القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت أستاذ الطِّبّ النَّفسيّ في جامعة عين شمس الدكتورة هبة عيسوي لـ "المغرب اليوم" عن تعرّض المرأة للعديد من الاضطرابات النّفسيّة في وقت النّفاس وما بعد الولادة .
وأكدت أن أوقات النّفاس تعدّ من أكثر الفترات الحرجة للمرأة، وهي المدة التي تعقب الولادة حتى ستة أشهر بعدها، وفي بعض الأحيان تستمر هذه الفترة إلى 12 شهرًا وهذه الفترة من الفترات الحرجة في حياة المرأة لأن هناك عوامل وتغيرات صحية ونفسية واجتماعية.
وتنقسم اضطرابات النّفاس النّفسيّة إلى ثلاثة أنواع : حزن النّفاس واكتئاب النّفاس واكتئاب النّفاس الزهاني
ويحدث اكتئاب النّفاس عادة بعد الولادة بأسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويعرف باكتئاب النّفاس المبكر وتبلغ نسبة الإصابة في العام من 8% إلى 15% ، ومن الطريف أنه كان هناك اعتقاد سائد في المجتمعات البدائية هو أن هذه الحالة متعلقة بالرضاع وأن الحليب هو السبب الرئيسي في ظهور هذه الإعراض عند الأم ومما يزيد المشكلة تعقيداً في مجتمعاتنا العربية أنه في بعض الأحيان تكون صحة الطفل أهم من صحة الأم خصوصاً إذا كان المولود ذكراً ولا شك أن تقديم صحة الطفل عن صحة الأم يؤدي أحياناً إلى عدم الاكتشاف المبكر للاكتئاب النّفاسي وهذا يعني أن الاكتئاب لا يكتشف حتى تظهر أعراض شديدة أو مضاعفات خطيرة مما قد يشكل خطورة على الطفل المولود.
ومن أعراض الاكتئاب في فترة النّفاس فقدان الاهتمام والاستمتاع بالنشاطات في الحياة العادية وانعدام الاستجابة للأحداث المحيطة فهي لا تستطيع الفرح ولا الاستيقاظ في الصباح المبكر قبل الوقت المعتاد، كما تجد صعوبة في النوم وقلقًا بالليل، كما تكون الأعراض أسوأ في الصباح، وتتمثل في فقدان الشهية وفقدان الوزن وفقدان بالغ للرغبة الجنسية.
وفي النوبات الاكتئابية الشديدة قد تقدم الأم على إيذاء النفس غالباً من خلال تسميم الذات بواسطة أدوية.
ولعلاج هذه الحالات، من الأفضل استخدام أكثر من وسيلة علاجية لمرضي اكتئاب النّفاس من جهة وذهان النّفاس، من جهة أخرى وبما أن الوقاية تأتي دائماً قبل العلاج فأول خطوة في الوقاية هي تميز ما يسمى بالمجموعة المعرضة (Risk group) وهي المجموعة التي تكون أكثر تعرضاً لهذه الحالة من غيرها مثل وجود تاريخ عائلي يجعل أكثر تعرضاً لهذا وصغر عمر الأم وفقدان الدعم الاجتماعي والأسري وعدم وجود زوج وطلاق المرأة والأم من زواج عرفي أو غير شرعي.
والمفروض أن تكون هناك عيادات مناسبة بالنساء الحوامل اللاتي ينتمين إلى المجموعة المتفرقة فمثلا تكون عيادات الحمل الخاصة أو العيادات النّفسيّة للمرأة في فترات الكروب.
وأخيراً يأتي العلاج الوراثي الذي تحتاجه الأم من مضادات الاكتئاب، كما يجب علينا أن نتابع المريضة بعد الشفاء لأن اكتئاب النّفاس قد يستمر لفترة طويلة كما تصل نسبة عودة الحالات المرضية في الولادات المقبلة إلى60%.