لندن ـ سليم كرم
حذّر رئيس المخابرات البريطانية أليكس يونغر، من أن تنظيم "داعش" المتطرف لا يزال يشكل تهديداً قوياً رغم خسارته الوشيكة في الجيب الأخير لما يسمى بـ"دولة الخلافة"، متوقعاً أن يواصل التنظيم محاولة شن الهجمات الشرسة في بريطانيا وأماكن أخرى في الغرب.
وذكرت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية أن أليكس يونغر، قال إن "،المتطرفين الغربين العائدين من الشرق الأوسط يشكلون مصدر قلق عميق، وسط الجدل القائم حول شامينا بيغوم، التي هربت إلى سورية للانضمام الى "داعش" قبل 4 سنوات، وهي في عمر الـ15، وتريد الآن العودة إلى بريطانيا.
أقرأ أيضًا : تفجير سيارة مفخخة في سوق شعبية في بلدة "القائم" يوقع 3 قتلى و20 جريحاً
وفي حديثه إلى الصحافيين قبيل انعقاد "مؤتمر ميونيخ للأمن"، قال يونغر إن عودة أعضاء "داعش" الى دولهم قد تكون خطير للغاية. ولدى سؤاله عن التهديدات الأمنية للمملكة المتحدة التي تمثلها عودة مقاتلي "داعش"، قال يونغر:" نحن قلقون جدا بشأن ذلك، لأن كل التجارب تخبرنا أنه عندما يضع شخص ما نفسه في هذا الوضع، يكون لديه مهارات واتصالات مع أولئك الذين يشكلون خطرا محتملا. كما أن لديهم خبرة في التطرف العنيف."، مضيفا:" تحتاج هذه الحقيقة لتكون على قمة عقولنا، ولذلك فهذه مشكلة معقدة وصعبة، ويجب أن نضعها أولا في أعتبارنا."
وفي قضية بيغوم، قال يونغر:"ما لا استطيع فعله هو التعليق على نقاط محددة، أو ظروف محددة، وهذا يتبع اعتقاد أننا سنتفحص بحذر الظروف الفردية المحددة، أقدر أن ظروف كل شخص ستكون مختلفة، وسنضع ذلك في اعتبارنا."
ولكن يونغر حذر أيضا من أن "الهزيمة العسكرية لدولة الخلافة لا تمثل نهاية للتهديد المتطرف الذي نواجهه"، مشددا على أن "الهزيمة العسكرية لن تنهي التهديد المتطرف لدولة الخلافة"، قائلا: "لا تستطع استخدام القوة العسكرية لقتل فكرة، داعش منظمة نائمة، ونرى أنها تتحول وتنتشر، إنها تفعل ذلك داخل وخارج سورية، وهذا يعني أننا بحاجة الى ضمان إمكانية التعامل معها."
وفي الوقت الذي أكد فيه على أن نهاية "دولة الخلافة" لا تعني نهاية "داعش"، قال يونغر إن "امتلاك الأراضي يعني أن الجماعة الإسلامية المتطرفة يمكن أن تعزز تجنيد المتطرفين، واستخدام الأرض لإنشاء بنية تحتية للإرهاب ولتنظيم تهديدات مباشرة ضد الغرب".
وردا على سؤال حول العواقب المحتملة للنية المعلنة لترامب بسحب القوات من سورية وأفغانستان، قال:" تستغل هذه المنظمات الفشل السياسي بشكل أساسي، فهي تستغل مساحة غير خاضعة للحكم للتنظيم والنمو. أود ببساطة القول إن هذا ليس مشكلة جديدة بالنسبة لنا، فقد كان التهديد المتطرف في الأساس موجود منذ التسعينيات. إن المسألتين الرئيسيتين بالنسبة إلينا هي أن نكون قادرين على اختراق تلك المنظمات المتطرفة بالرغم من حقيقة وجودها في بعض الأماكن الأكثر تحديا في العالم، ونحن نفعل ذلك. والثاني هو أن نكون قادرين على اتخاذ إجراءات، مع شركائنا، للتعامل مع ما نجده في طريقنا، بما يتوافق مع قوانيننا وقيمنا."
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن في ديسمبر/ تشرين الأول، هزيمة "داعش"، وأنه من المتوقع إنهاء المهمة، بعد السيطرة على الأراضي الواقعة تحت حكم "داعش" في سورية، من قبل القوات التي تدعمها الولايات المتحدة ودول أوروبية.
وقد يهمك أيضًا: