها؛ لكنها ازدادت قوة خلال السنوات القليلة الماضية، وأكثر قوة خلال جائحة كورونا التي تسببت في فقدان عدد كبير من الشباب عملهم، وفي انعدام الفرص وانتشار البطالة.

نبيل. م اشتغل لسنوات قليلة في التهريب المعيشي. مباشرة بعد إغلاق معبر بني أنصار، راودت الشاب في العشريني ويتيم الأب فكرة الهجرة نحو أوروبا للبحث عن مستقبل أفضل لحياته.

يقول نبيل: “كنت أفكر دائما في الهجرة نحو أوروبا، وحاولت مرة واحدة مع بعض أصدقائي الهجرة من ميناء مليلية؛ لكنني عدلت عن الفكرة لصعوبة المغامرة، لأستمر في الاشتغال كمتعاون في تهريب السلع من المدينة ما دام أن هذا العمل يمكنني من جني مقابل محترم، وهذا هو العمل الذي مارسته خلال متابعة دراستي وبعد انقطاعي عنها”.

حول سؤال ما إذا كان حاليا يفكر نبيل في الهجرة، أجاب: “لعل جميع الشباب الذين لا مستقبل لهم ولم يفلحوا في دراستهم يفكرون في الهجرة نحو أوروبا، وأنا واحد منهم؛ لكنني لا أستطيع أن أخوض أية مغامرة، لأنني أفكر في والدتي وإخوتي”.

وختم الشاب العشريني حديثه إلى هسبريس جوابا عن سؤال ما إذا كان يزاول عملا آخر، قائلا: “اشتغلت لشهور قليلة في محل تجاري بوسط الناظور قبل أن أنقطع عن ذلك، وحاليا أبحث عن عمل لأساعد أخي الأكبر في إعالة الأسرة”.


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

زيادات الجمارك تنعش تهريب السلع إلى متاجر شعبية بالدار البيضاء

 

المغرب يبدأ إنجاز منطقة تجارية واقتصادية في الفنيدق

 

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

استئنافية الناظور تُؤجل قضية "أحداث مليلية"‎‎
حجز شحنة كبيرة من الحشيش كانت على وشك الإبحار…
تدابير تؤمّن ليلة رأس السنة في الناظور المغربية
حريق مهول في المركب التجاري وسط مدينة الناظور المغربية
إيقاف شخصين في الناظور سرقا سائق طاكسي وزبونا بالتهديد

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُهنئ مارك روته بمناسبة توليه منصب…
نزار بركة يكشف عن لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة…
سفير بكين في الرباط يؤكد أن الصين تعي أهمية…
هولندا تُجدد تشبثها الراسخ بالشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي…

فن وموسيقى

مصطفى شعبان يُعيد تعاونه مع نجوم "المعلم" ويقدم "حكيم…
شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…

أخبار النجوم

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
أحمد مكي يخوض تجربة جديدة في رمضان
ماجدة الرومي تُعلق على الهجوم الذي يتعرض عليه جنوب…
ماغي بوغصن تُطلق مبادرة لدعم النازحين في لبنان

رياضة

وليد الركراكي يكشف أسباب عدم استدعاء حكيم زياش إلى…
الإعلان عن قوائم المرشحين لجوائز الأفضل في آسيا 2023
الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…

صحة وتغذية

العنب الغامق يُطيل متوسط عمر الإنسان ويمنع تطور الأورام…
الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

الأخبار الأكثر قراءة