دمشق - نور خوام
أكدت مجموعة سايت للإستخبارات, والمتخصصة في تعقب أنشطة التنظيمات المتطرفة, مقتل العضو البارز في جماعة داعش, والمسؤول عن بعض الفظائع التي إرتكبها عناصر داعش, بما فيها قتل الصحفيين الغرب وعمال الإغاثة خلال غارة جوية، مع نشر صورة تظهر فيها علي ما يبدو جثته.
وكان عمرو العبسي, قد قاد مجلس شورى المجاهدين وهي أول جماعة تؤازر تنظيم داعش المتطرف في العراق وترفع راية جماعة داعش في تموز / يوليو من عام 2012. كما وجهت إليه الإتهامات لاحقًا بمسئوليته في العمليات التي قامت بها الجماعة المتشددة في كافة أرجاء مدينة حلب Aleppo"", مع تعيينه في مجلس مصغّر يضم مستشارين موالين إلى زعيم الجماعة أبو بكر البغدادي.
ولم يتضح بعد, الدولة المسئولة عن القيام بهذه الغارة الجوية، أو ما إذا كانت قد وقعت خلال فترة سريان إتفاق وقف إطلاق النار القسري في الآونة الأخيرة علي مناطق لا يتواجد بها مقاتلين لتنظيم داعش. فيما ذكر الخبراء بأن العبسي كان العنصر المدبر للإنشقاقات بأعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب الذين كانوا ينتمون إلي جماعة جبهة النصرة الموالية إلى تنظيم القاعدة, وذلك في الأشهر الأولي من عام 2013 التي شهدت زيادة نفوذ الجماعة المتطرفة, وكان أحد هؤلاء العناصر هو البريطاني محمد إموازي, الذي أصبح الجلاد الأعنف في تنظيم داعش.
في عهد عبسي، أصبح الإختطاف علي الطريق في مدينة حلب خطر داهم للأجانب الذين يخاطرون بهذه الرحلة, وأشرف الجهادي أيضاً علي عمليات الإختطاف أو الشراء لعدد من الصحفيين, و عمال الإغاثة ومن بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولي, و سائق سيارة الأجرة, البريطاني, آلان هينينغ, واللذان ظهرا علي شريط الفيديو المصور للجهادي إموازي الذي إشتهر فيما بعد بالجهادي شون.
وعندما إجتاحت جماعة متمردة أخرى أحد السجون التي كان يقبع في داخلها السيد فولي و الصحفي البريطاني شون كانتلي قبل إنتقالهم إلي مدينة الرقة التي تعد العاصمة الفعلية لتنظيم داعش، فقد وجدوا خلايا ممتلئة بالجثث, ويعتقد بأنه من المرجح تشديد العبسي علي المقاتلين بعدم تركهم أحياء داخل السجون.
وتجدر الإشارة إلى أن العبسي قد تم إلقاء القبض عليه في سورية عام (2007), حينما قضي أعواماً في سجن صيدنايا ""Sednaya في جناح تنظيم القاعدة, إلا أن الرئيس بشار الأسد قام بالإفراج عنه في حزيران / يونيو من عام 2011 مع مئات من المتشددين الآخرين في تحرك وصفه النقاد للنظام السوري بمحاولة ساخرة لتحويل الإنتفاضة المعتدلة إلي تمرد جهادي.
ومن جانبه، فقد وصف كايل أورتون وهو الزميل المشارك في جمعية هنري جاكسون شخصية العبسي بأنها الشخصية الحاسمة في تطور جماعة داعش مبكرًا داخل الأراضي السورية, ولكنه قال بأن الجماعة, إزدادت سلطتها بشكل كافي لتحل محله بسهولة نسبية.