الرباط ـ المغرب اليوم
كانت نسخة فيروس كورونا المتحورة التي ظهرت في بريطانيا أواخر العام الماضي مروعة لأسباب عديدة. فقد انتشرت هذه النسخة في الوقت الذي قدمت فيه اللقاحات آمالاً عن قرب نهاية الوباء، فكانت بمثابة تهديد بتبديد هذه الآمال، كما أشار عدد من العلماء إلى أنها أكثر عدوى من المتغيرات الأخرى، وأنها تسببت في دخول عدد أكبر من المصابين للمستشفيات.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد قال الخبراء، إن هناك فرضية واحدة منطقية قد تفسر كيفية تحور «كورونا» وتطويره لمتغيرات عديدة، وهي أن الفيروس قد أصاب شخصاً ما بجهاز مناعي ضعيف؛ مما سمح له بالتكيف والتطور لأشهر داخل جسم الشخص قبل أن ينتقل إلى الآخرين.
وقال الدكتور رافيندرا غوبتا، عالم الفيروسات بجامعة كمبردج «يبدو أن هذا هو التفسير الأكثر ترجيحاً».
وإذا كان هذا صحيحاً، فإن الفكرة لها آثار على برامج التطعيم، لا سيما في البلدان التي لم تبدأ بعد في تحصين سكانها.
وقال الدكتور آدم لورنغ، عالم الفيروسات وطبيب الأمراض المعدية في جامعة ميتشيغان، إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة - مثل مرضى السرطان - يجب أن يكونوا من بين أول من يتم تطعيمهم.
وأضاف «كلما تمت حماية هذه المجموعة بشكل أسرع، قل خطر تحول أجسادهم إلى حاضنات للطفرات والمتغيرات التالية».
وتابع لورنغ «يجب أن نقدم أفضل حماية لهذه الفئة من السكان. قد يكون ذلك الأمر معقداً؛ لأن أولئك الأشخاص قد لا يستجيبون للقاحات بشكل جيد بسبب مناعتهم، ومن ثم قد يحتاجون إلى تناول علاجات بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة بعد تلقي اللقاح».
وأشار العلماء إلى أنه في العموم، يكون تحور الفيروسات وظهور متغيرات جديدة منها مسألة بطيئة تتم في وقت طويل، إلا أنها في حال تحورها في جسم شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة، فإن عملية التطور والانتقال تكون أسرع بكثير.
وأظهرت دراسات متعددة، أن الفيروس يمكن أن يستمر في أجسام أصحاب المناعة الضعيفة لأكثر من ثمانية أشهر؛ ما يمنحه وقتاً كافياً وفرصة جيدة لمواصلة التطور.
ومن جهته، أكد الدكتور بول دوبريكس، مدير مركز أبحاث اللقاحات في جامعة بيتسبرغ، أن هذه النتائج تؤكد على أهمية تلقي لقاح «كورونا»، مشيراً إلى أنه الوسيلة الوحيدة لضمان تطوير عدد كبير من الأشخاص لأجسام مضادة للفيروس وتقليل معدلات انتشار العدوى بشكل عام، الأمر الذي قد يقي الكثير من أصحاب المناعة الضعيفة من الإصابة بالفيروس.
قد يهمك ايضا